شركة روسية تطبع منزلاً في يوم واحد

تتطور الطباعة ثلاثية الأبعاد يوماً بعد يوم. وأخيراً، بدأت شركة أبيس الروسية، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، الترويج لطابعتها الجديدة، التي تستطيع طباعة منزل بحجم يصل إلى 100 متر في أقل من يوم واحد، مُعتبرة أن الكلفة المترتبة على هذه الطباعة أقل 40% من كلفة البناء.

وتمكنت الشركة من طباعة أول منزل لها في مدينة ستوبينو في ضواحي العاصمة موسكو. وبلغت كلفة المنزل "المصغّر"، حجمه 39 متراً، نحو عشرة آلاف دولار أميركي في عملية استغرقت 24 ساعة. وهذه هي المرة الأولى في روسيا التي يتم فيها طباعة منزل متكامل، عوضاً عن إعادة تجميع القطع المطبوعة سلفاً لتُشكل منزلاً أو بناءً معيناً.

واستعمل لإتمام عملية البناء طابعة ثلاثية الأبعاد قادرة على الدوران 360 درجة، مع ارتفاع يصل إلى 3.1 متراً من النقطة المثبتة فيها، ويصل طول السكة التي تستقر الطابعة عليها إلى 8.5 متراً. ما يمنحها قدرة استثنائية على طباعة المجسمات الكبيرة على عكس الطابعات الأخرى الموجودة في السوق.

ويصل محيط العمل الأقصى لهذه الطابعة إلى 132 متراً مربعاً، في حين أن قدرة الطباعة القصوى تصل إلى 100 متر مربع في اليوم الواحد. واللافت أن تركيبها في الموقع لا يستغرق أكثر من ساعة واحدة.

وتشير الشركة إلى أنها اتمت المشروع في روسيا في طقس قاس، إذ وصلت الحرارة إلى 35 درجة مئوية تحت الصفر. ونظراً إلى أن "الحبر" المستعمل وهو في هذه الحالة الباطون، يحتاج إلى درجة حرارة تبدأ من 5 درجات مئوية فوق الصفر، اضطرت الشركة إلى تركيب خيمة اصطناعية تمكنت من خلالها من تعديل الحرارة الداخلية.

واللافت أن الطابعة لم تلتزم بالشكل التقليدي للمنازل، بل لجأ المصممون إلى شكل أكثر تعقيداً، بهدف تعقيد المهمة على الطابعة والتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح.

أما الكلفة، فقدرت الشركة أنها تصل إلى 10 آلاف دولار أميركي تشمل الأساسات والسقف وعمليات الانهاء الداخلية والخارجية، والأرضية والنوافذ والأسقف المستعارة الداخلية. فكلفة المتر المربع الوسطية تٌقدر بـ275 دولاراً، في حين أن الكلفة الوسطية للمتر المربع في المنازل العادية تصل إلى 223 دولاراً.

ورغم أن الأسعار تتقارب بين كلفة المنزل المطبوع وكلفة بنائه، إلا أن طباعة المنزل عبر استعمال هذه التكنولوجيا تُعفي من كلفة اليد العاملة التي تتطلب كثيراً من الوقت والمال. ما يزيد من كلفة المنازل بشكل حتمي.

اللافت أيضاً أن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد خصوصاً للمنازل، أصبحت أكثر سهولة للاستخدام، وقد انخفضت بشكل ملحوظ بالمقارنة مع الجمود في أسعار المنازل المبنية. ومن المتوقع أن تنخفض الكلفة أكثر مع تطور هذا القطاع. ما قد يعني فرصة جديدة أمام أصحاب الدخل المحدود لتملك منزل خاص بهم.

لكن المعضلة التي تواجه مشروعاً كهذا، ومشاريع البناء العادية، تبقى في أسعار الأراضي، إذ غالباً ما يكون سعر الأرض هو العامل الحاسم في تحديد سعر المنازل، وليس كلفة لبناء.