سوليدير تعاقب غرينبيس

لم تُمنح سفينة غرينبيس "Rainbow Warrior"، التي رست في مرفأ بيروت التجاري، الإذن من شركة سوليدير كي ترسو في مرفأ مارينا بيروت، إذ يبدو أن الإدارة المركزية للشركة لديها بعض العتب على المنظمة بسبب موقفها من قضية مكب النورماندي، وفق مصادر المنظمة.

وكانت المنظمة، وفق المديرة التنفيذية لغرينبيس المتوسط زينا الحاج، قد بدأت التواصل مع المدير العام لسوليدير منير الدويدي منذ شهر تموز الماضي، لكن المنظمة لم تتلقَ أي رد منه"، كأن الشركة تقصدت في ذلك إعطاء الرفض الضمني للمنظمة من خلال الإمتناع عن الرد، كوسيلة عقاب على موقف المنظمة تجاه قضية بيئية.

في المقابل، تنفي إدارة سوليدير، في إتصال مع "المدن"، أن يكون لديها أي موقف من المنظمة، بدليل أن المرفأ كان قد استقبل سفينة غرينبيس في العام 2006 حين أتت للمساعدة على الحد من أثار التلوث النفطي بسبب القصف الإسرائيلي الذي تعرض له معمل الجية الحراري. كذلك استقبل السفينة الفرنسية "تارا"، التي أتت للكشف عن التلوث البلاستيكي في العام 2014.

وتعزو إدارة الشركة أسباب عدم إستقبال سفينة غرينبيس في هذه المرة، إلى عراقيل لوجستية أهمها عدم وجود مساحة فارغة تكفي للسفينة، ليس إلا.

وفي ظل هذا التمنع، لم يكن أمام المنظمة إلا مرفأ بيروت التجاري كي ترسو فيه سفينتها التي تشكل بيروت نقطة إنطلاقتها في جولة "الشمس بتجمعنا"، نحو المغرب، حيث تعقد في نوفمبر المقبل الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف المعنية بالمفاوضات الدولية في شأن التغيرات المناخية. ويتألف فريق السفينة من 15 شخصاً من جنسيات عربية وأجنبية، من بينهم البحارة اللبنانية ريتا غانم، التي تشارك غرينبيس رحلاتها البيئية منذ العام 2008.

تهدف المنظمة من خلال هذه الجولة، إلى إحداث نقلة نوعية في مجال الطاقة الشمسية والترويج لها في منطقة المتوسط والعالم العربي، وإثبات أن الطاقة الشمسية ليست حلماً، إنما واقع يمكن تحقيقه، وهو غير مكلف ومفيد. وقد أطلقت المنظمة حملة "الشمس ببلاش" منذ شهرين.

عمر هذه السفينة الصديقة للبيئة لا يتجاوز الخمس سنوات، وهي تتميز باستخدامها نحو 80 في المئة من تقنية الشراع بدلاً من الفيول، وقد طُليت بمواد بيئية، وتستخدم الطاقة الشمسية في تشغيل أجهزتها.