الخميس 2016/04/07

آخر تحديث: 15:21 (بيروت)

"موساك فونسيكا": مؤسس غامض وشركة مثيرة.. للشكوك

الخميس 2016/04/07
"موساك فونسيكا": مؤسس غامض وشركة مثيرة.. للشكوك
التسريبات التي انطلقت من ملايين المستندات التابعة لشركة المحاماة "موساك فونسيكا" أظهرت حجم الفساد المالي العالمي (getty)
increase حجم الخط decrease
تأسست شركة المحاماة "موساك فونسيكا"، التي وضعتها "وثائق بنما" وفضائحها تحت الضوء، في العام 1977، ومقرّها في بنما. وتقدم خدمات قانونية "موثوقة" و"شاملة" للعملاء، واستشارات شخصية على مدار الساعة عبر بوابة العميل الافتراضية.

ومن مهماتها الرئيسة، تقدميم خدمات المتابعة القانونية للقضايا، وإجراء عمليات بحث وحجز لشركات "شيل" وهو مصطلح للشركات "الوهمية" التي لا نشاط تجارياً لها. وتتولى الشركة عمليات إدارة تلك الشركات، ودفع الفواتير نيابة عن العملاء، وعمليات الحصول على تراخيص، وعمليات الشحن والتخليص، بالإضافة إلى إدارة الثروات ومساعدة العملاء على إعادة التموضع في بنما وتزويدهم بالوثائق والخطوات اللازمة لهذه العملية. وتمتد خدمات الشركة لتطال الخدمات البحرية، اذ تتكفل بشراء وتسجيل اليخوت والمراكب التجارية والشخصية للعملاء.

وكما اتضح من "خدماتها" المثيرة للجدل وفق تسريبات "وثائق بنما"، فإن تاريخ مؤسسها لا يقل تشويقاً عن خدمات الشركة. إذ ولد جورغين موساك وهو الشريك الرئيسي في الشركة، في المانيا لينتقل بعدها إلى بنما. وتوجه في العام 1975 إلى لندن للعمل محامياً، ليعود بعد سنتين إلى بنما ويؤسس شركته الخاصة.

في العام 1986 تم دمج الشركة مع شركة بنمية صغيرها يديرها الروائي والمحامي والسياسي البنمي دامون فونسيكا، لتصبح شركة "أم أف غروب". وفي تصريح للصحافيين قال فونسيكا إن عملية الدمج هذه استطاعت أن تخلق "وحشاً" في عالم الأعمال.

اللافت في الأمر أن موساك هو ابن ايرهارد موساك الذي انتقل بعد الحرب العالمية الثانية من المانيا إلى أميركا اللاتينية. ويقول "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" إن إيرهارد شارك إبان الحرب العالمية الثانية في فرقة "waffen-ss" التابعة للجيش النازي وضمّت عناصر من الجيش ومتطوعين من أنحاء العالم. تضيف معلومات الاتحاد أن إيرهارد عرض بعد انتقاله إلى بنما، على الحكومة الأميركية القيام بعمليات تجسس لحماية نفسه، ليعرض بعدها على "وكالة الأمن القومي الأميركي" التجسس على النظام الشيوعي في كوبا من مقر إقامته في بنما.

أما الصحيفة الألمانية التي حازت في بادئ الأمر على المستندات "Süddeutsche Zeitung"، فقالت إنها طلبت من الحكومة الألمانية الحصول على مستندات عن هذا الرجل، إلا أن وكالة الاستخبارات الألمانية رفضت الطلب بحجة "الامن القومي".

بالعودة إلى تاريخ الشركة، فإنه في العام نفسه الذي حصل فيه الدمج بين الشركتين، قدم موساك خدمات استشارية "عن غير قصد" لشركة وهمية على علاقة مباشرة بعملية سرقة 3.5 طن من الذهب والتي تقدر قيمتها اليوم بـ117 مليون دولار أميركي، من أحد مستودعات شركة "برينك- مات" قرب مطار هيثرو الدولي في العام 1983.

وأفادت مذكرة إدارية صادرة عن موساك لشريكه بأن الشركة الوهمية التي تعود إلى غوردون باري الذي نفذ لاحقاً عقوبة عشر سنوات بسبب عمليات غسيل أموال مصدرها السرقة، لم تتورط مباشرة في عمليات غير قانونية، إلا أنها قد تكون "استثمرت في حسابات بنكية وعقارات بأموال غير مشروعة".

وبعدما حجزت الشرطة البريطانية أسهم الشركة الوهمية استطاعت الخدمات الاستشارية التي قدمها موساك لباري التفوق على الشرطة وتأسيس الشركة من جيد عبر عملية تذويب الأصول التي استحوذت عليها الشرطة.

ولعل هذه العملية من أبرز العمليات التي مكنت الشركة من الحصول على دور بارز في عمليات "الاحتيال الضريبي" وغسل الأموال التي تُتهم بها، وخصوصاً أنها تُعد رابع أكبر شركة محاماة "أوفشور" في العالم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها