السبت 2016/11/19

آخر تحديث: 04:05 (بيروت)

ترامب كارثة على التكنولوجيا

السبت 2016/11/19
ترامب كارثة على التكنولوجيا
سياسة ترامب في الشأن التكنولوجي غير واضحة (Getty)
increase حجم الخط decrease

يشهد قطاع التكنولوجيا الأميركي منذ انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسوأ أيامه ، إذ انخفضت أسهم كبرى الشركات التكنولوجية بشكل كبير في الأيام التي تلت عملية الانتخاب. وقد سجلت أسهم أمازون وفايسبوك انخفاضاً وصل إلى 5.7 في المئة، في حين انخفضت أسهم الفابيت الشركة الأم لغوغل 4.5 في المئة.

ولم تسلم أسهم آبل من الانخفاض أيضاً، إذ انخفضت أسهم الشركة الأميركية 3.6 في المئة، بتأثير مباشر من سياسات ترامب بشأن الهجرة والتجارة العالمية، في حين انخفضت أسهم نيتفليكس أكثر من 2.4 في المئة.

ولعل شركة أمازون كانت من أكثر الشركات المتضررة على المستوى المباشر، منذ انتخاب ترامب، إذ خسرت نحو 30 مليار دولار أميركي منذ الثامن من تشرين الثاني، خصوصاً أن مؤسسها ورئيسها التنفيذي جيف بيزوس "اشتبك" مع ترامب كلامياً على تويتر خلال حملة الأخير الانتخابية، كما أن ترامب شن هجوماً لاذعاً على صحيفة واشنطن بوست المملوكة لبيزوس.

وأبدت غالبية هذه الشركات تأييدها العلني لهيلاري كلينتون بوصفها "صديقة" للتكنولوجيا على عكس ترامب. ونشر أكثر من 100 مدير تنفيذي لشركات التكنولوجيا رسالة تحذر من وصول ترامب لسدة الرئاسة نظراً لأن وصوله سيكون "كارثة على الابتكار وقطاع التكنولوجيا".

وكان ترامب قد أعلن خلال حملته الانتخابية أن أحد أهدافه المباشرة سيكون "اجبار شركة آبل على تصنيع حواسيبها اللعينة في الولايات المتحدة"، عوضاً عن تصنيعها في بلدان أخرى بكلفة أقل. وقد يلجأ ترامب إلى فرض ضرائب ورسوم جمركية على المنتجات المصنعة خارج الولايات المتحدة. ما سيؤثر بقوة على مبيعات وأرباح الشركات الكبرى التكنولوجية الأميركية على وجه الخصوص.

ومن السياسات الإضافية التي عرضها ترامب في حملته الانتخابية وأقلقت الشركات التكنولوجية، هي سياسته بشأن رفع أجور العاملين الأجانب الذين يصلون إلى الولايات المتحدة بموجب تأشيرة "اتش 1 بي" (H-1b)، والتي تسمح للشركات العاملة في الولايات المتحدة باستقدام عمال متخصصين في اختصاصات معينة على رأسها المعلوماتية وهندسة الكومبيوتر، بالإضافة إلى الزام الشركات بتوظيف الأميركيين. ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى خفض القدرة التنافسية لهذه الشركات، إضافة إلى انخفاض المرونة التوظيفية.

ومازالت هذه المخاوف قائمة منذ ما قبل انتخاب ترامب، إذ أرسل الرئيس التنفيذي لجمعية الانترنت مايكل بيكرمان رسالة إلى ترامب الإثنين هنأّه فيها على انتخابه وطلب منه عدم تغيير أي من السياسات المُنظِمة للانترنت.

ورغم أن الجمعية لم تتخذ موقفاً واضحاً من المرشح الرئاسي، إلا أنها دعمت عموماً أغلب الأمور التي عارضها ترامب في خطاباته وسياساته المقترحة. إذ تدعم الجمعية على سبيل المثال لا الحصر، اتفاق التجارة الحرة لدول المحيط الهادئ الذي يعارضه ترامب بشدة ويطالب بالغائه أو تعديله.

ووضعت الرسالة توجيهات ومقترحات في حال أراد ترامب تغيير الاتفاق، تراعي عملية تدفق المعلومات بين الدول من خلال الغاء بعض القوانين التي قد تلزم الشركات بتخزين المعلومات في دول معينة.

لكن السياسة التي سيعتمدها ترامب مستقبلاً في الشأن التكنولوجي مازالت غير واضحة، وإن كان من المؤكد أن صدامات عدة ستحصل مستقبلاً بين الرئيس الحالي وهذه الشركات، نظراً إلى الفروقات الهائلة في وجهات النظر.

على أن ميزة ترامب الأساسية تتمثل في أنه لا يمكن التنبؤ بأفعاله، خصوصاً أنه شخصية غير "ملتزمة" عقائدياً أو موجهة ايديولوجياً. ما يعني أنه من الممكن تغيير وجهة نظره في أمور عدة بنى عليها حملته الانتخابية. ولعل موقفه من منع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة أبرز مثال عما سبق. إذ اختفى هذا البند عن موقعه الشخصي مباشرة فور انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، رغم أنه جاهر به في مناسبات عدة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها