الثلاثاء 2016/10/18

آخر تحديث: 18:17 (بيروت)

488 مليار دولار كلفة الفايروسات سنوياً

الثلاثاء 2016/10/18
488 مليار دولار كلفة الفايروسات سنوياً
الهجمات الالكترونية والبرمجيات الخبيثة بدأت الارتفاع بشكل ملحوظ على الأجهزة الذكية (Getty)
increase حجم الخط decrease

يمكن القول إن التطور التكنولوجي أصبح يأخذ منحى يومياً، نظراً إلى السرعة التي يسير فيها. فيومياً نقرأ ونسمع عن ابتكارات واختراعات تكنولوجية من شأنها أن تصنع ثورة في العالم.

ولعل مصطلح الذكاء الاصطناعي الذي مازال في مراحله الأولى عملياً، من أبرز هذه الابتكارات التي ستغير وجه العالم من دون أدنى شك، نظراً إلى ما له من قدرة على تغيير مفهوم الآلة والتعامل معها.

ويشهد العالم الالكتروني يشهد حرباً بين أقطابه العالمية. لكن هذه الحرب لا تُنتج دماً، في أغلب الأحيان، كما يحصل في أرض الواقع. إلا أن كلفتها المادية لا تقل مأساوية عن الحرب الحقيقية، إن لم تتعداها.

ولعل الفايروسات والبرمجيات الخبيثة، من أبرز أدوات هذه الحرب التقنية. إذ تجتهد الأطراف في ابتكار فايروسات خبيثة متطورة يوماً بعد يوم، في حين يجاهد أصحاب "القبعات البيضاء" وخبراء أمن المعلومات وشركات مكافحة هذه البرامج في إيجاد حلول لها.

وتتطور هذه الفايروسات والبرمجيات الخبيثة بشكل مستمر مع التطور التكنولوجي. فعلى سبيل المثال لا الحصر، انتشر في الفترة الماضية أحد الفايروسات الذي يقوم بتشفير الملفات الموجودة على الجهاز المصاب من دون الحاق أي ضرر بها، ليطالب المستخدم بدفع مبلغ معين مقابل شيفرة التشفير في ما يُعرف باسم "راندسومووير".

وطبعاً، لا يُمكن أن يتم الدفع بالطريقة العادية، إذ تتم هذه العملية من خلال العملة الالكترونية "بيتكوين"، التي لا يُمكن تعقبها، وتختلف المبالغ المطلوبة وفقاً للجهاز المصاب ونوعية المعلومات وأهميتها.

لكن المشكلة لا تقف عند هذا الحد، فمع التطور التكنولوجي وخصوصاً الذكاء الاصطناعي، يُبشر الخبراء الأمنيون بوصول هذه التقنية إلى عالم الفايروسات بطبيعة الحال لتصبح أكثر خطورة وأكثر تأثيراً في الأجهزة المصابة.

ولعل المشكلة الرئيسية في هذا المضمار تتمثل في طريقة صنع هذه الفايروسات والبرمجيات، إذ يُمكن أن يكون صانعها شاب مجهول لا يتجاوز السابعة عشرة من عمره على غرار فايروس "ساسير" الذي استطاع تعطيل آلاف الحواسيب حول العالم في العام 2004، وسبب خسائر وصلت إلى 500 مليون دولار. وفي العام 2015، استطاع قراصنة روس اختراق محطة لتوليد الكهرباء. ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن 80 ألف شخص في المدينة. هذه كلها أمثلة بسيطة جداً عما يُمكن لمجموعة أشخاص لديهم المعرفة الكافية، أن يُحدثوه من ضرر.

ووصل عدد الهجمات الالكترونية الخبيثة في العام 2010 فقط إلى أكثر من 200 مليون هجمة، في حين تشير التقديرات إلى أن الكلفة السنوية التي يخسرها العالم جراء هذه الهجمات تصل إلى 114 مليار دولار، وفق دراسة أعدتها شركة "سيمانتيك" المتخصصة في مجال مكافحة الهجمات الالكترونية.

ولا تقف الكلفة عند هذا الحد، إذ أشار تقرير صادر في العام 2011، إلى أن الهجمات الالكترونية تُكلف الشركات نحو 274 مليار دولار جراء محاولات التعافي من هذه الهجمات.

واللافت أن الهجمات الالكترونية والبرمجيات الخبيثة بدأت الارتفاع بشكل ملحوظ على الأجهزة الذكية بعدما كانت محصورة في عالم الحواسيب.

من هنا، فإن الشركات اليوم وبشكل خاص في الشرق الأوسط، تحتاج إلى التفكير من جديد في طرق حماية نفسها وبياناتها من هجمات مشابهة، والاهتمام بشكل أكبر في مجال الأمن الالكتروني، خصوصاً أن هناك تقارير عن إصابة شركات لبنانية عدة بفايروسات مشابهة لفايروس "راندسومير" المتطور، وفق أحد المصادر لـ"المدن".

وفي هذا السياق، يشير الخبير الأمني والمحقق في الجرائم الاكترونية شهاب نجار، في حديث إلى "المدن"، إلى أن هناك غياباً في ثقافة الأمن الالكتروني بشكل عام في الشرق الأوسط، خصوصاً في البلدان العربية، مضيفاً أن قلّة الوعي و"الاستخدام الآمن" للانترنت من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاصابة بالفايروس.

ولحماية المستخدم، ينصح نجار أولاً بتكوين ثقافة عامة ولو بسيطة عن الفايروسات والفروقات في ما بينها، وكيفية عملها، إضافة إلى معرفة كيفية عمل برامج مكافحة الفايروسات والتمييز بينها وبين برامج "الحماية على شبكة الانترنت" أو برامج الحماية ضد القرصنة.

ومن الخطوات الحمائية الإضافية، الانتباه إلى نوعية المعلومات التي نضعها عن أنفسنا على شبكة الانترنت. ويشير نجار إلى أنه باستطاعة أي شخص يمتلك قليلاً من الخبرة القيام بعملية "تصيد" الكتروني من خلال استخدام المعلومات التي وضعها المستخدم نفسه على فايسبوك مثلاً.

واللافت في الأمر، أن المستخدم الذي يتعرض اليوم لعمليات قرصنة أو برمجيات خبيثة لا يستطيع أن يتقدم بشكوى قضائية نظراً إلى صعوبة، إن لم يكن استحالة، الوصول إلى المبرمج الأصلي للبرنامج الخبيث.

والحال أنه لا مفر فعلياً من البرامج الخبيثة والفايروسات طالما أن أجهزتنا موصولة بشكل مستمر على شبكة الانترنت. ومن المؤكد أن الفايروسات ستشهد تطوراً واضحاً في السنوات القليلة المقبلة لتصبح أكثر تعقيداً وتأثيراً، إلا أن الأكيد أن الحل الوحيد لحماية معلوماتنا الشخصية على شبكة الانترنت يتمثل في اكتساب الوعي والثقافة الكافيين لـ"التصفح الآمن" على شبكة الانترنت.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها