الجمعة 2015/07/03

آخر تحديث: 13:41 (بيروت)

غادة شبير لـ"المدن": هذا الجيل يقدّر الطرب

الجمعة 2015/07/03
غادة شبير لـ"المدن": هذا الجيل يقدّر الطرب
"وجودي في طرابلس تأكيد على أن المدينة لا تزال على الخريطة الفنية، ومشهدها الثقافي يتجدد ويحيا"
increase حجم الخط decrease

في حفلة أبعد من كونها سهرة رمضانية، تأقلت المطربة غادة شبير على خشبة مسرح "مؤسسة الصفدي" في طرابلس. فحضر الصوت بمقاماته آسراً. استطاعت عبر انتقاء الأغاني فرض معاني الشوق والصبابة ودنو الكؤوس والعشق الممنوع في سياق خارج عن الشهر. فكادت إحدى النسوة المحجبات تقول بنبرة ساخرة، "ما نحنا بشهر رمضان!"، وهي تستمع بشغف الى أغنية "شربنا المدامة"، التي تعالت الأيدي بخفوت على لحنها.

شبير التي ارتدت فستاناً فيروزياً، لم تخصص للمدينة وناسها سهرة تذكرهم بماض أفل عنهم فحسب، بل أضافت الى ليلهم غبطة كادوا ينسونها، بعد مواسم رمضانية جافة عاشت فيها طرابلس وجوارها آلام الاحتراب والقلق.

وفي حديث لـ"المدن" قالت شبير ان "وجودي في طرابلس هو تأكيد على ان هذه المدينة لا تزال على الخريطة الفنية، وان مشهدها الثقافي يتجدد ويحيا"، مشيرة الى تقديرها  لذوق شباب وشابات هذه المدينة، الذين اتوا بكثافة الى القاعة، وحبهم للطرب وتفاعلهم مع القصائد ومشاركتها الغناء، رغم أن الكثير منها يعود الى التراث القديم.

تفاؤل شبير تبرره ببساطة وهي تقول إن "جيل الثورات اكثر تقديراً من سابقه للطرب"، موضحة انها تُصدم يوماً بعد يوم بالحنين الذي يعيشه هذا الجيل للكلمة الحلوة والمعنى الراقي وعشقه للالحان الشرقية والمقامات: "هذا الجيل يحتاج الى فن حقيقي، وبالتالي هم يقدرون عالياً قيمة الطرب ويأتون لحضور هذا النوع من الحفلات. أقول بثقة أن الطرب في ابهى حالاته، لأن جيل الثورات العربية من مصر وتونس مروراً بسوريا والعراق يعي قيمة الفن الشرقي ويريده في ظل هذا الفراغ وفي زمن الاحباط السياسي الذي يعيشونه".

اختيار شبير لقصائد تراثية لم يكن مزاجياً. تعترف ان جمهور المدينة الشمالية "منطرب". مثنية على ذوق اهل طرابلس وحبهم للألحان الشرقية وعلاقتهم بالآلات الموسيقية، حيث درج في بيوت العائلات تعليم الموسيقى الشرقية، وغناء الموشحات والتراتيل، نظراً لتنوع وتعدد الثقافات الدينية فيها، ولشرقية تفرض نفسها على الذوق والانتقاء: "ليس غريباً أن أختار في مدينة ساحلية لديها تاريخ عريق مع الطرب وتجاربه، هذا النوع من الاغاني والقصائد. هذا الجمهور هو من يخلق معنى السهرة، ليسوا هنا للاستماع فحسب انهم هنا للمشاركة".

تعد شبير كتاباً سيصدر مع بداية العام المقبل، متخصص في الموشحات وسيكون كتاباً اكاديمياً يمكن اعتماده في التدريس الغنائي، وكانت تعمل عليه منذ ست سنوات، موضحة لـ"المدن" ان "هذا الكتاب سيكون انطلاقة لسلسة كتب ستكون على شكل تدوينات موسيقية لأعمال قديمة".

تقضي شبير معظم وقتها في استديو صغير، قريب من جامعة الكسليك حيث تعلم الموسيقى الشرقية لطلاب لبنانيين وعرب واجانب. تمرر يومياتها في الاشتغال الموسيقي، بين تسجيلات خاصة ونادرة، وفي بحث دائم عن ألحان، تقول بتهكم انها "عظام تحاول ترميمها". وهي تعد نفسها من حملة لواء الحفاظ على هذا الارث الثقيل والتركة القيمة لتجارب فنية موغلة بالرصانة والقوة.

أطلقت شبير صوتها، في بداية الحفلة، مع قصيدة "لما بدا يتثنى"، فهام الحضور معها. وهم يسحبون اشجانهم، ويتمايلون بأحزانهم، ويصفقون تارة. وحين خصت شبير الراحلة صباح بتحية، صفق الجمهور عالياً، وشاركوها اغنية "انا ما سكرت الباب" (تلحين فيلمون وهبي). ثم شاركها الشباب بغناء "يا حبيبي تعال الحقني" للراحلة اسمهان (تلحين فريد الاطرش)، ولم تنسَ شبير السيدة فيروز فغنت لها "سهار بعد سهار"(تلحين محمد عبدالوهاب)، و"يا حمام" (تلحين حليم الرومي).

يشار الى ان فرقة شبير ضمت، بسام صالح (كونترباص)، وماريا مخول (قانون)، وعفيف مرهج (عود)، ووائل سمعان (كمان)، والهندسة الصوتية اشرف عليها شادي عقيقي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها