- ماذا لو أردنا سريعاً تذكّر العلامات المضيئة في المهرجان منذ تأسيسه؟
* بعد عشرين عاماً، انتبهنا إلى ما فعلناه، لا سيما بعد الإقامة خلال السنوات الماضية في فرنسا، انتبهنا حين أخذتنا المقارنة مع مهرجانات أوروبية أخرى. بدأنا بعفوية ونحافظ على هذه العفوية حتى اليوم، وانطلاقاً من حاجة إلى اللقاء والاطلاع على ما يحدث في العالم، إلى الحوار في ما بيننا واستفزاز بعضنا بالبعض من أجل مزيد من العمل والإنتاج. محطات مضيئة مرت على المهرجان العام 2006-2007، حين تشكّل المهرجان مع شبكة مساحات، مهرجان رام الله ومهرجان في عمّان ومهرجان في دمشق. كانت العروض تقدّم وتدور في هذه المدن بالتزامن وفي الوقت نفسه، يومها قال لي مدير المهرجان في رام الله، إن فكرة المهرجان أعطت جمهور رام الله شعوراً بأنه ليس وحده، بل يتفاعل بالحضور مع جمهور بيروت ودمشق وعمّان.
في العام 2009، "ملتقى ليمون" كان مساحة عربية بـ150 ضيفاً عالمياً، وخُلقت من بيروت منصة أساسية في العالم العربي، بالإضافة الى أسماء كبيرة من الفنانين استضفناها ودعمت المهرجان، مثل ساشا فالتز، ألان بلاتيل، وأكرم خان وغيرهم من الأسماء التي تتمنى المهرجانات العالمية استضافتها. كذلك هناك محطة بتاريخ المهرجان العام 2017، مشروع "سيترن بيروت" الذي لولا المهرجان ما كان هذا المشروع، وصلنا مع المهرجان إلى حضور حوالى سبعة الاف متفرج كل عام، ولهذا السبب اتخذنا قرارات حرة وجريئة في الخيارات الإبداعية، ولهذا السبب اليوم أنتقد صناديق الدعم، فهي مهمة، لكنها مسيّسة ومؤطرة، وعليها أن تترك مساحة للإبداع بعيداً من تعليب المهرجانات بشكل ضيق.
- ماذا عن برنامج المهرجان هذا العام؟
* انطلاقاً من الحاجة للمراجعة والتجديد بعد عشرين سنة، خصصنا في برنامج المهرجان هذه السنة، يومين للحوارات والمراجعات النقدية، والبحث في مآلات العروض الراقصة وإشكاليات عرضها في منطقتنا، وهذه الحوارات ستكون في متحف سرسق. بالإضافة الى ورش فنية، وعروض من دول متعددة. بعض المشاركين ترددوا، بسبب الأوضاع الأمنية، لكن إصرارنا على المضي قدماً في المهرجان، شجّع فِرقاً عالمية للمشاركة في العروض التي ستستمر حتى 21 نيسان 2024، وفي معمل نسيج قديم في برج حمود، يحمل الكثير من ذاكرته وذاكرة المدينة وتحولاتها. أردنا هذا العام الخروج من الصالات وطقوس العرض المسرحي التقليدي لنعرض في مساحة كبيرة حرة سيتمكن الجمهور معها من التجول والمشاهدة والتفاعل بشكل حر، ليكون ذلك ترجمة لشعار المهرجان هذا العام "للفعل والمشاركة". فقد أردنا من هذا الشعار أن يكون منسجماً مع ما يجري في جنوب لبنان وغزة، وهو موقف، ووجهة نظرنا حول كيفية تحويل الفن إلى فعل ودعوة للحوار والمشاركة.
- في برنامج المهرجان عرض لعملك الأخير في بيروت "الرقص مش إلنا"..
* في الحقيقة العرض تمت برمجته بشكل طارئ لأنه حل مكان عمل اعتذر المشاركون فيه عن المجيء الى بيروت. وهو عمل ينسجم مع عنوان المهرجان وهويته في عيده العشرين. عُرض العمل، وما زال يعرض في مدن أوروبية عديدة. عنوانه ينسجم مع فكرة المهرجان وأحواله، لا خيار لنا سوى خلق مساحات صغيرة للوعي وللراحة، للفن وللتفكير وللسؤال: الرقص لمَن؟ ومن يحق له الرقص؟ هل هو كسر للقوة المهيمنة والفوقية التي تحدّد مَن يحق له الرقص وكيف؟ وبمعنى آخر، من يحق له الوجود؟ والسؤال لا يقتصر على الراقصين، بل ينسحب على الجمهور أيضاً الذي يشاركنا بالحضور كفعل ثقافي وفعل حق في الوجود وفي حرية التعبير.
للاطلاع على برنامج المهرجان: https://www.bipodfestival.com/full-programme
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها