الأحد 2018/02/04

آخر تحديث: 03:06 (بيروت)

قطارات السفير التركي الملونة والحزينة

الأحد 2018/02/04
increase حجم الخط decrease
عام 2016 زار السفير التركي شغاطاي آرجييس ما تبقّى من محطات القطارات والقاطرات في لبنان، من طرابلس إلى بيروت وصولاً إلى رياق في البقاع وصورها بعدسته، ويقدمها الآن في معرض بعنوان "قطارات لبنان المُلوَّنة" افتتح في نادي اليخوت - الزيتونة باي (بيروت)، يتصمن 39 صورة فوتوغرافية، يولي أهمية خاصة لخط السكة الحديد العثماني إذ يغطي المحطات التاريخية التي كان يمر بها ذلك الخط في لبنان.

وقال أرجييس، إن "فكرة الصور جاءت بعدما زرت المواقع الأثرية لمحطات القطار في لبنان، والتي شهدت عصراً ذهبياً أيام الدولة العثمانية"، اذ غادر أوّلُ قطار بخار من بيروت مروراً بوادي البقاع باتّجاه محطة رياق في 3 آب 1895. وأضاف السفير التركي الذي عمل مصوراً لسنين أن "الصور التي التقطتها كانت ألوانها قاتمة وحزينة، فأحببت تلوينها بألوان لبنان وطبيعته لتعبر عنه، وآمل أن يتم تفعيل هذه المحطات في المستقبل". 

وإذ اعتبر السفير التركي أن القطارات كانت بداية العصر الذهبي للنقل عبر السكك الحديدية في لبنان، قال: "لسوء حظّ لبنان أنّ الخط الذي يمتد 408 كلم، والذي ربط مرةً بيروتَ بدمشق وحيفا أصبح خارج العمل. واليوم لا توجد إلّا محطة مُهدّمة وقاطرات صدِئة". ولفت أرجييس إلى أنّ الصورَ الملوَّنة والنابضة بالحيوية تشير أيضاً إلى التنوّع الاجتماعي والثقافي في لبنان، البلد الذي هو مثالٌ ساطع للتسامح والتعايش السلمي. وأشار إلى أنّ هذا المعرض يُعتبر أيضاً مناسبة وداع إذ إنّ مهامَّه كسفير في لبنان تنتهي خلال الأسابيع المقبلة. ويعود ريع هذه اللوحات/الصور إلى مركز "آمال طالب"، لذوي الاحتياجات الخاصة(التوحد) في مدينة طرابلس اللبنانية.
 
وتوقفت جميع خطوط السكك الحديدية في لبنان عن العمل خلال 1975، عند اندلاع الحرب الأهلية، وبات من الصعب استرجاع هذه الخطوط، فبخلاف تدمير العديد منها فقد بنيت على طول خطوط بعضها من شمال لبنان حتى جنوبه أبنية مخالفة لقوانين البناء دون الحصول على تراخيص من الجهات المختصة بالدولة التي يقول عدد كبير من اللبنانيين إنها تصرف النظر عن هذه المخالفات بسبب تفشي الفساد فيها. وباتت محطات القطار المنسية نقاطا جاذبة لعشاق الصور والحكايات والحنين.
 
   
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها