الخميس 2014/05/22

آخر تحديث: 22:51 (بيروت)

طلاب الغرافيكس في 'اللبنانية': ثورة دائمة!

الخميس 2014/05/22
طلاب الغرافيكس في 'اللبنانية': ثورة دائمة!
ملصق من تصميم غنى مجذوب
increase حجم الخط decrease
 في 27 نيسان/أبريل من كل عام، يحتفل المصمّمون باليوم العالمي للغرافيكس (أو الفن التصميمي التواصلي). فمنذ العام ١٩٩٥، قرّر النادي الدولي للتصميم التواصلي "إيكوغرادا" إحياء هذه المناسبة في ذكرى تأسيس المجموعة في العام ١٩٦٣، للحث على المشاركة الدولية ومساعدة الجمهور في التعرّف على التصميم الغرافيكي أكثر والتواصل من خلال الصورة.في مثل هذا اليوم، يدعى المصمّمون حول العالم، للمشاركة في إحياء الذكرى حسب المواضيع المطروحة وقد كان شعارها لهذا العام: "هذا ما يفعله المصمّم".
 
حتى الآن يبدو الخبر عادياً. لكن حين قرّر طلاب فنون التواصل والتصميم في الجامعة اللبنانية في فرعها الأول/منطقة الحدث، المشاركة بشكل جماعي بعيداً من دون دعم الجامعة في تلك المناسبة، أصبح أمراً يستحق التنويه. فلطالما ألفنا في الماضي سماع إسم الجامعة إما في احتجاجات وتظاهرات، أو في منع وقمع الفنون والحرص على إسقاط جملة من التابوهات على تلامذة خلاقين أقلّ ما يقال فيهم إنهم مكافحون.
 
هي الجامعة نفسها التي منعت صف رسم العُري لطلاب الفنون التشكلية في أيار/مايو العام الماضي، ما دفع الطالبة جنان سليم وزملاءها لتنظيم وقفة احتجاجية جوبهت بالرفض والتهديد بمنعهم من إكمال دراستهم في حال استمرّ الاحتجاج.
 
هي نفسها الجامعة اليوم. وطلّاب قسم الغرافيكس فيها، حوّلوا تلك المناسبة سبباً لإثبات أنفسهم وقدرتهم وعزمهم. بالرغم من معاناتهم الكثيرة بسب نقص الدعم والموارد في الجامعة. أرادوا الاضاءة على أعمالهم في كنف تلك المؤسّسة. فهم، وإن كانت لديهم تحفّظات كثيرة على أكاديمية وإدارة الفرع الأول، إلا أنهم متمسّكون بتحسين حالهم بخطوات بسيطة، صغيرة ومحدودة لكن فاعلة وجريئة.
 
بعد أقل من شهر على اليوم العالمي للغرافيكس، نجح نادي غرافيسزم  "Graphicism" (المكلّف بمتابعة أحوال خريجي وطلاب الجامعة اللبنانية في فرعها الأول منذ إنشاء قسم فنون التواصل والتصميم 2007 - 2008)، في تحويل مسار مشاركتهم في المشروع إلى شوارع بيروت من بشارة الخوري إلى جسر فؤاد شهاب، و البسطا التحتا والباشورة ومونو والجميزة وبرج حمود ورياض الصلح والحمرا حتى كورنيش عين المريسة. دعوا طلاب الغرافيك من السنة الاولى، وصولاً إلى الخريجين، للمشاركة. حضر منهم 22 طالباً وطالبة، صوّروا الشوارع، أخذوا منها ما وجدوا أنه يشبههم ضمن الموضوع العام الذي طرحته "إيكوغرادا": هذا ما يفعله المصمّم. 
تعاونوا في خلق تصاميمهم، واختيار الأفضل منها، حتى توصلوا إلى 15 ملصقاً ثبت مشاركتهم ضمن حملة اليوم العالمي للتصميم في فايسبوك وتويتر وإنستغرام.

Ayman-Chami-1.jpg
  تصميم الطالب أيمن الشامي
 
نجحوا في ملء الفراغ، كلٌ على طريقته: فبالنسبة إلى محمود شميس (طالب سنة ثالثة)، أعاد تموضع الإطار المفرغ لإيكوغرادا حتى توسّطته طائرة تحلّق فوق سماء بيروت فكانت صورة الملصق: هذا ما يفعله المصمّم في لبنان: يغادر سرعان ما يتخرج. وهو الواقع الذي يعيشه الجميع بحسب شميس، الذي من المفترض أن يحصل على إجازته في التصميم الغرافيكي في نهاية هذا العام الأكاديمي.
أما بالنسبة إلى ماريا درموسيان، طالبة الماستر في سنتها الثانية، فملصقها واضح: المصمّم الغرافيكي في لبنان يعيد إحياء بيروت ورسم خطوطها وترجمة فنّها.
 
وها هم ينظمّون معرضاً بعنوان "ماذا فعل مصمّمو الجامعة اللبنانية؟"، ليضم 15 ملصقاً وفيديو يعرض فيه أعضاء النادي ملخّص عن جولة بيروت التي أوصلتهم إلى المعرض المستمر حتى مساء اليوم.
 
يقول محمد مهنا، طالب السنة الأولى، إن المشاركات المماثلة تغني خبرته الفنية وهي، وإن كانت محفوفة بالمواجهات أحياناً (كمثل المواجهة مع عناصر قوى الأمن خلال جولات التصوير في بيروت)، إلا أنها كانت تجربة ناجحة بشكل غير متوقع، "فالمشاركة الطلابية فاقت تصوّرنا، كذلك الدعم الذي، وإن جاء متأخراً، فهو مشكور".

Serine-Bashnak.jpg
 تصميم الطالبة سيرين بشناق
 
"عندما قرأنا عن دعوة المشاركة في اليوم العالمي للتصميم والتواصل، تطلب من مصممي الغرافيك حول العالم أن يعرّفوا عن أعمالهم، تحمّسنا للفكرة وأردناها سبباً لمشاركتنا جماعياً كطلاب تحت عنوان: شوارع بيروت"، تقول فاطمة فرحات، وهي طالبة سابقة ومن مؤسّسي نادي غرافيسزم. وتضيف أنها تسعى، منذ إنشاء النادي، إلى الإضاءة على أعمال المصمّمين في الجامعة اللبنانية وتحفيز التعاون والتواصل في ما بينهم: "هذه هي فرصتنا، تنقصنا تجهيزات ومختبرات واستديوهات. لكن ذلك لا يعني أن نقف كما وقف العديد من أساتذتنا في دوامة الروتين الإداري، وتخلوا عن مبادراتهم لتحسين أحوال قسم الغرافيكس كما هي حال سائر أقسام الجامعة اللبنانية".
 
أما أمل فتوني، استاذة الوسائط المتعدّدة في الجامعة اللبنانية وغيرها من الجامعات الخاصة، فتوضح بأن جدية الطلاب وعملهم الملهم والصادق قلّ نظيره بالمقارنة مع الجامعات الأخرى. موضحة أنه، وبالرغم من ضعف الحال هنا، في ظلّ وجود أهم المكتبات في جامعات خاصة ومعروفة، لا تزال أهم الأبحاث تقدّم في هذه الجامعة، مضيفةً: "التميز صفة لا تقف عند حدود الجامعة ولا المجموعة، فالعنصر المتميّز سيبرز سواء كان في هذه الأكاديمية أو تلك".
 
"منذ أن اقترح الطالب المتخرج شربل بركات إسم غرافيسزم على نادينا ونحن في ثورة دائمة. أصلاً الاسم شبيه باسماء الأحزاب"، تقول فرحات ممازحة، "فكيف لنا أن نقف هنا؟ طبعنا وعلّقنا ودعونا ونظّمنا وجئنا حتى بمسلاطنا الخاص (projector)، نحن هنا وهذه أولى خطواتنا".
 
 
يستمرّ المعرض حتى يوم الخميس ٢٢ أيار/مايو من العاشرة صباحاً حتى السابعة مساءً، في الجامعة اللبنانية، كلية الفنون-الحدث.
 
increase حجم الخط decrease