لو لم يسقط لالتباس الأمر عليه إذ لم يعلم من هذا الرجل، لا شك أنه كان ليسقط في خجله إذ يعرّف الرجل المهم عن نفسه، فيقع البائع في الذهول للمرة الثانية على التوالي، إذ يجهل من يكون الوزير أمين سلام.
لم يكن مطلوباً منه، من باب اللياقة على الأقل، ألا يلعق ما يحلو له، أو أن يعتبر الزمان والمكان غير مناسبين للسؤال عن مصير حرب بدأت تتسبب بموت الرُضّع جوعاً، أو بطفلة يغلبها البكاء المر وهي تقول "اشتقنا للخبز".
الديموقراطيون يكررون أنهم حين يلتقونه يجدونه حاداً متقد الذهن بذاكرة حديدية. يشبهون الأب الذي لا يجد ما يقوله أمام إداء ابنه المخزي في كرة القدم إلا معلومة من قبيل: لو ترون الأهداف الرائعة التي يسددها في الباحة الخلفية للبيت. ...
دقائق البرغوثي الثمانية معها بدت ثقيلة عليه فعلاً، وجوليا الموتورة تتبرم وتتلفت وتتمايل وترفع حاجباً وتنزل آخر، وتعيد مرة بعد مرة السؤال الذي لم يجد الغرب جواباً عليه بعد: "دو يو كوندم هاماس؟".
ووائل ليس بطلاً جباراً. وائل صحافي وجد نفسه في مهمة مقدّسة. مهمة أن يتابع سرد الحكاية، كما هي. وكما هي تعني أنه واحد من هؤلاء، وأن ما يصيبهم يصيبه، وأنه يبكي وهو يقبل يد ابنه الحائلة اللون ويضعها على خدّه.
السؤال الموحد الذي طرحته النائبة الترامبية كان: "هل الدعوة إلى إبادة اليهود تنتهك مدونة السلوك الخاصة بجامعاتكم أو القوانين المتعلقة بالتنمر والتحرش، نعم أم لا؟"
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث