الثلاثاء 2014/11/25

آخر تحديث: 14:04 (بيروت)

صراع السبسي والمرزوقي على الرئاسة: المفتاح بيد النهضة واليسار

الثلاثاء 2014/11/25
صراع السبسي والمرزوقي على الرئاسة: المفتاح بيد النهضة واليسار
النهضة قد تفاجىء الجميع عبر دعم السبسي في الدورة الثانية بحال تلقت ضمانات بالمشاركة في الحكومة
increase حجم الخط decrease

جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية الرسمية التي صدرت الثلاثاء، في تونس لتعزز ظاهرة الاستقطاب الثنائي بين رئيس حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي والرئيس الحالي منصف المرزوقي، حيث انطلق الطرفان بـ"حملة انتخابية مبكرة" تضمنت اتهامات متبادلة باستخدام العنف والمال السياسي ومحاولة التأثير على خيارات الناخبين، فضلا عن اتهام بعض القياديين في "نداء تونس" لحركة "النهضة" بدعم المرزوقي وعدم التزام الحياد تجاه جميع المرشحين، وهو ما نفته الحركة لاحقا.


النتائج التي أعلنتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أظهرت تقدم قائد السبسي بفارق 6 نقاط عن منافسه بنسبة 39.46 في المئة(مليون و289 الف صوت) مقابل 33.4 في المئة (مليون و92 ألف صوت) للمرزوقي. هذه الأرقام الرسمية، وإن أظهرت تقدم السبسي كما كان متوقعاً، إلا أنها قلّصت الفارق بين المتنافسين، فمعظم استطلاعات الرأي التي تبعت العملية الانتخابية أظهرت تقدم السبسي بفارق 15 نقطة على الأقل.

وبذلك تسير البلاد نحو دورة ثانية اواخر العام لاختيار رئيس لتونس، وسيضطر الطرفان لمحاولة كسب ود بقية الأطراف السياسية، خاصة الجبهة الشعبية، التي جاء مرشحها حمّة الهمامي في المركز الثالث بأكثر من 250 ألف صوت، مع الأخذ بالاعتبار اتجاه حركة "النهضة" إلى تعديل موقفها المحايد، ضمنيا، تجاه الانتخابات الرئاسية.


ويمكن القول إن الرهان الآن بالدرجة الأولى بالنسبة للمرزوقي بات على أصوات الإسلاميين الذين أكد بعضهم، وخاصة السلفيين، دعمه بشكل صريح في الدور الأول، فيما أشار رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي إلى أن مجلس شورى الحركة سيجتمع قريباً للنظر في مسألة التخلي عن الحياد ومساندة أحد المرشحيَن في الدور الثاني، ويبقى خيار "النهضة" مرتبطا بحساباتها السياسية كقوة ثانية في البلاد قد ترجح مع حلفائها كفة أحد المرشحين على الآخر.


البعض يرى أن "النهضة" قد تلجأ لدعم المرزوقي، الشريك السابق في الحكم والأقرب لتوجهات الحركة السياسية، فيما يشير آخرون إلى أنها قد تفاجىء الجميع عبر دعم قائد السبسي في حال تلقت ضمانات من "نداء تونس" بالمشاركة في الحكومة.


وكان القيادي في الحركة عبداللطيف المكي نفى في حديث سابق لـ"المدن" الشائعات التي روجت لها بعض وسائل الإعلام حول وجود "صفقة سياسية" بين "النهضة" و"نداء تونس" تقوم على تقاسم السلطة بعد الانتخابات، مشيرا إلى وجود خيارات متعددة أمام حركة النهضة من بينها البقاء في المعارضة أو المشاركة في ائتلاف حكومي "إذا رأت أنه يمتلك برنامجا يخدم الثورة ويحقق أهداف العدالة الانتقالية عبر فتح ملفات الفساد، فضلا عن إنعاش عملية التنمية وغيرها".


قائد السبسي أيضا يمتلك مصادر دعم متعددة تتجلى بالدرجة الأولى بالجبهة الشعبية، أبرز تكتل يساري في البلاد، التي أكدت عبر عدد كبير من قياداتها أنها لن تدعم المرزوقي، وهو ما يعني أن الدعم سيذهب بشكل مؤكد إلى الطرف الآخر، رغم أن الحركة أجّلت البت في هذا الأمر حاليا، غير أن الناطق باسم "نداء تونس" لزهر العكرمي أكد وجود "تقارب" كبير مع الجبهة الشعبية.


اللافت أيضا أن عددا كبيرا من مرشحي الرئاسة عبّروا عن دعمهم لقائد السبسي، وخاصة كمال مرجان والعربي نصرة، فيما أكد سليم الرياحي الذي جاء في المركز الرابع أن الخلاف انتهى مع "نداء تونس"، وهو ما يفتح الباب أيضا أمام مشاركة حزبه (الاتحاد الوطني الحر)، الذي حصد المركز الثالث في الانتخابات التشريعية، بالحكومة المقبلة.


أحدى مؤسسات استطلاع الرأي أكدت أن أنصار قائد السبسي يتوزعون حاليا على الولايات الشمالية والوسطى في البلاد، فيما يتمتع المرزوقي بشعبية أكبر في الجنوب الشرقي والغربي، لكنها أشارت أيضا إلى أن الهمامي والرياحي يمتلكان شعبية لا بأس بها في الشمال والوسط، وهو ما يؤكد أن الحصول على دعمهما قد يؤثر على موازين القوى.


على صعيد آخر، يبدو أن المرزوقي ما زال يُعوّل على دعم أغلب القوى الوسطية، حيث سارع خلال مؤتمر صحافي عقده بعد وقت قصير من انتهاء التصويت إلى مناشدة جميع القوى الديمقراطية لدعمه كـ"ضامن وحيد لعدم عودة الاستبداد"، فيما حاول رئيس حزبه عماد الدايمي "مغازلة" اليسار التونسي مشيدا بالمسيرة النضالية لحمة الهمامي، لكن يبدو أنه لم يوفق بذلك.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها