الخميس 2014/09/18

آخر تحديث: 13:55 (بيروت)

سوريا: قرى القنيطرة تفتقد قوات الأمم المتحدة

الخميس 2014/09/18
سوريا: قرى القنيطرة تفتقد قوات الأمم المتحدة
قوات الأمم المتحدة كانت تسدي خدمات عديدة للأهالي، مثل تزويدهم بالكهرباء والانترنت (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
لم تمضِ سوى أيام قليلة على خروج قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قرى ريف القنيطرة المحاذية للشريط الحدودي مع الجولان المحتل، ليستشعر بعدها أهالي المنطقة السلبيات الخطيرة التي تبعت هذا الانسحاب، إذ عقب ذلك تعرضت قرى وبلدات بيير عجم وبريقه ورويحينة وغيرها من قرى ريف القنيطرة المحاذية للشريط الحدودي مع الجولان، لغارات مكثفة من قبل الطيران الحربي والمروحي لجيش النظام، بعدما كانت تقتصر على قذائف مدفعية فقط، وذلك لقرب هذه القرى من الشريط الحدودي وتواجد الأمم المتحدة بصفة المراقبة، فضلاً عن الاتفاقيات الموقعة من قبل النظام التي تعترف بالمنطقة، منطقة منزوعة السلاح، ما ينبئ بوجود ضوء أخضر إسرائيلي لقصف هذه المناطق.


منذ بداية الاحتجاجات في سوريا، كانت مساعدة عناصر الأمم المتحدة واضحة لبعض الناشطين السوريين في القنيطرة، إذ زودتهم بخطوط انترنت عالي السرعة، واستطاعت أيضاً تأمين شرائح تعبئة شهرية، عبر شركات الاتصال الإسرائيلية.


وحول تعامل عناصر الأمم المتحدة مع المدنيين وقوات المعارضة في تلك المنطقة، قال نائب قائد جبهة الشام الموحدة، أبو جهاد، لـ"المدن": "تنقسم قوات الأمم المتحدة إلى قسمين، هما نقاط الصبح وبريقه، وبير عجم، وكانوا الأكثر تعاوناً مع المدنين، والثوار، حيث  ساعدوا بعلاج الجرحى وأعطوا العديد من اللقاحات للأطفال في قرى ريف القنيطرة.


وأضاف "كانوا يوصلون خطوط الكهرباء إلى الخيم والبيوت المتواجدة بالقرب منهم، وسمحوا لأي شخص يطلب منهم تمديد خط كهرباء لبيته بالتمديد، لكبر مولدات الكهرباء المتواجدة لديهم وقدرتها على تغطية كم هائل من الاستهلاك العالي".


وعن شرائح الانترنت وأشار أبو جهاد إلى شرائح الانترنت التي قدمتها عناصر الأمم المتحدة قائلاً " قدمت لنا شرائح الانترنت كوسيلة اتصال في ما بيننا للتنسيق مع المناطق الأخرى، وكنا نعتمد على هذه الشرائح في التواصل مع الآخرين والقنوات والشبكات الأخرى". تلك الشرائح تعتبرها شريحة واسعة من الناشطين على أنها وسيلة تجسس على المعارضة وعناصر الجيش الحر، إذ إن شبكات الاتصال التي تغذي تلك الشرائح هي شبكات إسرائيلية، لكن آخرين يقللون من أهمية هذا الأمر، خصوصا أن الناشطين وقوات المعارضة يستخدمون شبكات الاتصال التركية، التي تصل تغذيتها إلى الأراضي السورية، وكذلك الأردنية في الجنوب.


ويبقى سر هذه العلاقة والمساعدة التي قدمها عناصر الأمم المتحدة لأهالي القنيطرة لكون عناصر الأمم المتحدة متواجدين في المنطقة منذ 40 عاماً، ومنهم من وصلت فترة عمله هناك 10 سنوات أو أكثر في بعض النقاط، إذ تربطهم علاقة حميمة مع سكان البيوت المجاورة لهم، لكون بعض نقاط الأمم المتحدة تتوسط بعض القرى في بريقه ورويحينة.


وتبقى الأحراج المجاورة للشريط الحدودي الذي أقامه الاحتلال على حدود الجولان الملجأ الوحيد أثناء قصف طيران النظام العشوائي، بعدما كانت تحتمي بعض العائلات ضمن نقاط الأمم المتحدة. وتستمر معاناة الأهالي في ريف القنيطرة مع نزوح جماعي من بلدات بئر عجم وبريقه ورويحينة، كونها لم تعد آمنة مثلما كانت في ظل وجود نقاط الأمم المتحدة.

increase حجم الخط decrease