الأربعاء 2014/07/30

آخر تحديث: 14:50 (بيروت)

البراميل المتفجرة في حلب.. جرائم ضد الإنسانية

الأربعاء 2014/07/30
البراميل المتفجرة في حلب.. جرائم ضد الإنسانية
انهت المعارضة الوجود العسكري لقوات النظام غرب مدينة مورك بعد سيطرتها على نقاط عسكرية على الأتوستراد الدولي (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
أعلنت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأربعاء، أن قوات النظام السوري، استهدفت 650 موقعاً في حلب وحدها بالبراميل المتفجرة منذ شباط/فبراير 2014، بمعدل خمس ضربات في اليوم الواحد. ويشكل ذلك، ضعف عدد المواقع المستهدفة في فترة زمنية مماثلة، قبل صدور القرار الدولي رقم 2139 في 22 شباط/فبراير 2014، والداعي إلى وقف استخدام هذا النوع من السلاح. وأتى تقرير المنظمة، قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن الدولي لتقييم القرار 2139. وجاء فيه "أن الحكومة السورية تمطر براميل متفجرة على المدنيين، متحدية قراراً صدر بالاجماع عن مجلس الأمن الدولي". وأنها "واصلت، لا بل زادت وتيرة القصف على حلب منذ صدور قرار مجلس الأمن". وأكدت المنظمة، مقتل 1655 مدني في حلب، نتيجة غارات جوية بين 22 شباط/فبراير و22 تموز/يوليو. واعتبرت أن "استهداف المدنيين بشكل متعمد هو جريمة حرب. وإذا كان يحصل على نطاق واسع وبطريقة منتظمة، كجزء من سياسة حكومة أو مجموعة منظمة، فقد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية".

وعلى الأرض، استمرت المعارك منذ الثلاثاء، في حي بستان الباشا في حلب. وسقطت فجر الأربعاء ثلاث قذائف صاروخية على حي المشارقة الخاضع لسيطرة قوات النظام. ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقوات المعارضة، على أطراف حي الراشدين، ومحيط مبنى البحوث العلمية. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة صباح الأربعاء، حي الصالحين. وكان قد قتل الثلاثاء، أكثر من 13 عنصراً من قوات النظام، إثر تفجير نفقين أسفل مبنى قيادة الشرطة القديم، في محيط قلعة حلب. لتعقبها اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة. وتبنت "الجبهة الإسلامية"، عملية التفجير. وجاء في بيان نشرته الجبهة أنها "نسفت مركزاً لميليشيات الأسد، يتحصن فيه أكثر من 50 جنديّاً وضابطاً قُرب مبنى المحافظة".

وفي ريف حلب، حاول تنظيم الدولة الإسلامية فجر الأربعاء، اقتحام بلدة اخترين بريف حلب الشمالي، واشتبك مع مقاتلي المعارضة المسلحة ولواء جبهة الأكراد. مما أدى إلى مصرع مقاتل من داعش، وأسر اثنين آخرين. وترافقت الاشتباكات مع قصف تنظيم الدولة الإسلامية لقرية المسعودية القريبة من اخترين. بينما فتح الطيران الحربي فجر الأربعاء، نيران رشاشاته الثقيلة على الطريق الواصلة بين بلدتي كفرناها وأورم الكبرى، دون أنباء عن وقوع إصابات. وكانت داعش قد أعدمت الإثنين، أول أيام عيد الفطر، عشرات المقاتلين المنشقين عن النظام، قرب بلدة الأحمدية بريف حلب، بحجة "الردة". واتهم الائتلاف السوري المعارض، داعش بذبح قرابة 41 من عناصر "الجيش الحر".

وقصفت قوات النظام قرية بريغيث بريف حماة الجنوبي، وألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على بلدة خطاب،والتي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة، وجبهة النصرة. ودارت الثلاثاء، مواجهات على حواجز الشيخ حديد وتل ملح والجلمة، بريف حماة الغربي. وكانت المعارضة المسلحة، قد حققت تقدماً بمهاجمتها حواجز قرية الشير والمجدل ومدرسة الحكمة وحاجز الترابيع، وسيطرت على حاجز الترابيع قرب مدينة محردة، وقطعت الطريق الواصل بين حماة ومحردة. كما استهدف مقاتلو المعارضة مطار حماة العسكري وقمّة جبل زين العابدين، بصواريخ غراد لشل حركة الطيران المروحي والحربي. وقال قائد الجبهة في قوات المعارضة، إن مقاتليه يحاولون التقدم نحو مطار حماة بهدف "تحييده"، لأن النظام يصنع البراميل المتفجرة في المطار.

ودمر الثوار آليات عسكرية، وفجّروا دبابة على جبهة مورك بحماة في ريف حماة الشمالي، ليتنهي بذلك الوجود العسكري لقوات النظام غرب مورك. وذلك بعد سيطرة المعارضة الأربعاء، على النقاط العسكرية الثامنة وحتى الثانية عشرة، إضافة إلى سيطرتها على حاجز المشفى الواقع على الأتوستراد الدولي.

وفي درعا، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدتي الغارية الشرقية والغربية، والسهول الشمالية لمنطقة الغرايا على طريق بلدتي الصورة-الغارية الشرقية، مما أدى لسقوط جرحى. 

وينعقد الأربعاء اجتماع يضم فعاليات شعبية وسياسية في مدينة الحسكة، لمناقشة الإعلان عن لجنة مهمتها إدارة شؤون المدينة. وخاصة في ما يتعلق بالأمن الذاتي، وحماية المواطنين لأحيائهم. في حين نقل تنظيم الدولة الإسلامية، كمية من الحبوب المخزَّنة في فوج الميلبية بجنوب الحسكة، إلى مناطق سيطرته في منطقة الشدادي.
 
وفي دمشق، قصفت قوات النظام فجر الأربعاء، شارع الـ 30 قرب مخيم اليرموك، مما أدى لسقوط جرحى. كما قصف الطيران المروحي ليل الثلاثاء، بالبراميل المتفجرة جرود القلمون، في حين سقط فجر الأربعاء صاروخ أرض-أرض على أطراف بلدة النشابية بالغوطة الشرقية. فيما دارت اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة الزبداني، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف النظام والمعارضة. كذلك دارت فجر الأربعاء، اشتباكات في محيط بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي. 

وتعرض فجر الأربعاء، حي الحويقة بمدينة دير الزور، وقريتي حوايج ذياب وعياش، بريف دير الزور الغربي والمناطق المحيطة بمطار دير الزور العسكري، لقصف من قبل قوات النظام. كما أطلق مسلحون مجهولون النار، على سيارة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية على الطريق بين بلدتي العشارة والقورية. بينما جددت قوات النظام الأربعاء، قصفها على أحياء الشيخ ياسين والحويقة.

من جهة أخرى، تسود حالة من الاستياء الشديد، في القرى والبلدات الموالية للنظام السوري، بعد مقتل المئات من أبنائها خلال الأسبوعين الماضيين. وتفاقمت الأمور، بعد قيام مدير مكتب الأمن في القصر الجمهوري اللواء بسام مرهج، ومديرة المكتب الصحافي في القصر الجمهوري لونا الشبل، بحظر نشر أخبار الخسائر بين صفوف قوات النظام. 
increase حجم الخط decrease