هدنة غير معلنة في غزة؟

منذ مساء الأحد، تغيّرت الامور قي غزة قليلاً. القصف الإسرائيلي تراجع، وهو بسبب ما يقول ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، إنه "هدنة غير محدودة"، أو ربما استجابة لمطالب مجلس الأمن الدولي بتمديد الهدنة الإنسانية إلى ما بعد عيد الفطر، متأملاً في أن تتحقق في مرحلة الهدنة هذه هدنة دائمة في غزة.

في هذا السياق، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن الضابط في جيش الاحتلال قوله إن "الوضع الراهان يعرف بأنه هدنة غير محدودة. والجهد الأساسي ينصب على الأنفاق. يلزمنا بضعة أيام لعلاج الأنفاق وندرس إمكانيات أخرى".

من جهة ثانية، كان مجلس الأمن الدولي قد أصدر بياناً، الليلة الماضية، طالب فيه الفلسطينيين والإسرائيليين بتنفيذ هدنة إنسانية إلى ما بعد عيد الفطر. ودعا البيان الذي وافقت عليه 15 دولة إلى "هدنة إنسانية فورية وغير مشروطة تسمح بتسليم المساعدات المطلوبة بشكل ملح".

وطالب البيان الذي صاغه الأردن مستنداً على المبادرة المصرية "كل الأطراف على احترام وتنفيذ الهدنة الإنسانية بشكل كامل في فترة العيد وبعد ذلك". كما دعا "كل الاطراف إلى الانخراط في جهود لتحقيق وقف دائم ويحترم بشكل كامل بناء على المبادرة المصرية".

من جهته، قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن "وقفاً فورياً غير مشروط لإطلاق النار" في قطاع غزة، يمثل "ضرورة استراتيجية".

وأصدر البيت الأبيض بياناً أوضح فيه ما دار بين أوباما ونتنياهو. وقال البيان "بالاعتماد على الجهود التي قام بها كيري، فقد عبر الرئيس بوضوح عن الضرورة الاستراتيجية لإرساء وقف فوري إنساني لإطلاق النار وبلا شروط يضع حدا في الحال للمواجهات ويؤدي إلى وقف دائم للمعارك". كما دعا أوباما إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس اتفاق العام 2012. واعتبر أن "أي حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ينبغي أن يضمن في نهاية المطاف نزع سلاح الجماعات الإرهابية ونزع سلاح غزة".

في موازاة ذلك، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن حكومة الاحتلال أصدرت تعليماتها للجيش بالتوقف عن المبادرة بهجمات وقصف مواقع في غزة، رابطة ذلك في حال تم إطلاق الصواريخ من غزة. وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة، إن الاحتلال لا يعتزم الرد علناً على الاقتراح الذي تقدمت به الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار إلى ما بعد عيد الفطر، لكن اسرائيل "توافق عليه عملياً"، في حين نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "الحديث يدور عن هدنة من دون قيود".

وقالت القناة العاشرة إن التعليمات التي وصلت إلى الجيش الإسرائيلي تضمنت "وقف تنفيذ الخطط الهجومية العادية للجيش الإسرائيلي والتي كانت متابعة طوال عملية الجرف الصامد العسكرية"، في حين نقلت القناة الاسرائيلية الثانية عن ضباط كبار قولهم إن المعادلة الآن أصبحت "الهدوء مقابل الهدوء". وأضافت القناة نقلاً عن المسؤولين "لا يوجد وقف إطلاق نار من حيث الإعلان عنها، لكن ثمة تفاهماً بأنه إذا لم تطلق حماس صواريخ فإن إسرائيل لن تطلق النيران".