الأحد 2015/09/27

آخر تحديث: 08:24 (بيروت)

الأسلحة الروسية الى دمشق:طائرات وصواريخ..لم تخل بموازين القوى

الأحد 2015/09/27
الأسلحة الروسية الى دمشق:طائرات وصواريخ..لم تخل بموازين القوى
تمكنت روسيا من زيادة حجم صادراتها من الأسلحة بنسبة 37 في المئة خلال 4 سنوات (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
تغذّي الصناعات العسكرية الروسية النظام السوري منذ عقود، إلا أنه ومع بدء الثورة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أصبح للشحنات العسكرية التي تصل موانىء الساحل السوري صدىً أكبر. وهي مؤخراً احتلت المشهد، مع الدخول العسكري البرّي الروسي إلى سوريا، وتزويد دمشق بمقاتلات "ميغ 31"، كمقدّمة لانعطافة كبيرة في مسار المعارك الجوية، وما أصبح يوصف بـ"انتداب" روسي على سوريا.


ولعبت روسيا، ثاني أكبر مصدّر للسلاح في العالم منذ بدء الأزمة السورية، الدور الأكبر في تثبيت النظام السوري على مدى 4 سنوات من المعارك اليومية، التي أفقدت النظام ما يصل إلى 150 ألف جندي، بحسب تقرير "مؤسسة دراسة الحرب" الأميركية. في المقابل، تمكنت موسكو من زيادة حجم صادراتها من الأسلحة خلال الفترة 2010- 2014، بنسبة 37 في المئة، بحسب دراسة صادرة عن المركز الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم "SIPRI".  


في مقابلة أجراها مع صحيفة "روسيسكايا جازيتا" الرسمية، في آذار/مارس الماضي، اعترف الرئيس السوري بشار الأسد بأن روسيا تمد نظامه بالسلاح بموجب صفقات موقعة قبل وبعد اندلاع الأزمة، لكن الغموض كان "ميزة" أساسية لهذه الصفقات، فالطرفان متكتمان للغاية حول نشاطاتهما.


ويأتي موقع اسرائيل بالنسبة لروسيا، وعلاقاتهما المتنامية خاصة على مستوى الغاز والنفط، ليحدد سقفاً للعلاقات العسكرية بين موسكو ودمشق، بمقدوره تأجيل أو إلغاء الصفقات، وحتى "تشريع" قصف اسرائيل للأسلحة الروسية الموجودة على الأراضي السورية. وليست "اللجنة المشتركة" الروسية-الإسرائيلية للتنسيق حول دمشق، سوى ترجمة لحرص الصديقين التاريخيين على عدم التعرّض لمصالح أحدهما الآخر في الغابة السورية.


كانون الأول/ديسمبر 2011: "ياخونت" متطوّرة مضادة للسفن


كشفت وكالة "انترفاكس"الروسية عن تسليم النظام السوري صواريخ "ياخونت" المتطورة المضادة للسفن، من دون توضيح عددها، وهي تحتوي على رادار متطوّر يرفع من مستوى أداء الصاروخ، وقادر على عرقلة أي محاولة لفرض حصار بحري على سوريا. وكتبت صحيفة "هآرتس" آنذاك، أن هذه الصواريخ، وخلافاً لصواريخ "سكود" أو صواريخ "أرض – أرض" بعيدة المدى، فهي تتيح للجيش السوري العمل ضد أي محاولة دولية محتملة لفرض حصار بحري على سوريا لدعم المعارضة، كما تردع القوات الأجنبية عن محاولة تزويد العتاد للمعارضة عن طريق البحر. ويأتي هذا التسليم جزءاً من صفقة أبرمتها الحكومة السورية مع روسيا، عام 2007 بقيمة بلغت أكثر من 300 مليون دولار، وهي تضمّ 72 صاروخاً و36 منصة إطلاق وعتاد مساند.


حزيران/يونيو2012: بريطانيا تعترض سفينة شحن روسية محمّلة بـطوافات قتالية من طراز "مي-25"

اضطرت سفينة "ام.في.آلايد"، محمّلة بطوافات قتالية من طراز "مي-24"، إلى العودة إلى مورمانكس شمالي روسيا، بعد ضغط الحكومة البريطانية، بطلب أميركي، على شركة التأمين "ستاندرد كلوب" لإلغاء تأمين رحلة السفينة، تحت تهديد التعرض للملاحقة القانونية لخرقها العقوبات الدولية المفروضة على سوريا. واتضح لاحقاً أن الشحنة كانت تضمّ 3 طائرات هليكوبتر "مي-25" سوريا تم إصلاحها في روسيا، بموجب عقد موقع في عام 2008، بحسب ما أعلن آنذاك وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف لوكالة "إنترفاكس".


بداية كانون الثاني/يناير 2013، قصف طيران اسرائيلي إرسالية صواريخ جو-أرض روسية من طراز "SA-17"، كانت بحسب الرواية الإسرائيلية، متجهة إلى حزب الله. لاحقاً،  وفي 17 أيار 2013، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم، قولهم إن روسيا سلمت سوريا دفعة جديدة من صواريخ "ياخونت" (P-800) متطورة عن صواريخ مماثلة تسلمتها دمشق عام 2011، من شأنها أن تعقّد أي طرح غربي لفرض حصار بحري دعماً للمعارضة السورية. وذلك تزامناً مع إرسال روسيا عشرات من السفن إلى المياه السورية قرب قاعدة طرطوس.


وفي تموز/يوليو من العام نفسه، ضرب الطيران الإسرائيلي الأراضي السورية مجدداً، مستهدفاً مخزناً للأسلحة في اللاذقية، تحديداً صواريخ الـ"ياخونت" الجديدة التي تسلمتها دمشق من موسكو، بحسب ما صرّح مسؤولون أميركيون لـCNN، وسط صمت اسرائيلي وسوري.


منتصف 2013: دمشق تسعى لصواريخ S-300 وروسيا تماطل

بينما بدأت تنتشر أخبار لجوء واشنطن إلى درس خيار التدخل العسكري في سوريا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع "AP"، أن موسكو زوّدت دمشق بـ"عناصر" من منظومة صواريخ "S-300"، لكنه أشار إلى أن الشحنة لم تكتمل، وإنه تم تجميدها إلى "وقت لاحق".


وتحدثت مصادر آنذاك أن صفقة "S-300" تمت بعد اندلاع أحداث 2011، وهي تضمنت 6 منصات و144 صاروخاً.


وكان الأسد قد أعلن في مقابلة مع قناة المنار في أيار/مايو من العام نفسه، أن روسيا "نفذت بعضاً من عقود الأسلحة في الآونة الأخيرة"، لكنه لم يحدد ما إذا تضمنت صواريخ "S-300". ويمكن ترجمة تصريحه إلى محاولة ردع أي تفكير غربي بفرض منطقة حظر جوي فوق البلاد. كما أن تصريحات الرئيسين الروسي والسوري تزامنت مع رفع الاتحاد الأوروبي الحظر المفروض على توريد أسلحة إلى الجيش السوري الحر، مما أعطى روسيا حافزاً للردّ علنية على الخطوة الأوروبية، والمساومة عليها. وفي الشهر نفسه، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، في محاولة لإقناع بوتين بالعدول عن تسليم الصواريخ المتطورة للأسد، وهدد علناً بأنه لن يتوانى عن ضرب الصواريخ لحظة وصولها إلى سوريا.


وفي آب/أغسطس من العام نفسه، كشفت صحيفة "فيديموستي" أن عملية تسليم منظومة "S-300"، تأجلت حتى حزيران/يونيو 2014. لكن في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، كشف وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في حديث مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن بلاده ستحصل من روسيا على صواريخ "S-300"، وأسلحة نوعية أخرى "في مدى معقول"، وقال إن دمشق هي التي طلبت من موسكو تزويدها بهذه الأسلحة و"استغلال الوقت" في إطار الاستعداد السوري "لأي احتمال مقبل في حال تعرض الرئيس الأميركي إلى ضغوط متزايدة بعد فوز الجمهوريين في الانتخابات الأميركية النصفية" لشنّ ضربات ضد سوريا.


آب/أغسطس 2015: مقاتلات "ميغ 31"

وصلت إلى مطار المزة العسكري، 6 طائرات حربية اعتراضية من طراز "ميكويان – غوريفيتش ميغ 31"، كجزء من صفقة وقعتها الحكومة السورية مع شركة الأسلحة "روسوبورونكبروت" المملوكة من قبل الدولة الروسية، في حزيران/يونيو 2007، تشمل 8 طائرات مقاتلة، بتمويل إيراني، وفق صحيفة "كومرسانت" الروسية. الإعلام التركي كان أول من كشف خبر التسليم، تبعه الإعلام الإسرائيلي.


وذكرت "كومرسانت" أن الصفقة بين دمشق وموسكو تنصّ على تسليم سوريا "مجموعة أولى" من 12 طائرات التدريب "ياك-30" مع نهاية العام 2015، على أن تلحقها مجموعة أخرى من 12 طائرة مماثلة مع نهاية العام 2016.


وتنص الصفقة أيضاً على تسليم 12 مقاتلة من طراز "ميغ - 29 ام/ام "، بحلول العام 2016، و3 أخريات بحلول 2017، بحسب ما كشف المدير التنفيذي لشركة "ميغ" سيرغي كروتوكوف في أيار/مايو 2014 لوكالة "إيتار تاس" الروسية.


وتُعتبر طائرات "ميغ 31" من السلاح الاستراتيجي للقوات الجوية الروسية، وتتميّز بقدرة فائقة على القيام بدوريات طويلة الأمد وتستطيع التعامل مع 10 أهداف في الوقت نفسه، وتستطيع الوصول إلى ارتفاع 20 كيلومتراً خلال 8 دقائق، وتحمل صواريخ جو- جو موجهة، يبلغ مداها 200 كيلومتر.


وتسلمت سوريا أيضاً صواريخ "كورنت 5 " المتطورة، ومدفعية ميدان روسية من عيار 130 ميليمتر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها