السبت 2015/09/12

آخر تحديث: 18:11 (بيروت)

روسيا تدخل الحرب السورية: حشود ومناورات قبالة الساحل السوري

السبت 2015/09/12
روسيا تدخل الحرب السورية: حشود ومناورات قبالة الساحل السوري
لافروف: روسيا تريد استئناف التنسيق مع "البنتاغون" لتفادي "حادث عرضي" يمكن أن يحصل فوق سوريا (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن طائرتين روسيتين تحملان 80 طناً من المساعدات الإنسانية، وصلتا إلى مطار اللاذقية، السبت. في حين استنكر "الائتلاف الوطني السوري" التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، مؤكداً أن روسيا بهذا التصرف العدواني، تكون قد "انتقلت من مرحلة دعم نظام الإجرام والإبادة الجماعية في بلدنا إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر إلى جانب سلطة متهالكة غير شرعية وآيلة للسقوط".

وشدد بيان الإئتلاف الذي صدر السبت، على أن التدخل العسكري الروسي المباشر، يضع "القيادة الروسية في موقع العداء للشعب السوري، ويجعل من قواتها على الأرض السورية قوات احتلال، الأمر الذي يتناقض كلياً مع المسؤوليات الخاصة التي تتحملها روسيا الاتحادية تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي".

من جهته، قال مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما، لقوات "التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة" الجنرال جون ألن، إن الولايات المتحدة تعارض أي مساعدات عسكرية تقدم لنظام الأسد، وهي تراقب التواجد العسكري الروسي الجديد في سوريا. وأشار ألن في مقابلة تلفزيونية، السبت، إلى أن بلاده تراقب الوضع في سوريا عن كثب، وأن هناك حواراً متواصلاً مع الروس حول حل انتقالي في سوريا، لافتا إلى أن أميركا كانت واضحة في التعبير عن رغبتها بإنهاء القضية السورية بحل سياسي فقط.

وأوضح مبعوث الرئيس الأميركي أن عسكرة الصراع في سوريا ستؤدي إلى معاناة إنسانية كبيرة في المنطقة على مستويات متعددة، مشدداً على أن الحل الانتقالي السلمي في سويا سيكون بدون بشار الأسد.

وقال مسؤولون قبارصة إن موسكو وجهت مذكرة طلبت فيها من السلطات القبرصية تحويل مسار الرحلات الجوية العادية، لأنها تعتزم إجراء مناورات عسكرية قبالة السواحل السورية الأسبوع المقبل. وكانت روسيا قد أصدرت "مذكرة إلى الطيارين" موجهة لهيئة الملاحة الجوية الأميركية حول المناورات التي ستتم بين مرفأ طرطوس وجزيرة قبرص. وأكد مصدر بوزارة الدفاع القبرصية أن روسيا أصدرت المذكرة حول المناورات التي ستشمل إطلاق صواريخ، مضيفاً أن هذه المذكرات "أمر روتيني".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد قال في مؤتمر صحافي الجمعة، إن بلاده تجري مناورات بحرية بالبحر المتوسط، مؤكداً إنه كان يُخطَطُ لها منذ فترة طويلة وتجري بما يتماشى مع القانون الدولي. وأكد مصدر قريب من البحرية الروسية لوكالة "رويترز" أن مجموعة من خمس سفن روسية مزودة بصواريخ موجهة أبحرت للقيام بمناورات بالمياه السورية، للتدرب على صدّ هجوم من الجوّ والدفاع عن الساحل، وهو ما يعني إطلاق نيران المدفعية وتجربة أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى، مضيفاً أنه تم الاتفاق على هذه المناورات مع حكومة دمشق.

وعملت روسيا، خلال الفترة الماضية، على تعزيز وجودها في سوريا، وتضمن ذلك إرسال جنود وأسلحة متطورة شملت طائرات "ميغ 31" الاعتراضية و"سوخوي 30" متعددة المهام، وكذلك نظام "أس أي 22" والمعروف في روسيا باسم "بانتسير-أس 1". وقالت مصادر غربية إن القوات الروسية هي التي ستشغل نظام التحكم وليس السوريين، وإن بعض مكوناته وضعت في مطار حربي قرب اللاذقية. وأفاد مصدر روسي قريب من البحرية بأن هذه لن تكون المرة الأولى التي ترسل فيها موسكو صواريخ "أس أي 22" لسوريا، إذ تم إرسالها عام 2013. وأضاف المصدر: "هناك خطط الآن لإرسال دفعة جديدة".

وأكدت مصادر سورية مطلعة أن روسيا أرسلت العشرات من الخبراء والضباط إلى مدينة جبلة السورية الساحلية خلال الأسبوعين الماضيين، وأن روسيا تعتزم إقامة قاعدة عسكرية وجوية في مقر قيادة القوى البحرية بجبلة. وقال موقع "الجزيرة نت" إن النظام أغلق الطرق المؤدية إلى مقر القاعدة المذكورة، ومنع ضباط النظام من ذوي الرتب الصغيرة من الدخول إليها. وأكد العميد المنشق عن القوى البحرية أحمد رحال النبأ، مضيفاً أن بارجة روسية رست الأسبوع الماضي في ميناء اللاذقية لعدم قدرة ميناء جبلة على استيعابها، وتم نقل محتوياتها بشاحنات كبيرة مغطاة إلى جبلة ليلاً.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قالت في افتتاحيتها إن التحركات العسكرية الروسية في سوريا "محفوفة بالمخاطر" وتسعى لتكريس نفوذ وتواجد روسيا في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن التحركات الروسية الأخيرة قد نسفت شهوراً من الجهود الديبلوماسية مع واشنطن، ووصفت التحركات بأنها مسعى لتعزيز القدرات العسكرية "لدكتاتور سوريا المتحجر القلب" بشار الأسد، الذي بدأت قبضته على البلاد تضعف شيئاً فشيئاً. الافتتاحية اعتبرت تصعيد التحرك الروسي العسكري في سوريا قد رفع الانخراط الروسي بالأزمة السورية إلى مستوى جديد وخطر.
وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن أي دعم تقدمه موسكو لنظام الرئيس بشار الأسد "يشكّل عاملاً مفاقماً للأزمة". واستبق سيرغي لافروف اجتماعاً مع نظرائه الغربيين للبحث في الأزمة الأوكرانية، بالقول إن بلاده تريد استئناف التنسيق مع وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لتفادي "حادث عرضي" يمكن أن يحصل فوق سوريا، حيث تغير الطائرات الأميركية يومياً على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية".

وكان مسؤولان أميركيان قد قالا الجمعة، إن الولايات المتحدة تعتقد أن حوالي 200 من قوات مشاة البحرية الروسية الآن يتمركزون في مطار قرب مدينة اللاذقية. وأشار أحدهما إلى أن معظم القوات الروسية تعمل في إعداد المطار لاستخدامه في المستقبل.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها