غزة: مسعى أردني في مجلس الأمن لدعم المبادرة المصرية

تستمر الجهود الدبلوماسية في تقديم مقترحات بشأن وقف إطلاق النار في غزة. تلك الجهود تصبّ في اتجاه واحد، إنقاذ إسرائيل، وهو موقف الكثير من الفلسطينيين على المستويين، السياسي والشعبي. فالمبادرة المصرية تساوي بين "حماس" وجيش الاحتلال، وتصور المقاومة على أنها تعتدي على المدنيين الإسرائيليين. وذلك واضح من خلال تصريحات المسؤولين ومهاجمة الفلسطينيين في وسائل الإعلام المصرية وأيضاً في المبادرة بحد ذاتها.

آخر تلك الجهود جاءت هذه المرة من الأردن، حيث وزّعت عمان مسودة قرار في مجلس الأمن، خلال الجلسة التي عقدها ليلة الثلاثاء - الأربعاء، تطالب بوقف فوري لإطلاق النار بين الاسرائيليين والفلسطينيين في غزة، وانسحاب القوات الاسرائيلية من المناطق التي تقدمت فيها، في قطاع غزة.

لكن المسودة لا تغرّد بعيداً عن الأجواء المصرية، فهي تشيد بالمبادرة التي تحاول القاهرة مدعومة من حلفاء اسرائيل فرضها على الفلسطينين، وتوارب في توجيه الاتهام وإلقاء المسؤولية على الطرفين، من خلال ما ورد فيها بأنها "تدين كافة العنف والاعمال العدائية التي تستهدف المدنيين وجميع اعمال الارهاب".

 من جانبه طالب السفير الفلسطيني لدرى الأمم المتحدة، رياض منصور، مجلس الأمن الدولي، بإصدار قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار، وعرض صوراً للضحايا الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال، في حين عبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من الأحداث في غزة قائلاً إن "أعمال العنف بلغت مستويات مقلقة".

في المقابل، ادّعى نائب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، دافيد رويت أن "إسرائيل تبذل قصارى جهدها لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين لأنها تعتقد أن كل روح بريئة تزهق هي مأساة، ونأسف بشدة لهذه الخسائر"، محمّلاً حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المسؤولية عن سقوط ضحايا، ومتهماً إياها بأنها تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، من خلال قوله إن "اللوم يقع على عاتق حماس التي تختبئ وراء مدنيين وتستخدمهم دروعا بشرية".

إلى ذلك، وصل وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، إلى الأراضي المحتلة، وذلك في مسعى للوصول إلى صيغة لوقف إطلاق النار في غزة. ومن المفترض أن يلتقي كيري، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. يأتي ذلك وسط موقف إسرائيلي واضح، يؤكد استمرار الحرب على الفلسطينيين، ورفض أي مبادرة خارج إطار المبادرة المصرية.