الأربعاء 2015/09/16

آخر تحديث: 15:00 (بيروت)

كيري يبلغ لافروف مجدداً بمخاوف واشنطن..والأسد يُهدد أوروبا باللاجئين

الأربعاء 2015/09/16
كيري يبلغ لافروف مجدداً بمخاوف واشنطن..والأسد يُهدد أوروبا باللاجئين
بشار الأسد: إذا كانوا (الأوربيين) قلقين عليهم (اللاجئين) فليتوقفوا عن دعم الإرهابيين (فورين بوليسي)
increase حجم الخط decrease
أجرى وزير الخارجية الأميركية جون كيري مكالمة هاتفية، هي الثالثة خلال عشرة أيام، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأوضح فيها أن "الدعم الروسي المستمر للرئيس الأسد يثير مخاطر تفاقم الوضع وإطالة أمد الصراع، ويقوض هدفنا المشترك في محاربة التطرف إذا لم نظل على تركيزنا لإيجاد حل للصراع في سوريا عبر انتقال سياسي حقيقي"، بحسب بيان وزارة الخارجية الأميركية.

وانتقد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، الدعم الذي توفره روسيا لبشار لأسد، قائلاً إن ذلك سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال إيرنست: "ما نفضل أن نراه من الروس هو مزيد من المشاركة البناءة مع التحالف الذي يضم ستين دولة بقيادة الولايات المتحدة، والذي ركز على تفكيك تنظيم الدولة الإسلامية، ومن ثم القضاء عليه". وأضاف: "يشير الروس إلى أنهم يشاركون نفس الهدف، ونريد أن نرى منهم العمل بروح من التعاون مع باقي المجتمع الدولي لتعزيز هذا الهدف".


من جانبها، أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن لافروف أكد الحاجة إلى إيجاد جبهة متحدة لمحاربة "الجماعات الإرهابية" في سوريا. في حين أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أي" جون برينان، وجود "خلاف جوهري" بين واشنطن وموسكو بشأن الدور الذي يلعبه الأسد في جعل سوريا مقصداً للمقاتلين الأجانب والجماعات المتشددة.

ووصفت وزيرة القوى الجوية الأميركية ديبورا جيمس، إنشاء ترسانة عسكرية روسية في سوريا، بأنها "سلسلة أخرى من الأحداث المقلقة من جانب روسيا". وأضافت "لا أفهم تماماً ما القصد من ذلك، ولست بحاجة إلى القول إن أي مساعٍ لتقوية نظام يتسبب في كل تلك الوفيات والدمار لا يُحتفى بها".

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين أميركيين، القول إن نوايا الرئيس الروسي في سوريا، على المديين المتوسط والبعيد، تبقى لغزاً. وعلَّق جوش إيرنست قائلاً: "إن عملية صنع القرار في تلك الدولة (روسيا) تظل مبهمة بعض الشيء"، مضيفاً أن موسكو طالما استخدمت سوريا "كدولة تابعة". وقال إن التاريخ قد ينبئ بأن لبوتين هدفاً أبعد، لكن ماهية ذلك الهدف تبقى أمراً "غير واضح تماماً". ووصف دعم روسيا للأسد بأنه "رهان خاسر".

إلى ذلك، نفت وزارة الدفاع الروسية صحة معطيات أميركية عن "وجود اتصالات مع واشنطن تمهّد للإطاحة بالأسد"، وقال مسؤول بارز في الوزارة لصحيفة "فيدوموستي" الروسية، إن موسكو لا تجري حوارات مغلقة في هذا الشأن، كما أكد أن العسكريين الروس في سوريا "لا يشاركون في عمليات ميدانية" بل يعملون في تأهيل قاعدة طرطوس ومطار اللاذقية.

وفي باريس، أعلن رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالز، أن بلاده عازمة على توجيه ضربات جوية ضد مواقع "داعش" في سوريا. وقال فالز في افتتاح جلسة نقاش برلمانية حول النهج الذي تعتمده فرنسا في سوريا، انه بعد الطلعات الاستطلاعية التي تشارك فيها 12 طائرة فرنسية صار ممكناً "تحديد هيكلية داعش بطريقة أفضل للتمكن من ضربه في سوريا"، مشدداً على أن ذلك ينطلق من "مبدأ الدفاع عن النفس ضد الإرهاب". وأكد أن فرنسا ستعمل بـ"استقلالية تامة" في اختيار أهدافها وأن من غير الوارد "أن نساهم بذلك في تعزيز نظام الأسد". ورأى أن نفوذ "داعش" تنامى نتيجة تصرفات الأسد و"لا يمكن ل(الأسد) أن يكون الحل" ولا مجال "لأي مساومة أو تسوية معه لأن هذا يمثّل خطأ اخلاقياً وسياسياً واستراتيجياً".

في المقابل، دعا الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام روسية، إلى وجوب "الاستمرار في الحوار بين الكيانات السياسية أو الأحزاب السياسية السورية، بالتوازي مع محاربة الإرهاب"، مضيفاً أن الإرهاب لا يقتصر على "داعش" بل "هناك العديد من المنظمات، وبشكل أساسي داعش والنصرة".

وزعم الأسد، رداً على سؤال حول تقاسم السلطة مع المعارضة، إنه قد تقاسمها أصلاً "مع جزء من المعارضة التي قبلت بتقاسمها معنا. قبل بضع سنوات انضموا إلى الحكومة". وعلق على قضية اللاجئين السوريين بمهاجمة الغرب قائلا: "يبكون على اللاجئين بعين بينما يصوّبون عليهم رشاشاً بالعين الأخرى.. هذا لأن أولئك اللاجئين تركوا سوريا في الواقع، بشكل أساسي بسبب الإرهابيين وبسبب القتل، وثانياً بسبب نتائج الإرهاب".

وتابع بالقول: "الغرب يبكي عليهم بينما هو يدعم الإرهابيين منذ بداية الأزمة.. إذاً، طالما استمروا في اتباع هذا النهج الدعائي، فإنهم سيستقبلون المزيد من اللاجئين، فالمسألة لا تتعلق بأن أوروبا لم تقبل أو تحتضن اللاجئين، بل تتعلق بمعالجة سبب المشكلة، إذا كانوا قلقين عليهم، فليتوقفوا عن دعم الإرهابيين".

ونفى الأسد أن تكون إيران قد أرسلت جيشاً إلى سوريا لدعمه، قائلاً إن مساعدتها العسكرية تقتصر على "إرسال عتاد عسكري، وتبادل للخبراء العسكريين"، كما كرر الرسائل الإيجابية باتجاه مصر، قائلاً إن المعركة في البلدين "هي ضد عدو واحد"، مشيراً إلى أن العلاقات حالياً "هي على المستوى الأمني، ولا توجد علاقة سياسية".

واتهم الأسد دول الغرب بدعم "جبهة النصرة"، كما اتهم تركيا بدعم الجبهة وتنظيم "داعش" بتنسيق مع الولايات المتحدة وسائر دول الغرب، وعلق على النصائح بالتحالف مع عناصر من "جبهة النصرة" بمواجهة "داعش" بالقول: "يريدون استخدام جبهة النصرة ضد داعش فقط، ربما لأن داعش خرج عن سيطرتهم بشكل أو بآخر.. ولكن هذا لا يعني أنهم يريدون القضاء على داعش".

وعرض الأسد التعاون مع أي دولة ترغب بـ"محاربة الإرهاب" بما في ذلك تركيا وقطر والسعودية، ومعها الدول الغربية، بشرط أن "تغيّر من سياساتها وتعرف بأن هذا الإرهاب هو كالعقرب إذا وضعته في جيبك فسوف يلدغك".

ولدى سؤاله عن سر عدم وقوع صدام بين قواته وقوات التحالف الدولي، رغم الزعم بعدم التنسيق بين الجانبين، ردّ الأسد: "أعلم أن جوابي لن يبدو واقعياً عندما أقول الآن، وبينما نحارب نفس العدو إذا جاز التعبير، ونهاجم نفس الأهداف وفي نفس المنطقة من دون تنسيق، وفي نفس الوقت لا يحدث أي صدام. رغم أن هذا يبدو غريباً، لكنّه الواقع. ليس هناك أي تنسيق أو تواصل بين الحكومتين السورية والأميركية أو بين الجيش السوري والجيش الأميركي".

وأعاد الأسد مسؤولية الأزمة في بلاده إلى حرب العراق في عام 2003، وتحويل العراق إلى "بلد طائفي"، علاوة على وجود لبنان الذي وصفه أيضا بأنه "بلد طائفي" إلى جوار سوريا، ما نقل تأثير تلك الانقسامات إلى سوريا. واتهم الاسد، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه "أحد المنتمين للإخوان المسلمين وأنه كان يسعى أيضا لإيجاد سلطنة جديدة ولكن ليست سلطنة عثمانية، وإنما سلطنة إخوانية، تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط يحكمها أردوغان".

وأكد الأسد إنه لن يترك السلطة إلا إذا أراد الشعب السوري ذلك، وليس تحت ضغوط من الغرب. وزعم "أن الرئيس يأتي إلى السلطة بموافقة الشعب عبر الانتخابات وإذا تركها فإنه يتركها إذا طالب الشعب بذلك وليس بسبب قرار من الولايات المتحدة أو مجلس الأمن الدولي أو مؤتمر جنيف أو بيان جنيف". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها