الخميس 2015/09/24

آخر تحديث: 14:39 (بيروت)

المقاتلات الروسية نفّذت أولى غاراتها في سوريا

الخميس 2015/09/24
المقاتلات الروسية نفّذت أولى غاراتها في سوريا
غارات للتحالف على عين العرب/كوباني في وقت سابق من العام الحالي (أف ب - أرشيف)
increase حجم الخط decrease

بدأت المقاتلات الروسية التي وصلت إلى نظام الأسد من روسيا العمليات العسكرية رسمياً، حيث وجّهت ضربات لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية"، نُفّذت باستخدام طائرات من دون طيار. ونقلت وكالة "فرنس برس" عن مصدر أمني سوري في دمشق قوله إن "الجيش استخدم لأول مرة طائرات من دون طيار استلمها من موسكو في عملياته ضد مقاتلين في شمال وشرق البلاد". وسبق هذه الغارات أن بدأت الطائرات الروسية طلعات استطلاعية فوق مناطق مختلفة من سوريا باستخدام طائرات من دون طيار، الأمر الذي اعتبره محللون أنه تمهيد لغارات جوية ستبدأ قريباً.

وبينما لم تعلق موسكو على هذه الأنباء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، انطلاق مناورات عسكرية شرقي البحر الأبيض المتوسط. ونفى المكتب الإعلامي للوزارة أن تكون هذه المناورات مرتبطة مع أي تحركات روسية في المنطقة، وأكد أنها مجرد تدريبات قتالية "تتكثف تقليدياً" في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول. ولفت إلى أنها استكمال لبرنامج تدريب أقر نهاية العام الماضي.


من جهة ثانية، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، إن موسكو لا ترى إمكان حصول أي حل للأزمة السورية من دون أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد مشاركاً به. وقال بيسكوف "الطرف الروسي والرئيس بوتين نوّها مرارا إلى أن تقرير مصير سوريا من قبل بلدان ثالثة أمر غير ممكن، فمصير سوريا لا يقرره إلا الشعب السوري. كما لا يجوز إقصاء الرئيس الشرعي للجمهورية العربية السورية من عملية التسوية، إذ أن هذا يجعل عملية التسوية غير واقعية".


وحول المعلومات التي نشرتها صحف إسرائيلية عن الاتفاق الروسي - الإسرائيلي حول تنسيق "عمليات مشتركة" في سوريا من خلال فريق عمل مشترك، واجتماع قريب له قد يكون خلال الأسبوعين المقبلين، أكد بيسكوف صحة تلك الأنباء. وقال "في ما يتعلق بقنوات تبادل المعلومات وتنسيق الخطوات المحتملة فإن هذا الموضوع نوقش بالفعل بشكل تفصيلي، وتم التوصل إلى اتفاقات معينة خلال اللقاء مع نتنياهو". وأضاف "نظرا لاستمرار توتر الأوضاع للغاية في سوريا، والتي تتجه في الكثير من جوانبها نحو التدهور، اعتبرنا في هذه الحالة وانطلاقا من علاقات الشراكة بين روسيا وإسرائيل أنه من الأجدى إطلاق قناة لتبادل المعلومات في هذا الإطار الحساس".


في المقابل، نقلت وكالة "بلومبرغ" الألمانية عن مصادر في واشنطن قولها إن "موسكو تفضل أكثر أن توافق واشنطن على تنسيق حملتها ضد داعش مع روسيا وإيران والجيش السوري". ولفتت المصادر إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة تنسيق الهجمات لتفادي الحوادث مع الطائرات الروسية، لكنها أكدت في الوقت ذاته عدم استعداد واشنطن وحلفائها إلى التعاون مع "القوات الحكومية السورية".


في السياق، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى إشراك الرئيس السوري في أي محادثات تهدف إلى إنهاء النزاع السوري. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، الليلة الماضية، إنه من الضروري أن يحاور الاتحاد الأوروبي أطراف الصراع في سوريا، ومن ضمنهم الأسد وإيران والسعودية.


موقف ميركل اللافت يأتي في سياق تخفيف حدة المواقف الأوروبية تجاه نظام الأسد، لكنه مناقض لموقف فرنسا، الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بقوله إنه ليس من الجيد أن يكون الأسد شريكاً في أي عملية انتقال للسلطة، ولا في مستقبل سوريا. ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى العمل مع "روسيا وإيران ودول الخليج العربي وذلك لتثبيت الأوضاع في سوريا ومن أجل عقد مؤتمر سلام جديد على صيغة جنيف خاص بخصوص هذا البلد".


موقفا ميركل وهولاند جاءا على خلفية الاجتماع الطارىء الذي عقده الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، حيث أصدر المجتمعون بياناً ختامياً لم يتطرقوا به إلى ذكر موقع الرئيس السوري في أي عملية انتقالية. ودعا البيان إلى "اتخاذ جهود دولية جديدة تحت مظلة الأمم المتحدة لوضع حد للحرب التي تسببت بالكثير من المعاناة لـ12 مليون إنسان وأجبرتهم على ترك منازلهم".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها