غزة:مقتل جنديين اسرائيليين ب"كمين المغراقة"..القسام تعيد تدوير الذخائر الإسرائيلية

قتل جنديان إسرائيليان في منطقة نتساريم في غزة، بكمين نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأطلقت عليه "كمين المغراقة".

واعترف الجيش الإسرائيلي في بيان بمقتل الجنديين في معارك غزة، مشيراً إلى إصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، من دون تحديد ظروف الحادثة، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية، الأحد، بمقتل أربعة جنود وإصابة نحو عشرة آخرين.

جاء كمين "القسام" بعد يوم واحد من إعلان الجيش الإسرائيلي دخول الفرقة 99 إلى قطاع غزة، وأسبوع على دخول فرق القتال الاحتياطية "يفتاح" (679) و"كرملي" (2) إلى القطاع، وتكليفها بمسؤولية منطقة الممر الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، وهو الموقع الذي حدثت فيه عملية القسام. 

وقال جيش الاحتلال في البيان، مساء الإثنين، إن أحد الجنود القتلى من لواء "يفتاح" والمصابين الآخرين من قوات الاحتياط، أحدهما من لواء "كرملي"، مما يشير إلى احتمال أنهما قتلا في الكمين.

ونشرت كتائب القسام، الاثنين، صورة احتوت على عبارة "بضاعتكم ردت إليكم"، وتحتها مثلث أحمر ودبابة مشتعلة، وفي الأسفل كتبت "كمين المغراقة"، في إشارة إلى العملية التي نفّذتها الأحد.

وقالت كتائب القسام، في بيان مقتضب حول "كمين المغراقة"، الأحد، إن مقاتليها "استدرجوا قوة صهيونية مؤللة وأوقعوها في كمين ألغام مستخدمين العبوات الناسفة وصواريخ "F16" (الإسرائيلية) التي تم إطلاقها على المدنيين ولم تنفجر، في شارع السكة بمنطقة المغراقة وسط القطاع".

وعادة ما تعيد كتائب القسام استخدام صواريخ يسقطها طيران الاحتلال دون أن تنفجر على الأرض، في صناعة متفجرات أو صواريخ محلية أو ألغام. وهذا كما يبدو كان المقصد من عبارة "بضاعتكم ردت إليكم".

وقال بير لودهامار، وهو ضابط كبير في دائرة الأمم المتحدة للمهام المتعلقة بالألغام، في بيان سابق، إن ما لا يقل عن 10 في المئة من الذخيرة التي يجرى إطلاقها من المحتمل أنها لم تنفجر في القطاع.

والكمين الأخير هو واحد من كمائن عديدة وعمليات نوعية نفذتها المقاومة منذ تراجع حدة القتال البري، إذ سبق أن فجرت المقاومة مبنى كاملاً في قوة إسرائيلية في خانيونس، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 جندياً. 

و"نتساريم" هو اسم لمستوطنة إسرائيلية كانت مقامة في وسط قطاع غزة قبل إخلائها والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة عام 2005 تحت ضربات المقاومة الفلسطينية، في عملية سميت في إسرائيل: "خطة فك الارتباط الأحادية". والمستوطنة كانت واحدة من 21 مستوطنة تشكل مجتمعة ما يسمى مجمع مستوطنات "غوش قطيف" على أرض القطاع.

ومنذ المراحل الأولى للحرب سيطر جيش الاحتلال على منطقة المستوطنة، ما أدى إلى فصل شمال القطاع عن جنوبه. وفي وقت لاحق اتخذت إسرائيل من وجودها العسكري هناك ورقة مساومة في المفاوضات الجارية لعقد اتفاق مع حماس.

وتقع إلى الشرق من المستوطنة قرية المغراقة، قرب وادي غزة، وهي تجمع سكاني وصناعي. وفي الأسابيع الأخيرة كانت محط جولات قتال عنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال وسط القطاع. ويتردد أن القرية سمّيت بهذا الاسم بسبب تجمع مياه الأمطار فيها وغرق المنطقة أحياناً، نظراً لقربها من وادي غزة.