أغارت فصائل المعارضة العسكرية على قوات النظام في ريف حماة الشمالي، ليل الإثنين/الثلاثاء، في محاولة لإعادة خلط الأوراق والالتفاف على قوات النظام المتمركزة في كفرنبودة وبالقرب من جبل شحشبو.
واستهدفت فصائل المعارضة في هجومها قريتي الحماميات والجبين، وتل الحماميات الاستراتيجي، وبلدة كفرنبودة. واستبقت هجومها البري بقصف تمهيدي على مواقع قوات النظام بالصواريخ وقذائف المدفعية، لكسر خطوطها الدفاعية الأولى.
وتمكنت المعارضة من دخول قرية الحماميات وتلتها، ووصلت إلى محيط قرية الجبين. وسيطرت على المواقع التي تقدمت إليها لساعات قبل أن تنسحب منها، بعد اشتباكات عنيفة.
واستهدفت قوات النظام خطوط امداد المعارضة الخلفية بمئات الصواريخ وقذائف المدفعية، واستعانت بالطيران الحربي لوقف الهجوم.
مصدر عسكري معارض، قال لـ"المدن"، إن قوات المعارضة تتبع تكتيكاً جديداً في حربها ضد قوات النظام، وهو استنزاف القوات المهاجمة، من خلال عمليات الإغارة، وذلك بعدما تمكنت من امتصاص هجوم المليشيات. ووضعت المعارضة خطة دفاعية طويلة الأمد لاستنزاف قوات العدو، لتليها مرحلة تحرير المناطق من قوات النظام، والتي سوف تكون بمثابة كسر عظم.
القيادي في "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور، قال لـ"المدن"، إنه يُمكن لهذه العمليات إيقاف تقدم مليشيات النظام. إذ يحاول الروس السيطرة على ما تبقى من المناطق المحررة بعد تدميرها، ويمكن لمثل هذه العمليات أن توقف تقدم القوات المدعومة روسيا. المعركة الأخيرة تسببت بقتل العشرات من قوات النظام، وتدمير آليات واغتنام أخرى، وإجبار الروس على إيقاف هجومهم على المنطقة ولو مؤقتاً.
واستبعد بكور انسحاب النقاط التركية على الرغم من الضغط الكبير الذي تمارسه روسيا عليها. النقطة التركية في جبل شحشبو في سهل الغاب، لا تبعد إلا 4 كيلومترات عن خطوط الاشتباك، وقد تعرضت للاستهداف أكثر من مرة.
وشارك في المعركة الأخيرة، "جيش العزة" وفصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" و"هيئة تحرير الشام". وكانت هنالك مشاركة مباشرة من قادة هذه الفصائل في قيادة العمليات على الأرض، إذ تم إنشاء غرفة للتنسيق في ما بينها.
وخسرت قوات النظام في هذه المعركة 26 قتيلاً بينهم عقيد ونقيب وملازم. وأصيب القيادي في "الفيلق الخامس-اقتحام" خيرات أحمد كحلة، بالقرب من السقيلبية. ويقود كحلة تشكيلات "الفيلق الخامس" في معارك ريف حماة. وتتخذ القوات الروسية وقادة التشكيلات الموالية لها من السقيلبية مركزاً لقيادة عملياتها. ورصدت المعارضة مركزاً لـ"المخابرات الجوية" في قرية العشارنة بالقرب من السقيلبية يتخذه سهيل الحسن مقراً له ويتابع منه التطورات عن كثب.
وتخوض فصائل المعارضة معارك عنيفة ضد ميليشيات النظام الروسية على محاور حرش الكركات وقرية الشيخ إدريس بريف حماة الشمالي الغربي. وتكبدت قوات النظام في هذه المعارك خسائر كبيرة في العناصر والعتاد. ولوحظ في المعارك الأخيرة انخفاض مشاركة "مليشيا النمر"، وتسليمها لمليشيات "الفيلق الخامس" و"لواء القدس".
وبعد تمسك فصائل المعارضة بالأرض والانتقال إلى طور معارك الاستنزاف، يبدو أن القيادة الروسية باتت تُفضل الحفاظ على قوات النخبة لديها من مليشيا "قوات النمر"، والدفع أكثر بعناصر "المصالحات" و"الفيلق الخامس". ومن مليشيا "قوات النمر" المشاركة في معركة حماة، "فوج الهادي" ومعظم مقاتليه من مصياف، و"فوج طه" و"فوج حيدر" من الساحل، و"الطرماح" من مدينة قمحانة وحماة.
مليشيا "الدفاع الوطني" بقيادة نابل العبدالله وسيمون الوكيل، المدعومة روسياً، تكفّلت بتأمين الإمداد للقوات المهاجمة، بحكم معرفتهم بالمنطقة، وتأمين الحماية للعناصر الروس المشاركين في القتال بالخطوط الخلفية، بالإضافة إلى المشاركة في عمليات القصف المدفعي بالمشاركة مع قوات "الفرقة التاسعة" و"الفرقة الحادية عشر".
وكانت فصائل المعارضة قد عززت مواقعها على كافة خطوط التماس مع مليشيات النظام انطلاقاً من الجبهات غربي حماة وصولاً إلى ريف حماة الشمالي. ووصلت تعزيزات عسكرية من "الجبهة الوطنية للتحرير"، ودفعت "تحرير الشام" بمزيد من قواتها إلى مناطق الاشتباك. كما عملت الفصائل على تشكيل فرق إسناد ومؤازرات في حال حصول ضغط كبير على احدى الجبهات.
بعد الهجوم الأخير على مناطق النظام بريف حماة الشمالي، كثّفت قوات النظام قصفها على مدينة كفرزيتا وقرية الأربعين، وألقت المروحيات البراميل المتفجرة. المعسكر الروسي الواقع بالقرب من حلفايا، قصف المنطقة بقذائف الفوسفور الحارق. وتسبب القصف بقتل مدنيين في مدينة اللطامنة، وكان مصدر الصواريخ من الكتيبة الروسية بالقرب من معردس.
كما قامت الطائرات الحربية والمروحية بقصف قرى وبلدات جبل شحشبو بعشرات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة، في حين واصل الطيران المروحي وراجمات الصواريخ قصفها على بلدة الهبيط وخان شيخون ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها