الخميس 2018/04/12

آخر تحديث: 11:19 (بيروت)

وسقطت دوما..

الخميس 2018/04/12
وسقطت دوما..
كان على رأس وفد النظام الذي دخل دوما مستشار المرشد الإيراني (Getty)
increase حجم الخط decrease
غادر قادة "جيش الإسلام" مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية، ليل الأربعاء/الخميس، إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي، بعد ساعات من دخول وفد النظام برفقة الشرطة العسكرية الروسية في جولة تفقدية للمدينة، التي سقطت بيد النظام وحلفائه بعد 5 سنوات من الحصار والقصف والمجازر.

وقال ناشطون إن قادة من الصف الأول في "جيش الإسلام" غادروا دوما على متن سيارات دفع رباعي. مصدر مقرب من "جيش الإسلام"، قال لـ"المدن"، إن 40 سيارة دفع رباعي تجهزت لنقل القادة إلى الشمال السوري. في حين أشار مصدر آخر إلى أن القافلة ضمت 5 سيارات فقط أقلت قادة "الجيش" وكان برفقتهم سيارات أخرى تابعة لـ"الأمم المتحدة".

وكان قادة آخرون قد غادروا المدينة في القوافل الأولى التي خرجت. مصادر قالت لـ"المدن" إن دخول وفد النظام وخروج قادة "جيش الإسلام"، هو خروج مدينة دوما رسمياً عن سيطرة ثوارها، رغم عدم انتهاء عمليات "التهجير القسري" المتفق عليها، ووجود عناصر لـ"جيش الإسلام" في المدينة. وتجمهر مدنيون من أهالي دوما أمام وفد النظام ورفعوا أعلام النظام وهتفوا له.
المعارضة كانت قد حررت مدينة دوما في أواخر العام 2012، لتفرض عليها قوات النظام حصاراً خانقاً من حينه، وكانت ذروة الحصار الأولى في العام 2014، وعاد الحصار إلى ذروته في العام 2017 بعد تفجير النظام للأنفاق الواصلة إلى الغوطة وإغلاق معبر مخيم الوافدين "الوحيد"، وتقدمه على أحياء دمشقية كالقابون وبرزة وتشرين. أهل دوما، والغوطة الشرقية عموماً، رفضوا الخضوع لسلطة الأسد، وفضلوا عليها الحصار والتجويع ومنع المواد الأساسية من دخول المدينة، بما في ذلك الأغذية والأدوية والماء الصالح للشرب، وسط هجمات عسكرية متواصلة، واستخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع لمرات متعددة، كان أخطرها في آب 2013 والتي تسببت بمقتل المئات، وآخرها التي وقعت قبل أيام.

وكان على رأس وفد النظام الذي دخل الغوطة، الأربعاء، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، والرئيس السابق لمجلس بلدية دوما راتب عدس، وهو أحد المرشحين لرئاسة مجلس المدينة، بحسب اتفاقيات سُرّبت خلال المفاوضات بين روسيا و"جيش الإسلام"، والتي نفاها "الجيش" آنذاك. مصدر قال لـ"المدن" إن وفد النظام ضم شخصيات من مدينة دوما كانت تعمل مع النظام على ملف "المصالحات".

وشهدت المدينة إطلاق نار بالقرب من مكان تواجد وفد النظام، ما دفع الوفد إلى المغادرة. وفي وصفٍ للحادثة، قال مصدر من مدينة دوما لـ"المدن"، إن "لجنة من النظام دخلت برفقة الشرطة الروسية إلى دوما وأثناء لقائها بالمدنيين رفع بعض الشبان أعلاماً للنظام وهتفوا له، وبعدها حدث إطلاق نار في الهواء من آخرين غاضبين، وعلى إثرها غادر الوفد".

وأضاف المصدر أن "الشرطة الروسية دخلت مرات متعددة للمدينة، بعد توقيع الاتفاق، لتسلم نقاط رباط من جيش الإسلام"، وكان أول دخول لها برفقة الكولونيل الروسي ألكسندر زورين،  عرّاب "المصالحات" في دمشق وريفها، لـ"التحقيق" في الهجوم بالكيماوي الذي تسبب بمقتل وإصابة مئات المدنيين، واستسلام "جيش الإسلام" والموافقة على "التهجير القسري" منها.

ومنذ توقيع الاتفاق مع الجانب الروسي لم يُعلّق "جيش الإسلام" رسمياً على بنود الاتفاق، وخطة التنفيذ، ما أدى إلى وقوع فوضى عارمة في المدينة. وزاد على ذلك خروج بعض قياديي "جيش الإسلام" وعناصره، في دفعات المُهجّرين الأولى، على عكس عملية التهجير من القطاع الأوسط، إذ كانت قوافل العسكريين هي الأخيرة، وبعدها تم تسليم المنطقة للروس.

مصدر مدني من ريف حلب قال لـ"المدن" إن القاضي الشرعي في "جيش الإسلام" سعيد درويش، وشرعي "الجيش" سمير كعكة، وصلوا مساء الأربعاء إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي. وخرج من دوما، إلى الشمال السوري، في 6 قوافل، 30 ألف مدني وعسكري، ممن رفضوا البقاء تحت سلطة النظام.

مصدر مدني قال لـ"المدن" إن آلاف المدنيين يتجمعون عند ساحة تجمع حافلات "المهجرين" وأعدادهم تفوق أعداد الحافلات المتاحة، ويتخوفون من أي مكروه قد يصيبهم إذا أصبحت المدينة رسمياً مع النظام قبل أن يتم ترتيب خروجهم. وأشار المصدر إلى أن بعض الراغبين في الخروج هم شخصيات ثورية قد تتعرض حياتهم للخطر بعد سيطرة النظام.

مصدر مقرب من "جيش الإسلام"، قال لـ"المدن"، إن عمليات الإجلاء لا تزال مستمرة وقد تستغرق ثلاثة أيام إضافية، مشيراً إلى أن عناصر وقياديين من "جيش الإسلام" لا زالوا في مدينة دوما، ولم يكشف إذا ما كان هؤلاء سيغادروا في القوافل الأخيرة أو سيخضعون لـ"التسوية" ويبقون في المدينة.

بعض أهالي المدينة ممن كانوا يرغبون في "الخروج"، ومنهم عناصر من "جيش الإسلام"، عادوا وعدلوا عن قرارهم بناءً على تطمينات "غير رسمية" بأن بنود الاتفاق تؤكد على عدم تعرض النظام للراغبين في البقاء، وتقديم تسهيلات لـ"تسوية أوضاعهم" بمن فيهم العسكريون.

مصدر قال لـ"المدن" إن "عدم خروج قيادة جيش الإسلام ببيان رسمي واضح ومفصل قد يوقع المدنيين في شرّ قراراتهم"، لا سيما أن رسائل "تهديد وكراهية" بدأت تخرج عن موالين للنظام بعد الإعلان عن انتهاء ملف أسرى النظام الذين كانوا في سجون "جيش الإسلام"، ومطالبات الموالين بالكشف عن مصير المئات من ذويهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها