الإثنين 2018/03/05

آخر تحديث: 09:56 (بيروت)

عين روسيّة على قلعة المضيق.. والمعارضة تستعد للمعركة

الإثنين 2018/03/05
عين روسيّة على قلعة المضيق.. والمعارضة تستعد للمعركة
في حال الرفض سيلجأ الروس للخيار العسكري (انترنت)
increase حجم الخط decrease
تشهد بلدة قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، نزوحاً جماعياً، باتجاه المناطق المحررة في ريف إدلب، مع انتهاء المهلة الروسية لفصائل المعارضة بحسم قرارها والموافقة على دخول القوات الروسية إلى قلعة المضيق ومناطق من جبل شحشبو، لتثبيت نقاط مراقبة "وقف إطلاق النار". فيما أصدرت كتائب ثورية عاملة في ريف حماة الشمالي بيانات ترفض دخول القوات الروسية إلى المنطقة، ملوّحة بالمواجهة العسكرية إذا اقتضى الأمر، بحسب مراسل "المدن" أحمد مراد.

وبحسب مصادر من قلعة المضيق، فقد جرت اجتماعات ضمّت ممثلين عن "لجنة المصالحة" والجانب الروسي مع أهالي البلدة، خلال الأيام الماضية، طلب خلالها جنرال روسي دخول قوات روسية لتثبيت نقاط مراقبة "وقف إطلاق النار" من قلعة المضيق إلى قرية الحويز المحاذية لسهل الغاب من الناحية الشرقية، ومن القلعة باتجاه بلدة كفرنبودة شرقاً. وتضم هذه المنطقة بعضاً من قرى جبل شحشبو؛ وهي منطقة تضم قرى في أقصى الجنوب الغربي من إدلب.

المصادر أشارت إلى طلب الجانب الروسي دخولاً سلمياً لقواته، وفي حال الرفض سيلجأ للخيار العسكري. ومنح الروس أهالي البلدة مهلة امتدت حتى ليل الأحد/الإثنين. وتلا ذلك اجتماعات قدّم فيها الأهالي مقترحاً بدخول القوات الروسية إلى منطقة مشفى آفاميا، جنوبي قلعة المضيق، والخالية من السكان لوجودها في منطقة محايدة بين نقاط سيطرة قوات المعارضة وقوات النظام.

خوف الأهالي من رفض الجانب الروسي هذا المقترح دفعهم لمغادرة منازلهم والنزوح باتجاه مناطق ريف إدلب. وكانت قلعة المضيق تعتبر من أكثر المناطق أمناً، والخاضعة لسيطرة مشتركة بين قوات النظام وقوات المعارضة، ويقدر عدد سكانها بحوالي 100 ألف نسمة، بسبب مئات العائلات النازحة إليها من ريفي حماة الشمالي والشرقي. وتعد القلعة معبراً تجارياً وبشرياً من وإلى مناطق سيطرة النظام.

وعزز خوف الأهالي تغريدة نشرها، عراب اتفاقية اخلاء المعارضة لحلب الشرقية، الشيخ عمر الرحمون، في "تويتر"، قال فيها: "تم التفاهم على تسليم قلعة المضيق وجبل شحشبو وصولاً إلى جسر الشغور للجيش السوري وذلك في مؤتمر أستانة وبعلم قادة الفصائل". الرحمون خاطب قادة الفصائل بضرورة مصارحة الأهالي بما تم الاتفاق عليه، ما زاد خوف الأهالي من تكرار معركة شرقي سكة الحديد في ريف إدلب الشرقي.

وحذرت الصفحات الإعلامية والمراصد الحربية الأهالي من مغبة الانجرار وراء الشائعات التي يبثها النظام بين الأهالي باستقدام تعزيزات للمنطقة وقرب عمل عسكري، وهدفها بث الذعر وإفراغ البلدة من السكان.

من جانبها أعلنت فصائل الجيش الحر العاملة في ريف حماة رفضها المقترح الروسي، وسارعت لإصدار بيانات ترفض فيه دخول القوات إلى مناطق سيطرة المعارضة، كذلك أصدرت المجالس المحلية ومجالس شورى البلدات المشمولة بالمقترح الروسي بيانات أكدت فيها وقوفها إلى جانب الفصائل العسكرية واستعدادها للدفاع عن المنطقة.

الناطق الإعلامي لـ"جيش النصر" محمد رشيد، قال لـ"المدن": "ما تزال المفاوضات جارية حتى الساعة بين مجلس شورى قلعة المضيق ولجنة الأهالي مع الجانب الروسي، لكننا كفصائل عاملة في المنطقة لن نسمح بدخول القوات الروسية أو قوات النظام عسكرياً أو سلمياً. كافة الفصائل استنفرت عناصرها للتصدي لأي محاولة عسكرية ستقوم بها قوات النظام على المنطقة، وأبلغنا لجنة الأهالي قرارنا بعدم سماحنا بتسليم أية نقطة من المناطق المحررة للجانب الروسي أو النظام".

وكانت الشرطة الروسية قد انتشرت في منتصف العام 2017 في مناطق من سهل الغاب لمراقبة تنفيذ وقف "اتفاق إطلاق النار" لكنها انسحبت بعد رفع قوات النظام لسواتر ترابية في قرى الكريم والأشرفية والرملية وقبر فضة والحاكورة والتمانعة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها