الأربعاء 2018/03/28

آخر تحديث: 11:40 (بيروت)

النظام يجبر مُهجّري الغوطة على المرور في مناطق الشبيحة

الأربعاء 2018/03/28
النظام يجبر مُهجّري الغوطة على المرور في مناطق الشبيحة
العدد قابل للازدياد (Getty)
increase حجم الخط decrease
وصلت عشرات الحافلات للمهجرين قسرياً من القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، وبينهم قادة عسكريون من "فيلق الرحمن"، إلى الشمال السوري، الأربعاء، في الدفعة الرابعة من عمليات التهجير القسري ضمن "التسوية" المتفق عليها بين "الفيلق" والجانب الروسي.

وبلغ عدد الحافلات الواصلة إلى قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي أكثر من 65 حافلة، تقل أكثر من 3500 شخص. مُهجّر من الدفعة الرابعة، قال لـ"المدن"، إن الرحلة استغرقت نحو 20 ساعة، منها أكثر من 12 ساعة انتظار وتجميع وتفتيش في مناطق النظام في ريف دمشق.

وتنطلق الحافلات على شكل مجموعات، من المعبر المخصص في عربين، إلى منطقة البانوراما على أطراف حرستا، حيث يتم تجميع كامل القافلة، وتفتيشها من قبل مليشيات النظام، قبل أن تواصل طريقها إلى الشمال السوري.

وكان من المقرر أن يخرج من القطاع الأوسط نحو 7000 شخص بينهم مدنيون وعسكريون من "فيلق الرحمن" و"تحرير الشام"، على دفعات، بحسب ما ذكر إعلام النظام، بعد توقيع الاتفاق بين "الفيلق" والجانب الروسي في حي جوبر الدمشقي. ولكن مع خروج الدفعة الرابعة تجاوز عدد المهجرين 16500 شخص، والعدد قابل للازدياد بحسب ما ذكر مصدر من "فيلق الرحمن"، لـ"المدن".

وبحسب مصدر محلي من مدينة عربين، فإن مقاتلي المعارضة في عربين، سيستقلون آخر حافلة تخرج من القطاع الأوسط، عبر المعبر من مدينتهم، وبعدها تبدأ مليشيات النظام بالدخول إلى آخر معاقل الثوار في القطاع الأوسط.

وقال المصدر إن "مئات العائلات التي كانت تفضّل البقاء تحت سيطرة النظام وعدم التهجير إلى الشمال عدلت عن رأيها بعد ارتكاب نظام الأسد لانتهاكات بحق مدنيين في المناطق التي بسط سيطرته عليها كمدينتي سقبا وكفربطنا".

وأكد مصدر محلي من مدينة عربين، لـ"المدن"، أن "أعداد الراغبين في الخروج تتزايد، وأن الناس يفترشون الطرقات بانتظار إجلائهم، وبعضهم جاء من بلدات سيطر عليها النظام في حملته الأخيرة على القطاع الأوسط". وأضاف أنه يتوقع خروج آخر دفعة، الخميس، و"لكن العملية مستمرة حتى خروج آخر شخص راغب في الخروج إلى الشمال السوري".

ناشطون من مدينة كفربطنا كانوا قد اتهموا قوات النظام بتنفيذ إعدامات ميدانية لـ23 مدنياً من المدينة، الإثنين، بينهم 5 نساء، أثناء عمليات مداهمة وتمشيط، وسبق ذلك أنباء عن اعتقال 150 شاباً من مدينة سقبا من أجل "التجنيد الإجباري".

واتبع النظام طريقاً جديداً لسير قوافل المهجرين من القطاع الأوسط، إذ استبدل الطرق المعتادة بطريق يمر في محافظة طرطوس على الساحل السوري. مصدر من قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، قال لـ"المدن"، إن قافلات المهجرين عادة ما تسلك طريقين؛ هما طريق حمص–مصياف–حماة، أو طريق حمص– السلمية–حماة، ولكن القوافل الأخيرة أجبرت على المرور من الساحل السوري.

وبحسب ما ذكر عدد من المهجرين، على متن الدفعات الأربع، فالقافلات التي أقلتهم مرّت في مناطق موالية للنظام، وبعضها تعدّ مراكز تجمع لشبيحة النظام، ضمن ما قالوا إنه سياسة "الحرب النفسية" التي يتبعها النظام ضد المعارضة.

وقال أحد المهجرين لـ"المدن": "تم تجميعنا في البانوراما على أطراف حرستا، وبدلاً من سير الحافلات إلى الشمال السوري مباشرة، اتجهت القافلات إلى مساكن برزة وعش الورور، (مناطق الشبيحة في ريف دمشق) وتواجد أثناء مرورنا عشرات الموالين، وجّهوا عبارات وهتافات مسيئة وتحريضية علينا، كما أن القافلة مرّت بقرى علوية في الساحل السوري، وحدث الأمر ذاته".

مصدر في الشمال السوري، قال لـ"المدن"، إن "النظام اتبع هذه السياسة وحوّل مسار الحافلات مروراً بقرى علوية كانت قد خسرت العشرات من شبابها على تخوم الغوطة الشرقية، في محاولة لرفع معنوياته، وتأكيداً على انتصاره".

"فيلق الرحمن" كان قد توصل إلى اتفاق "تسوية" مع الجانب الروسي، الجمعة، يقضي بخروج مقاتلي المعارضة بسلاحهم الفردي، والراغبين من المدنيين بالخروج، وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء. ويعمل "فيلق الرحمن" على تحقيق بند تفاوضي إضافي مع الجانب الروسي، يقضي بإخراج عائلات عناصر "فيلق الرحمن" من مدينة دوما والمحسوبين عليه، عبر مخيم الوافدين. وبحسب مصادر من مدينة دوما، فإن "الفيلق" يسجل قوائم أسماء الراغبين في الخروج من دوما، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بهذا الخصوص حتى الآن.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها