الجمعة 2018/02/23

آخر تحديث: 11:29 (بيروت)

عفرين: هل تنكث روسيا بتعهداتها لتركيا؟

الجمعة 2018/02/23
عفرين: هل تنكث روسيا بتعهداتها لتركيا؟
كثفت تركيا من قصفها على مواقع "الوحدات" والمليشيات في عفرين (Getty)
increase حجم الخط decrease
سيطرت فصائل الجيش الحر والجيش التركي، ضمن عمليات "غصن الزيتون"، صباح الجمعة، على قرية بلفور وتلتها المطلة على ناحية جنديرس بعد معارك مع "وحدات حماية الشعب" الكردية، والمليشيات الموالية للنظام.

وكانت الفصائل قد سيطرت، الخميس، على قرى علي جارو ومعسكر لـ"الوحدات" في محور ناحية بلبل، وعلى قرى الصفراء والرحمانية والظاهرة العليا والسفلى في محور ناحية شيخ الحديد، لتصبح بذلك على مسافة 5 كيلومترات من ناحية معبطلي غربي عفرين.

وشنّت طائرات حربية تركية، غارات جوية، ليل الخميس/الجمعة، على رتل عسكري لـ"وحدات حماية الشعب" ومليشيات النظام، مقبلاً من مدينة حلب، أثناء محاولته الدخول إلى مدينة عفرين، من منطقة جبل الاحلام وقرية الزيارة، عند المعبر بين مناطق سيطرة مليشيات النظام و"الوحدات".

وتزامن القصف الجوي مع قصف مدفعي وصاروخي استهدف المنطقة ذاتها، نتيجة عدم تراجع الرتل العسكري، وإصراره على دخول عفرين. القصف الجوي والصاروخي أدى إلى مقتل عدد من عناصر "الوحدات" والمليشيات، بالإضافة لإصابة العشرات منهم، وتدمير العديد من الآليات، كما شوهدت النيران من مسافة بعيدة، نتيجة انفجار ناقلات للذخيرة والصواريخ كانت برفقة الرتل.

وتألف الرتل من نحو 100 عربة وآلية عسكرية، كانت معظمها متمركزة في حي الشيخ مقصود وأحياء حلب الخاضعة لسيطرة "الوحدات" الكردية قبل أن تنسحب منها باتفاق مع النظام يسمح لها بالوصول إلى مدينة عفرين، برفقة مليشيات النظام. الاتفاق تضمّن تسليم "الوحدات" كل الأحياء التي تسيطر عليها في مدينة حلب لمليشيات النظام.

وأعلن قائد "الوحدات" في حلب فرات خليل، في حديثه لوكالة "رويترز"، أنهم انسحبوا بشكل كامل من أحياء مدينة حلب، التي كانت تحت سيطرتهم، وانتقلوا للدفاع عن مدينة عفرين. خليل قال: "أصبحت تلك الاحياء (في مدينة حلب) تحت سيطرة الدولة السورية".

ويعتقد أن الرتل كان يشمل عربات محملة بصواريخ مضادة للدروع، ما يُفسّرُ الانفجارات الضخمة التي استمرت لأكثر من نصف ساعة، بعد استهدافه من الطيران التركي.

وكانت مجموعات صغيرة تابعة لمليشيات النظام قد دخلت مدينة عفرين، بشكل فردي، عبر وسائل نقل مدنية، خشية استهدافها من قبل غرفة عمليات "غصن الزيتون". وتجمع عناصر تلك المليشيات في مركز مدينة عفرين، الخميس، مع أنصار "الوحدات"، رافعين صور بشار الأسد وعبدالله أوجلان، وأعلام النظام وحزب "العمال الكردستاني".

وانتشرت تلك المليشيات في محيط ناحية جنديرس وداخلها، ومحيط ناحية راجو، بهدف وقف تقدم فصائل الجيش الحر التي باتت قريبة من السيطرة على الناحيتين.

وكان من المفترض أن تدخل المجموعات التابعة للمليشيات، ليلاً، للتوجه إلى مناطق تل رفعت ومنغ والقرى الأخرى التي احتلتها "الوحدات" منذ عامين بتغطية من الطيران الروسي. إلا أن القصف الجوي التركي حال دون وصولها. كما أن خلافات واسعة دبّت بين "جيش الثوار" التابع لـ"قوات سوريا "الديموقراطية" و"الوحدات" في عفرين، بعدما رفض "جيش الثوار" أي تعاون مع مليشيات النظام.

وبحسب مصادر "المدن"، فقد سحب "جيش الثوار" جميع عناصره من بلدات ومدن تل رفعت ومنغ والشيخ عيسى، ونقلهم إلى قرية مريمين والمالكية، لتحل مكانهم "الوحدات".

وأعلن القيادي في "جيش الثوار" سليمان بيور، والعشرات من العناصر، في مقطع مصور، انشقاقهم، ووصلوا ريفي حلب الغربي وإدلب. وقال بيور في التسجيل المصور، إن العشرات من مقاتلي "جيش الثوار" ومقاتلين آخرين، ينوون الانشقاق عن "الوحدات"، نتيجة عمالتها لنظام الأسد، إلا أنهم لا يستطيعون ذلك نتيجة المراقبة الأمنية المشددة عليهم من قبل جهاز الاستخبارات التابع لـ"الوحدات" في عفرين.

وفي السياق، دفعت تركيا، بقوات خاصة متمرسة في قتال المدن، إلى عفرين، في إشارة إلى ضرورة حسم المعركة هناك. إذ أن تركيا باتت تدرك أنها تخوض معركة كسر عظم خفية، مع إيران وروسيا، متمثلة بالنظام ومليشياته، وبأن أميركا تترقب الفائز لتتحالف معه في منبج، وشرقي الفرات.

كما كثفت تركيا من قصفها الجوي على مواقع "الوحدات" في معظم أنحاء عفرين، واستهدفت أحد مستودعاتها في تل رفعت ومواقع في عين عيسى ومريمين. وتستخدم تركيا أسلحتها المتطورة، محلية الصنع، في المعركة، وأهمها منظومة صواريخ "جنار"، التي تتميز باصابتها أهدافاً على مسافة 40 كيلومتراً، وتتمكن من متابعة ما بين 8-12 هدفاً مختلفاً، في الوقت ذاته. كما تستخدم تركيا طائرتها النفاذة "نمر-1" في قصف مواقع "الوحدات"، وهي طائرة مطورة تشبه إلى حد كبير طائرات "أف 16" الأميركية.

ومن الواضح أن تركيا اتخذت قراراها بمواصلة "غصن الزيتون" حتى تحقيق أهدافها والسيطرة على مدينة عفرين ومحيطها، وانهاء الوجود التام لمنظومة "العمال الكردستاني". ويأتي هذا الإصرار نتيجة خلط الأوراق في عفرين، وعدم وفاء الجانب الروسي بتعهداته، بعدما ظهر عناصر الشرطة الروسية بالقرب من أرتال المليشيات الداخلة إلى مدينة عفرين.

وزير الدفاع التركي نورالدين جانيكلي، كان قد قال في تعليقه على إرسال النظام مجموعات إرهابية موالية له إلى عفرين: "كل من يدعم الإرهاب سيكون هدفاً لنا". وأضاف: "المجموعات المسلحة التي أرسلها النظام السوري إلى عفرين ليس لديها القدرة على تغيير نتيجة محاربة الإرهاب التي ننفذها في تلك المنطقة على الإطلاق، ولن يكون لها ذلك". وتابع: "إذا تواجد أحد ما بجانب الإرهاب هناك بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك لن يزيل كفاحنا ضد الإرهاب، ولن يضعفنا، ولن يثنينا. المجموعات التي تأتي لدعم الإرهابيين تصبح هدفاً لنا".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها