الثلاثاء 2018/02/20

آخر تحديث: 10:31 (بيروت)

القصف على الغوطة...فهل يكون الاقتحام على القلمون؟

الثلاثاء 2018/02/20
القصف على الغوطة...فهل يكون الاقتحام على القلمون؟
حلّقت في سماء الغوطة، لأول مرة منذ 5 سنوات، مروحيات لقوات النظام (Getty)
increase حجم الخط decrease
أعلن "جيش الإسلام" عن إفشاله محاولة لمليشيات النظام لاقتحام الغوطة الشرقية، الإثنين، من محورها الشمالي الغربي، بالتزامن مع حملة القصف البربرية التي طالت معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

وقال المتحدث باسم "هيئة أركان جيش الإسلام" حمزة بيرقدار، لـ"المدن"، إن قوات الأسد ومليشياته حاولت اقتحام الغوطة الشرقية من محور كرم الرصاص، وتصدى لها "جيش الإسلام" بالمدفعية والمضادات الأرضية، وأوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف القوات المقتحمة. وأضاف بيرقدار: "لم نستطع تحديد هوية الجهة المقتحمة، ولكن تلك الجبهة من مهمة الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، والهجوم على كرم الرصاص هو من محور المشافي؛ مستشفى حرستا العسكري، ومستشفى الشرطة، وكتيبة حفظ النظام".

محاولة الاقتحام البريّة تلك هي الأولى بعد أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية لقوات "النمر" التي يقودها العميد في قوات النظام سهيل الحسن، إلى محيط الغوطة الشرقية، وتحديداً إلى مطار الضمير العسكري، شمالي الغوطة الشرقية.

واستهدف النظام على مدار الساعات الـ48 الماضية، مدن وبلدات الغوطة الشرقية بمئات صواريخ أرض-أرض من نوع "فيل"، فضلاً عن الغارات الجوية. وبلغت حصيلة ضحايا القصف، الإثنين، 90 قتيلاً، وأكثر من 300 جريح، وسجلت مدينة حمورية الرقم الأكبر في عدد الضحايا، إذ بلغ عدد القتلى فيها نحو 20 مدنياً وأصيب العشرات نتيجة استهداف الأحياء السكنية بغارات جوية وصواريخ أرض-أرض، فيما سقط 18 قتيلاً في بلدة بيت سوى، و14 قتيلاً في مدينة سقبا.

واستمرت الطائرات الحربية والمروحية في قصف الغوطة حتى ما بعد منتصف ليل الإثنين/الثلاثاء، وهي سياسة جديدة اتبعها في حملته الأخيرة على الغوطة الشرقية. وقال كثيرون من الأهالي لـ"المدن" إنهم لم يناموا طيلة ساعات الليل بسبب الغارات وهدير الطائرات التي لم تفارق السماء.

وحلّقت في سماء الغوطة، لأول مرة منذ 5 سنوات، مروحيات لقوات النظام، ترافقها طائرات روسية وسورية، وفق ما ذكرته مصادر متقاطعة لـ"المدن"، ووثقتها عدسات ناشطين من الغوطة الشرقية. ويُعدّ استخدام الطيران المروحي سابقة من نوعه، إذ أن النظام لم يستخدم الطيران المروحي على الغوطة، نظراً لاستيلاء "جيش الإسلام" على منظومة دفاع جوي "أوسا"، روسية الصنع، وسبق أن استخدمها لردع طيران النظام.

وقال مصدر محلي لـ"المدن" إن استخدام النظام للطيران المروحي برفقة طائرات حربية روسية، قد يكون طعماً لـ"جيش الإسلام"، كي يستخدم منظومة الدفاع الجوي في الردّ على الطيران المروحي، ليقوم الطيران الروسي بدوره بتدمير منظومة "أوسا"، التي لم تستخدم بشكل فاعل في الغوطة، وإنما كان لها دور في حجب الطيران المروحي عن المنطقة.

حملة النظام على الغوطة الشرقية، ترافقت مع قصف مليشياته المتمركزة في المعمل الصيني على أوتوستراد دمشق–بغداد، مساء الإثنين، مواقع الجيش الحر في القلمون الشرقي. مصدر محلي قال لـ"المدن"، إن "المدنيين يترقبون التطورات في مطار الضمير، ويتابعون بقلق تحركات تلك القوات، خشية أن يغدر النظام بهم ويخرق هدنة المدينة". وأضاف المصدر: "اتجهت أرتال عسكرية للنظام إلى مطار الضمير العسكري قبل يومين عبر مدينة الضمير، ولكن أرتال مشابهة خرجت من المطار، وقد تكون قوات النمر التي تتجمع في مطار الضمير لا تهدف إلى اقتحام الغوطة الشرقية".

وفي هذا الصدد، قال عضو مكتب إعلامي في "جيش الإسلام"، لـ"المدن": "رصدنا تحركات النظام في مطار الضمير، ولكن حتى الآن لا أحد يعلم حقيقة تحركاتها ووجهتها"، مشيراً أن رتلاً عسكرياً فيه دبابات وعربات شيلكا خرج من المطار، الأحد، متوجهاً إلى الجنوب السوري". وأضاف: "أعتقد أن النظام يخطط لأعمال عسكرية متعددة، ويكثف من قصف الغوطة الشرقية ولكن قد يكون هدفه العسكري، أو أحد أهدافه منطقة أخرى في الجنوب السوري أو القلمون".

ورسمياً، قللت فصائل الغوطة الشرقية من شأن قوات "النمر"، واعتبرت أن الترويج لها، هو دليل على إفلاس النظام، وسعيه لرفع الروح المعنوية لقواته.

الناطق باسم "أحرار الشام" منذر فارس، قال لـ"المدن": "طيلة سنوات الثورة نسمع أن الأسد ومليشياته يجهزون لاقتحام الغوطة ولهزيمة الثوار، فكسرت حملاتهم وهزموا على أبوابها كما حدث في جوبر وحرستا وعربين ودوما"، مشيراً إلى أن "ثوار الغوطة لم يتوانوا عن الإعداد والتجهيز".

واتخذ "جيش الإسلام" كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لمحاولة أي عمل للنظام على الغوطة، بحسب ما ذكره بيرقدار لـ"المدن"، مشيراً إلى أن يروجه إعلام الأسد وحلفاؤه من حشود وتدخل "قوات النمر" وغيرها، ما هو إلا فقاعة إعلامية معدومة التأثير.

وأيّاً كانت الاستعدادات العسكرية لفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، فإن المدنيين هم من يتلقون وابل القصف والغارات الجوية منذ أواخر كانون الأول 2017، ويترقبون بقلق التطورات العسكرية الأخيرة، في ظلّ عدم خروج قادة الفصائل على المدنيين برؤية مشتركة وموقف موحد من الحملة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها