الأربعاء 2018/01/17

آخر تحديث: 12:15 (بيروت)

تركيا تتم استعداداتها لعملية عفرين

الأربعاء 2018/01/17
تركيا تتم استعداداتها لعملية عفرين
وقف الإمدادت العسكرية لـ"الوحدات" لا يبدو أمراً سهلاً (الأناضول)
increase حجم الخط decrease
كثّف الجيش التركي خلال الساعات الـ48 الماضية، قصفه على مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية في مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي. واستهدفت مدفعية الجيش التركي مواقع ونقاطاً عسكرية لـ"وحدات الحماية" في قرى باسوطة ومعبطلي وكفر جنة وترندي وديكماش وأيسكا وشاديرة غربي وشمالي عفرين، كما استهدفت جبل برصايا ومعسكر كفرجنا شرقي المدينة. ويهدف القصف التركي إلى ضرب الجسور ومعسكرات ونقاط الامداد لـ"وحدات الحماية"، من أجل تسهيل التقدم لاحقاً في عملية برية.

ووصلت تعزيزات جديدة للجيش التركي، مؤلفة من نحو 50 دبابة وعربة مصفحة، بالإضافة لمدافع ميدانية ثقيلة وقواعد صواريخ أرض–أرض قصيرة المدى، وأنظمة دفاع جوي. وانتشرت هذه التعزيزات على الحدود التركية-السورية مقابل عفرين. الوحدات اللوجستية البرية التركية أزالت كتلاً اسمنتية من الجدار العازل، مقابل مدينة عفرين، واستبدلتها بأبواب حديدية مضادة للرصاص، بما يوحي بأن الجيش التركي سيتقدم من تلك البوابات.

ووصلت دبابات ومدرعات وعربات ذخيرة وأسلحة وحافلات تقل مئات العناصر إلى قاعدتي الشيخ بركات والشيخ عقيل في ريف حلب الغربي، دخلت من قرية كفر لوسين قرب باب الهوى، ومن بين الأسلحة أنظمة دفاع جوي ومدافع ثقيلة.


(المصدر: LM)

من جهتها رفعت فصائل "الجيش الوطني" التابع لـ"الحكومة السورية المؤقتة" جاهزيتها القتالية ونقلت عشرات العناصر والمعدات العسكرية إلى مدينتي إعزاز وتل رفعت في ريف حلب الشمالي، كما توجه رتل للجيش التركي من قاعدة جبل الشيخ عقيل إلى قاعدة كلجبرين العسكرية جنوب شرقي إعزاز.

في المقابل، شهدت مدينة عفرين استنفاراً أمنياً وعسكرياً كبيراً، كما بدأت عشرات العائلات بمغادرة المدينة، وتراجعت الحركة التجارية، نتيجة الحشود التركية التي تبدو على أهبة الاستعداد لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في المدينة. ووصلت تعزيزات عسكرية مزودة بعربات مصفحة أميركية، آتية من الحسكة والرقة وعين العرب "كوباني" إلى عفرين، ومن منبج عبر مناطق قوات النظام، إلى مواقع "قوات سوريا الديموقراطية" التي تشكل "الوحدات" عمودها الفقري، في أول تحرك عسكري واضح للتصدي للحملة العسكرية التركية.

العملية التركية المرتقبة استكملت كافة ترتيباتها العسكرية، فالإجهزة الأمنية والاستخبارتية التركية، حددت أكثر من 150 نقطة عسكرية لـ"قسد" داخل مدينة عفرين، ومن المحتمل أن تباشر بقصف تلك المواقع بعد تفاهم تركي-روسي لوقف أنظمة الدفاع الجوي في "قاعدة حميميم" في ريف اللاذقية.

وجلبت القوات التركية وحدة كاملة من القوات الخاصة بحروب العصابات، في حال استدعتها الضرورة لمهاجمة "قسد" المتمركزة في الانفاق والجبال والمعسكرات المطلة على مواقع المعارضة شمالي حلب وغربها.

وستتبع القوات التركية خطة جديدة في عمليتها المرتقبة، عبر الهجوم بعدد كبير من الدبابات والمصفحات المزودة بأجهزة التشويش للتأثير على شبكة الاتصالات والرادارات والذخائر الموجهة بأنواعها، وسط تغطية مكثفة من القوات الجوية وسلاح المدفعية.

الخطة التركية ستشمل في المرحلة الأولى هجوماً من محاور عديدة؛ الحدود التركية عبر الجيش التركي فقط، فيما ستتحرك القوات التركية برفقة "فيلق الشام" و"حركة نور الدين زنكي" من جهتي دارة عزة وقاعدة الشيخ بركات، ومن جهة قاعدة الشيخ عقيل في ريف حلب الغربي برفقة "حركة نور الدين زنكي"، بينما ستتقدم فصائل "الجيش الوطني" من مدينة مارع وعين ذقنة باتجاه مدينة تل رفعت و13 قرية استولت عليها "قسد" سابقاً بتغطية جوية روسية. كما ستتقدم قوات من الجيش التركي بمساندة من فصائل "الجيش الوطني" من مدينة إعزاز وقاعدة كلجبرين باتجاه مدينة عفرين.

ويتوقع في المرحلة الأولى من المعركة أن تتقدم القوات التركية مسافة تترواح بين 7-10 كيلومترات في العمق السوري شمالي عفرين، وتسيطر على هذا الشريط لتأمين حدودها، في حين ستقوم فصائل "الجيش الوطني" بالسيطرة على مدينة تل رفعت والقرى في محيطها، وستدخل فصائل الريف الغربي وعلى رأسها "نور الدين زنكي" محيط عفرين بعمق لا يتجاوز بضعة كيلومترات. وفي حال انتهت المرحلة الأولى، ستقوم المرحلة الثانية ببسط السيطرة الكاملة على المدينة.

وتقف عوائق متعددة أمام التحرك التركي، خصوصاً من جهة الارتباط الوثيق بين عفرين وبلدتي نبل والزهراء الشيعيتان في ريف حلب الشمالي الغربي. وتفيد مصادر "المدن" بأن مليشيات النظام في نبل والزهراء ستقدم المساعدة لـ"الوحدات" في عفرين، في وجه التقدم التركي. "الوحدات" كانت قد ساعدت مليشيات النظام على كسر حصار المعارضة للبلدتين بين العامين 2013-2016.

كما أن وقف الإمدادت العسكرية لـ"الوحدات" لا يبدو أمراً سهلاً، في ظل تعاون مليشيات النظام السوري معها، إلا إذا تمكنت المعارضة من الفصل بين مواقع "قسد" ومواقع قوات النظام شمالي حلب.

المشكلة الأصعب التي تواجه العملية التركية في عفرين هي الموقف الأميركي، بعد أنباء غير مؤكدة عن تسليح "قسد" بمضادات طيران لحماية مدينة عفرين حصراً على ألا تستخدم في تل رفعت ومطار منغ. إلا أن وكالة "الاناضول" نقلت عن المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين غالاوي قوله، إن بلاده لا ترى عناصر تنظيم "الاتحاد الديموقراطي" في عفرين جزءاً من العمليات القتالية ضد "داعش". وشدد غالاوي على أن الولايات المتحدة لا تدعم مسلحي "الاتحاد" في عفرين؛ وليس لديها أي صلة بهم، ولا تدعمهم بالسلاح أو التدريب. وأشار إلى أن بلاده ليست جزءاً من أي عملية عسكرية تركية محتملة في عفرين، مطالباً "جميع الأطراف" عدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تصاعد التوتر.

المتحدث باسم "التحالف الدولي" العقيد ريان ديلون، قال إن واشنطن، لن تدعم مسلحي "الاتحاد الديموقراطي" في المدينة، في حال قيام تركيا بعملية عسكرية في المنطقة، وأكد أن "عفرين لا تدخل ضمن مجالنا العمليَّاتي".

حزب "الاتحاد الديموقراطي"، الشقيق السوري لـ"العمال الكردستاني" التركي، دعا، الأربعاء، "قوى العالم" لإيقاف القصف التركي على عفرين. وقال الحزب "نطالب المجتمع العالمي والأسرة الدولية وكافة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والقانونية بتحمل مسؤولياتها تجاه أكثر من مليون من الأهالي يقطنون عفرين". وأضاف "كما نطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التحرك الفوري والعمل بما يلزم كي تكون منطقة شمال سوريا بغرب الفرات وشرقها منطقة آمنة"، وأكد أن "عفرين لن تكون لوحدها؛ فكل مدن وقرى روج آفا وشمال وشرق سوريا على أهبة الاستعداد للوقوف صفاً واحداً في وجه من يقف ضد إرادة الشعوب ومطالبها المشروعة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها