عقيربات:النظام ينسحب..و"داعش"يستخدم "أسراب النحل"

انسحبت مليشيات النظام إلى محيط بلدة عقيربات في ريف حماة الشرقي، الأحد، بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الروسية السيطرة على البلدة المحاصرة منذ 12 آب/أغسطس.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في بيان لها، الأحد، أن قوات النظام ومقاتلين روس من "فرقة المتطوعين الخامسة" وقوات "المخابرات العسكرية"، قد تمكنوا من السيطرة على بلدة عقيربات، بدعم جوي كثيف من الطيران الحربي الذي استهدف تحصينات ومراكز قيادة تنظيم "الدولة" في المنطقة.

وبحسب مصادر "المدن" فإن انسحاب قوات النظام وحلفائها من داخل عقيربات، هو الثاني من نوعه خلال الساعات الـ48 من بدء الهجوم الواسع على البلدة. وذلك بعد دخولهم للمرة الأولى إلى الجزء الشرقي من بلدة عقيربات، الجمعة، وانسحابهم منها أمام أسلوب القتال الذي ينتهجه مقاتلو تنظيم "الدولة".


(المصدر: LM)

وأوضحت مصادر "المدن" أن طبيعة المعركة ضمن ظرف الحصار وعدم وجود أي طريق للانسحاب، دفعت تنظيم "الدولة" إلى اعتماد تكتيك قتالي معروف باسم "سرب النحل"، وذلك عبر توزع المقاتلين إلى مجموعات صغيرة تنقسم بدورها إلى مجموعات فرعية أصغر، تشن هجمات بالاعتماد على المتفجرات، وذلك لتقليل خسائرهم البشرية أمام كثافة الغارات والقصف المدفعي الذي تسبب بشلّ حركة آليات التنظيم العسكرية وخسارته أعداداً كبيرة منها، كما أدى هذا التكتيك إلى إيقاع عدد كبير من القتلى لدى قوات النظام.

وذكرت "وكالة أعماق" التابعة للتنظيم، أنه قتل 7 مقاتلين روس، الجمعة، في المعارك شرقي بلدة عقيربات. وتداولت مواقع إعلامية صورة لأحد المقاتلين الروس الذين قال التنظيم إنهم قتلوا خلال المعارك شرقي عقيربات. وفجّر التنظيم مفخختين، السبت، على محاور قوات النظام المتقدمة نحو بلدة عقيربات، إحداها في قرية المشيرفة وأخرى في قرية جروح شمال شرقي البلدة.

ويشّن النظام وحلفاؤه الهجوم الموسع على عقيربات من ثلاثة محاور، مكنتهم من دخول البلدة، مرتين، لفترات قصيرة. وفي المحور الأول تقدمت قوات النظام من جبل الفاسدة باتجاه منطقة جبل سليمة، وسيطرت على الجبل، ما مكنها من السيطرة على قرى القسطل الشمالي والوسطاني والجنوبي، شمالي بلدة عقيربات. في حين تضمّن المحور الثاني هجوماً من جبل البلعاس، وسيطرت مليشيات النظام على خربة البلعاس وجبل الطويلة، أعلى نقطة في المنطقة. ومع السيطرة على جبل الطويلة تمكنت قوات النظام من التقدم والسيطرة على تبارة وأبو حواريد والمشيرفة ورسم الشيخ، في الجهة الجنوبية الشرقية من عقيربات. في حين اعتمد المحور الثالث على التقدم من قرية العلباوي والسيطرة على جميع القرى المحيطة بها، وأبرزها جبل أبو عكفة وجب الأبيض ومكسر شمالي وجنوبي ومكيمن شمالي وجنوبي.

المعطيات على الأرض، تقول إن سيطرة النظام وحلفائه على مناطق "الدولة" شرقي حماة باتت محسومة، وإن شراسة القتال الذي يبديه مقاتلو التنظيم هي فقط لإيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف النظام، خصوصاً بعدما خسر التنظيم أهم مراكز قوته الدفاعية في قمم الجبال والتلال المُحيطة.

سيطرة النظام على منطقة عقيربات، وعدا عن أهميتها الاستراتيجية، تعتبر مرتبطة بجبهة ديرالزور، خصوصاً على محوري السخنة-ديرالزور وحميمة-ديرالزور، فضلاً عن كونها مركز تهديد لطريق حماة-أثريا-الرقة الذي كان هدفاً حيوياً لتنظيم "الدولة" وما شهده من تدمير أرتال عسكرية عديدة تابعة للنظام.