السبت 2017/09/23

آخر تحديث: 13:36 (بيروت)

"قسد" تسبق الأسد إلى حقل "كونيكو"

السبت 2017/09/23
"قسد" تسبق الأسد إلى حقل "كونيكو"
Getty ©
increase حجم الخط decrease
وجهت "قوات سوريا الديموقراطية" صفعة لقوات النظام السوري وحلفائه بإعلانها، السبت، السيطرة على حقل "كونيكو"، أكبر حقول الغاز في محافظة دير الزور، شرقي سوريا، بعد تقدم قواتها من محور البادية الشمالي والشمالي الغربي لبلدة خشام، وتقوم قوات "قسد" بعملية تمشيط الحقل وملاحقة عناصر تنظيم "الدولة"، الفارين من الحقل باتجاه بلدة خشام المجاورة له.

وتهدف "قسد" من تحركاتها العسكرية إلى السيطرة على الحقول النفطية المجاورة لحقل "كونيكو"، ثم محاولة التقدم والسيطرة على بلدة خشام بريف ديرالزور الشرقي لفصل مناطق سيطرة تنظيم "داعش" شمال نهر الفرات إلى قسمين، وقطع طريق الإمداد الوحيد المؤدي إلى مقاتلي التنظيم في مناطق سيطرته في الريف الغربي وداخل المدينة.

من جهته، يحاول تنظيم "الدولة" إعاقة تقدم القوات المهاجمة عبر محاولة التشويش على طيران التحالف الدولي، من خلال إشعال بعض الأبار والحفر المملوءة بالنفط في مناطق الاشتباكات، لحجب الرؤية وتعطيل فعالية الطيران في المعركة، إذ تعتمد "قسد" على الغطاء الجوي الذي يوفّره التحالف لتأمين تقدمها على الأرض.

هجوم "قسد" على "كونيكو" جاء بالتزامن مع هجوم آخر استهدف قرى ناحية الصور في ريف ديرالزور الشمالي، وتمكنت قوات "قسد" من السيطرة على منطقة جليب الحكومة وبعض النقاط الأخرى، وما زالت المعارك مستمرة على الأطراف الشمالية والغربية لبلدة الصور.

وخسرت "قوات سوريا الديموقراطية" أكثر من 19 عنصراً على الأقل في تلك المعارك، بينهم مقاتلات من "وحدات حماية الشعب" الكردية، كما تكبد التنظيم خسائر تجاوزت 40 عنصراً، بينهم مقاتلون من جنسيات أجنبية.

قائد مجلس ديرالزور العسكري أحمد أبو خولة، قال لـ"المدن"، إن حملة "عاصفة الجزيرة" مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها، المتمثلة بالسيطرة على الضفة الشمالية لنهر الفرات، من بلدة الكبر غرباً وحتى الحدود السورية-العراقية شرقاً، ومن الصور شمالاً وحتى الصالحية شرقاً.

وأضاف أبو خولة، أن أي "اعتداء على قوات عاصفة الجزيرة من قبل قوات النظام سيتم الرد عليه فوراً، ونحن جاهزون لخوض عملية عسكرية ضده إذا استوجب الأمر".

تقدم "قسد" يأتي في الوقت الذي تستمر فيه قوات النظام بعملياتها العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" غرب وشرق مدينة ديرالزور. وتمكنت قوات النظام ليل الجمعة/السبت، من السيطرة على بلدة التبني وقرية شيحا غرب ديرالزور، وبذلك أصبح ريف محافظة ديرالزور الغربي تحت سيطرة النظام والمليشيات المساندة له بشكل كامل.

وتقوم قوات النظام والمليشيات بمحاولة التقدم والسيطرة على منطقة حمة التبني، المشرفة على طريق الرقة-ديرالزور، ثم محاولة التقدم إلى مدينة معدان والتضييق على تنظيم "الدولة" في أخر معاقله في ريف الرقة الشرقي.

وتشهد قرى ريف ديرالزور الغربي عمليات سرقة تقوم بها مليشيات النظام، شملت كل ما تحتويه تلك القرى من سيارات ودراجات نارية ومواشٍ وأثاث منزلي، ويتم بيع تلك المسروقات في أحياء الجورة والقصور والبعض يتم نقله إلى محافظات أخرى، عبر التنسيق بين ضباط النظام والتجار المتعاملين معهم.

هجوم ميليشيات النظام على الريف الغربي تزامن مع هجوم أخر استهدف حويجة صكر شرق المدينة ، لكن تنظيم "الدولة" تصدى للهجوم وكبد مليشيات النظام خسائر تجاوزت 20 عنصراً، بينهم عناصر من مليشيات إيرانية وعراقية.

اختيار ميليشيات النظام التقدم والسيطرة على حويجة صكر يأتي لهدفين، الأول التضييق على تنظيم "داعش" داخل مدينة ديرالزور وقطع طرق إمداده، والهدف الثاني يتمحور حول استخدام حويجة صكر نقطة انطلاق للعبور إلى الضفة الشمالية، نتيجة قرب ضفتي النهر في تلك النقطة وإمكانية إقامة جسور حربية، على عكس تجربة العبور السابقة من جهة قرية الجفرة، والتي تسببت بانسحاب مليشيات النظام من القرى التي سيطرت عليها شمال النهر، نتيجة لهجوم تنظيم "الدولة" المعاكس ونظراً للمسافة الكبيرة بين ضفتي النهر، وعدم قدرة العبارات على نقل التعزيزات العسكرية من جنوب النهر إلى شماله بالسرعة المطلوبة.

ومن المرجح أن ترتفع حدة التوتر بين قوات النظام و"قسد" على خلفية سيطرة الأخيرة على حقول الغاز، بعدما شهدت العلاقة بين الطرفين توتراً على خلفية غارات جوية استهدفت مواقع "قسد" شرق الفرات، سبقتها تهديدات على لسان المستشارة الإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها