الخميس 2017/08/17

آخر تحديث: 13:53 (بيروت)

نزوح سوري من الحدلات إلى الركبان..والمخيمات في خطر

الخميس 2017/08/17
نزوح سوري من الحدلات إلى الركبان..والمخيمات في خطر
عملية التهريب شكّلت "خط الحياة" للمخيمات الصحراوية (سمارت)
increase حجم الخط decrease
لليوم الثامن على التوالي تستمر قوات النظام بفرض حصارها على مخيمات النازحين الحدودية في البادية السورية، بعدما قطعت طرق تهريب المواد الغذائية والتموينية إليها، وسط استمرار عمليات النزوح من مخيم الحدلات إلى مخيم الركبان، الواقعين على الشريط الحدودي بين سوريا والأردن.

وحلق طيران النظام الحربي، الأربعاء، على علو منخفض فوق مخيم الحدلات "رويشد" ما تسبب بحملة نزوح جديدة من أهالي المخيم باتجاه مخيم الركبان، خوفاً من عمليات القصف والمجازر، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إسقاط فصائل البادية طائرة حربية "ميغ 21" تابعة للنظام في ريف السويداء الشرقي.

مصدر من مخيم الحدلات، قالت لـ"المدن"، إن المخيمات تحولت إلى مناطق "موت بطيء" تواصل قوات النظام قصفها ما تسبب بنزوح عشرات العائلات باتجاه مخيم الركبان والذي يعتبر أكثر سوءاً. وأضاف المصدر، أن قوات النظام تحاول الضغط على فصائل المعارضة من خلال استهداف محيط المخيمات.

وتسبب الانسحاب المفاجئ لـ"جيش أحرار العشائر" أمام قوات النظام، قبل أسبوع، إلى داخل الحدود الأردنية، بقطع طرق التهريب إلى داخل المخيمات، على اعتبار أن النقاط التي كان يسيطر عليها "أحرار العشائر" تعتبر بوابة التهريب للمخيمات. وبسيطرة النظام على تلك المناطق توقف كل شيء. ولم يعلق "أحرار العشائر" حتى الآن على الأمر.

أهالي المخيمات في البادية كانوا يعتمدون على مصدرين للمواد الغذائية؛ قافلات مساعدات الأمم المتحدة من الداخل الأردني والتي تصل متقطعة بين الحين والآخر وبكميات غير كافية، والمصدر الثاني عبر طرق التهريب؛ من منطقة شعاب في ريف السويداء الشرقي والتي كانت خاضعة لسيطرة "أحرار العشائر"، وكذلك من مناطق سيطرة "الدولة الإسلامية" في الميادين من ريف ديرالزور والذي قطعته قوات النظام بعد سيطرتها على رأس الوعر.

وأشار المصدر إلى أن عملية التهريب كانت تتم عبر البدو في المنطقة، وشكّلت "خط الحياة" للمخيمات الصحراوية، وكانت عمليات التهريب توفر المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الأساسية.

وكان تقدم النظام إلى منطقة حميمة والسيطرة عليها منتصف تموز/يوليو، قد أغلق الطريق الآخر للتهريب، والذي يربط البادية بمناطق شرق سوريا، والذي كان يوفر المواد والمستلزمات الأساسية للحياة من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" باتجاه البادية.

ولا تزال المعارك مستمرة في المنطقة، وأصبحت قوات النظام والمليشيات المساندة لها على بعد 40 كيلومتراً فقط عن مخيم الحدلات، في أرض صحراوية يصعب السيطرة والثبات فيها لأي طرف.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء ما يجري ل 5 آلاف نازح في مخيم الحدلات وعشرات آلاف النازحين في مخيم الركبان، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ. وقال المتحدث باسم "الأمم المتحدة" فرحان حق، في بيان له، إن الغذاء والماء والدواء شحيح جداً في المخيم، وتعيش بعض الأسر على الطحين والماء فقط. وأشارت المنظمة إلى أنه "على الرغم من عدم  سقوط ضحايا أو وقوع إصابات (على حد علمنا)، فإن المنطقة تزداد سوءاً. تدهور الوضع يجبر بعضهم على محاولة مغادرة المنطقة، ويخاطرون بأرواحهم في وسط صحراء منعزلة على غير هدى فقط بحثا عن الأمان. وهؤلاء المستضعفون، ومعظمهم من الأطفال والنساء، محاصرون، من دون أي حل سياسي في الأفق وغير قادرين على العودة إلى ديارهم".

المسؤول الإعلامي في "قوات الشهيد أحمد العبدو" سعيد سيف، كان قد قال لوسائل إعلام، إن من انتقل من حدلات إلى الركبان هم عائلات حصلت على وسائل للنقل، وأضاف "أن النازحين يستخدمون بعض الآليات والجرافات الزراعية التي هربوا بها من مناطقهم إلى مخيم الحدلات، في عملية نزوحهم، فيما الكثير من العوائل لا تملك مثل هذة الآليات أصلاً".

ويعاني مخيم الركبان الذي يحوي قرابة 68 ألف نسمة، من انفلات أمني كبير، حيث قُتل عشرات المدنيين، على يد الفصائل العسكرية وتفجيرات تنظيم "داعش" التي ضربت المخيم.
وتكثر في مخيم الركبان "الخلافات القبلية" وسط انعدام شبه تام لـ"سيادة القانون" لعدم وجود عقاب ورادع للخلافات العشائرية والقبلية، بالإضافة لممارسات العناصر المسلحة وبعض الفصائل، وفق ما قالته مصادر مدنية من داخل المخيم، لـ"المدن".

وقدّرت مصادر مدنية من الركبان، مقتل ما لا يقل عن 28 مدنياً في أعمال عنف ومشاجرات وخلافات قبلية غالبيتها شارك فيها مقاتلو الفصائل العسكرية خلال العام 2017. وأضافت المصادر، أن مدنيين قتلوا أثناء توزيع المساعدات تحت إشراف الفصائل العسكرية، إذ يُطلق بعض العناصر المسلحة النار عند حدوث اي شجار بينهم وبين المدنيين أثناء تنظيم الدور والإشراف على التوزيع.

ويعتبر فصيل "أحرار العشائر"، أحد أكثر الفصائل تواجداً في مخيم الركبان، ويدعي مهمة الإشراف على المخيم وأمن وسلامة المدنيين فيه. إلا أن "أحرار العشائر" اتهم من قبل فصائل أخرى، بالوقوف وراء غالبية المشاكل وأعمال العنف الواقعة في المخيم، ومنها قتل بعض المدنيين إثر خلافات مع عناصره. وحاولت "المدن" التواصل مع "أحرار العشائر"، بغرض الردّ على تلك الإتهامات، إلا أنها لم تلق أي استجابة.

ويعاني مخيم الركبان إلى جانب الإنفلات الأمني من أزمة في المياه، بعدما تعطّل خط الماء الرئيسي في حزيران/يونيو، ولم يتم إصلاحه حتى الآن، من دون وجود بدائل محلية في ظل ما يجري.

وكانت كتل قبلية وشخصيات عشائرية نزحت من ريف حمص وديرالزور قد عبرت عن غضبها في مناسبات عديدة حول الانفلات الأمني في المخيم. الاجتماع الأخير الذي جرى قبيل أيام قرب الحدود السورية الاردنية، وضم شخصيات عشائرية، أكد على ضرورة وضع حد للانفلات الأمني، لاسيما مع سوء إدارة "جيش أحرار العشائر" الأمنية والمحلية للمخيمات، وطالبوا بوضع حدّ لحالة الانفلات الأمني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها