الأربعاء 2017/06/07

آخر تحديث: 17:06 (بيروت)

"الحشد الشعبي" يتقدم و"الاتحاد الديموقراطي"يتخبط

الأربعاء 2017/06/07
"الحشد الشعبي" يتقدم و"الاتحاد الديموقراطي"يتخبط
وجود انقسام داخل قيادة الحزب، تزامنت مع تقدم "الحشد الشعبي" باتجاه سنجار (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
أعلنت قوات "الحشد الشعبي" العراقي، سيطرتها على مناطق وقرى جديدة في منطقة البعاج بالقرب من الحدود السورية-العراقية. وقال "الحشد" في بيان لوسائل الإعلام، الثلاثاء، إنه حرّر قرى ومجمعات الحمدانية وأم ضباع وتل مسعدة والزوبع والسكنين وثري الاويسط ووسمي المروكي، مؤكداً اجلاء العائلات وهروب عناصر "داعش" إلى جنوب غربي البعاج باتجاه الحدود السورية.

"الحشد" كان قد أخرج قبل يومين "وحدات حماية سنجار" من قرى كرعزير و كرزرك وسيبا شيخ خدر، الأيزيدية، بعد استعادة السيطرة عليها من تنظيم "داعش"، وتسلم "وحدات سنجار" لها لفترة قصيرة جداً. وتتبع "وحدات حماية سنجار" لحزب "العمال الكردستاني" سياسياً، ولكن تمويلها من حكومة بغداد. ويبدو بذلك أن "الحشد" يحاول الاستئثار بأكبر قدر ممكن من المناطق الحدودية السورية-العراقية، وتساعده في ذلك قوى أيزيدية مثل "كتائب ايزيدخان" و"لالش". وأعلن قائد "كتائب ايزيدخان" نايف جاسم، في تصريحات إعلامية أنهم  "لن يسمحوا لا لقوات البيشمركة ولا لقوات العمال الكردستاني بالسيطرة على مناطقهم، وانهم وحدهم سيتولون حمايتها". و"لالش" الأيزيدية تتبع بدورها لـ"لواء الحسين 53" التابع بدوره لـ"الحشد الشعبي".

ويفصل بين المناطق التي سيطر عليها "الحشد الشعبي" مؤخراً، ومناطق سيطرة بيشمركة إقليم كردستان، مناطق تسيطر عليها قوات "العمال الكردستاني" تحت مسمى "وحدات حماية سنجار". فيما يفصل ساتر ترابي بين قوات البيشمركة وقوات "لالش" على تخوم قرية تل قصب.

وبخلاف الأيزيديين التابعين لقوات البيشمركة، فان كلاً من "وحدات حماية سنجار" و"قوات لالش" و"كتائب ايزيدخان"، مقربة من بغداد، وكانت قيادات من تلك القوات قد صرحت في وقت سابق أنها تتلقى تمويلها من بغداد.

وعلى الرغم من الحرب الإعلامية الأخيرة، بين "الحشد الشعبي" و"الاتحاد الديموقراطي" فرع "العمال الكردستاني" السوري، إلا أن الوقائع على الأرض، لا تشير إلى قيام "العمال الكردستاني" أو أحد جناحيه؛ الايزيدي أو السوري، بالقيام بأي عمل يناقض التحركات العسكرية لـ"الحشد". وذلك، على الرغم من توغل "الحشد" في الأراضي السورية بعمق 10 كيلومترات، والتحركات المكثفة لـ"وحدات حماية سنجار" بين مخيم نوروز للاجئين السوريين في مدينة المالكية شرقي الحسكة وبين جبل سنجار.

وسائل الاعلام المقربة من "الاتحاد الديموقراطي" حمّلت حزب رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني "الديموقراطي الكردستاني"، مسؤولية تقدم "الحشد" باتجاه سنجار والحدود السورية العراقية، متهمة إقليم كردستان بالاتفاق مع بغداد حول ذلك. وهو ما أكد عليه نائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو علي المهندس، في تصريحات لوسائل الاعلام في إقليم كردستان، بأن لهم "علاقات تاريخية مع قوات البيشمركة" وأنهم ينسقون معها "على مستوى عال". وأوضح المهندس بخصوص سيطرة "الحشد" على مناطق في سنجار، بأن الخلافات مع البيشمركة ستحل بالطرق السياسية لا العسكرية، وبالعودة الى الاتفاقات المبرمة بين بغداد وأربيل. والاتفاقات المبرمة بين الطرفين بخصوص سنجار هي إحدى المسائل التي يكتنفها الغموض حتى الآن، إذ أن اقليم كردستان سبق وإتهم "الحشد" بخرقه لتلك الاتفاقات بتقدمه باتجاه سنجار، فيما يؤكد الأخير بأن تقدمه هو جزء من الاتفاق.

ويربط بعض المراقبين بين غياب مطالبات اقليم كردستان لـ"العمال الكردستاني" بالانسحاب من سنجار، وبين غياب "العمال" عن دائرة الصراع الإعلامي حول سنجار. وهو الأمر الذي يفسره مراقبون بأن "العمال الكردستاني" تخلى عن وجوده في سنجار لصالح فرعه الأيزيدي هناك؛ "وحدات حماية سنجار". وأشار البعض إلى أن ما يحدث هو اجراء تكتيكي مشابه لما فعله "الاتحاد الديموقراطي" شمالي حلب، حين أنزل اعلامه ورفع اعلام النظام منعاً للتدخل التركي، وكما فعل مقاتلو "العمال الكردستاني" في معركة الموصل التي شاركوا فيها ضمن كتائب "الحشد الشعبي" بحسب ما أكده النائب الايزيدي في البرلمان العراقي شيخ شامو.

وتحدثت بعض وسائل الاعلام عن حالة من التخبط يعيشها "الاتحاد الديموقراطي"، بعد التسريبات التي تحدثت عن اختفاء بعض الشخصيات المهمة من أمثال الناطق باسم "وحدات حماية الشعب" ريدور خليل، والرئيسة المشتركة لحزب "الاتحاد الديموقراطي" آسيا عبدالله.

وأشارت وسائل إعلامية إلى وجود انقسام داخل قيادة الحزب، تزامنت مع تقدم "الحشد الشعبي" باتجاه سنجار، وان ذلك يمكن أن يكون حملة تصفية سببها مواقف هؤلاء من المحور الشيعي. الا أن الرؤية الأقرب إلى المنطق، هي أن التغييرات التي حصلت في "الاتحاد الديموقراطي" تزامنت مع الضربة التركية لمقر قيادة "الوحدات" في جبل كراتشوك في الحسكة، وبعد ذلك القرار الأميركي بتسليح "الوحدات" قبيل انطلاقها للمشاركة في عمليات "تحرير" الرقة.

ويتوافق ذلك مع التحركات العسكرية المشتركة لـ"الوحدات" مع قوات أميركية، فالناطق الجديد لـ"الوحدات" نوري كوباني، انطلق مباشرة إلى جبهة الرقة. ويمكن أن يكون لإبعاد آسيا عبدالله، علاقة بالاتفاقات العسكرية لـ"الوحدات" مع الولايات المتحدة، كتعويض عن عدم حصول "الاتحاد الديموقراطي" على اعتراف سياسي بشرعية تواجده في المناطق الخاضعة لسيطرته. ويعرف عن عبدالله مساعيها الحثيثة في طرق الأبواب الدولية للحصول على اعتراف سياسي. وقد يكون استبعادها في هذه المرحلة، هو نتيجة الفشل في الحصول على الاعتراف الدولي، ويضمر ذلك رفض عبدالله وبعض قيادات "الاتحاد الديموقراطي" لهذا التوجه الجديد.

وسرت أنباء في مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بروايات مختلفة عن التغييرات التي حصلت في قيادات "الاتحاد الديموقراطي"، وكان من أبرزها أنباء عن تصفية الناطق السابق باسم "الوحدات" ريدور خليل، واتهام اسيا عبدالله بـ"التواطؤ لصالح جهات أجنبية".

وعلى الرغم من نفي قيادة "الاتحاد الديموقراطي" لتلك الروايات، إلا أنها لم تُقدّم ما يثبت عكس ذلك. كما أن "الاتحاد الديموقراطي" من التنظيمات البراغماتية التي تقوم بتغييرات تبعاً للتطورات الميدانية والسياسية. ويبدو أن التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة، سواء في مسألة تسليح "الوحدات" من قبل الولايات المتحدة أو وصول "الحشد الشعبي" إلى الحدود السورية العراقية، كانت السبب الأبرز في عملية تغيير بعض قادة "الاتحاد".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها