الثلاثاء 2017/06/06

آخر تحديث: 11:34 (بيروت)

البادية السورية: قاعدة الزكف "الأميركية"لافشال المشروع الإيراني؟

الثلاثاء 2017/06/06
البادية السورية: قاعدة الزكف "الأميركية"لافشال المشروع الإيراني؟
نقطة متقدمة لـ"جيش مغاوير الثورة" المدعوم من الولايات المتحدة في قتاله ضد "الدولة الإسلامية" (عدالة حمورابي)
increase حجم الخط decrease
أكد قيادي من الجيش الحر، مقرب من غرفة عمليات "الموك" الدولية في الأردن، لـ"المدن"، أن إسقاط طائرة حربية للنظام في منطقة البادية السورية، الإثنين، هي رسالة بأنه "صار بإمكانهم إسقاط الطائرات الجوية لقوات النظام في حال شكلت أي تهديد لهم". وسقطت الطائرة الحربية في منطقة تل دكوة بالرشاشات الأرضية، ونشر "جيش أسود الشرقية" صوراً قال إنها تعود لآثار حطام الطائرة في البادية.

وأعلنت "الجبهة الجنوبية" التي ينتمي إليها "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو"، ليل الإثنين، أنها استأنفت معركة "الأرض لنا" ضد مليشيات النظام، وأحرزت تقدماً في محور كسارات الشحمة ومفرق جلغيم على الطريق الدولي دمشق-بغداد، عقب اقتحامها بعد تمهيد ناري كثيف. وقامت فصائل الجيش الحر بقصف مواقع المليشيات في حاجز الظاظا والسبع بيار والمحطة الحرارية، وتمكنت من تدمير دبابة وعربة مدرعة وعربة إشارة للمليشيات.

وكانت قد نُشرت قبل يومين صور لحامية عسكرية جديدة قيد الإنشاء في منطقة الزكف، في منطقة البادية شرقي سوريا، وظهرت في الصور معدات عسكرية وآليات ترفع علم الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب عناصر من "جيش مغاوير الثورة" التابع لفصائل المعارضة.

وتقع منطقة الزكف شمال شرقي قاعدة التنف الدولية بـ70 كيلومتراً، وتبعد 130 كيلومتراً جنوبي مدينة البوكمال من ريف ديرالزور.

وتم اختيار مكان قاعدة الزكف من قبل الفصائل العاملة على الأرض لأسباب متعددة؛ ومنها أن تكون نقطة متقدمة لـ"جيش مغاوير الثورة" المدعوم من الولايات المتحدة في قتاله ضد "الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى اعتبار المنطقة بوابة لمحافظات حمص وديرالزور والسويداء ومدينة تدمر، وفق ما أكدته مصادر عسكرية معارضة لـ"المدن".

وقال مدير المكتب الإعلامي في "جيش مغاوير الثورة" البراء فارس، لـ"المدن"، إن الفصائل الخمسة العاملة في البادية اتفقت على مكان قاعدة الزكف كنقطة متقدمة. وتمثل القاعدة نقطة إنطلاق لـ"مغاوير الثورة" باتجاه البوكمال شرقاً.

وتعتبر قاعدة الزكف بوابة الدخول لمحافظة حمص بالنسبة لـ"لواء شهداء القريتين" التابع للجيش الحر، أما بالنسبة لـ"جيش أحرار العشائر" وبقية الفصائل في منطقة القلمون الشرقي فتعتبر القاعدة نقطة استراتيجية للطريق إلى القلمون الشرقي المحاصر وريف دمشق، بحسب ما أكده فارس.

وأوضح فارس، أنه يتم الإعداد لبناء قاعدة جديدة أو اثنتين، قبل وصول المعارضة إلى البوكمال، وذلك لتأمين البادية السورية وحمايتها، خاصة في حال سيطر الجيش الحر على ديرالزور، وذلك لمنع فرار عناصر التنظيم وتمركزهم مرة أخرى في البادية.


(المصدر: البراء فارس)

وتسمح قاعدة الزكف للجيش الحر في البادية السورية بالتحرك بـ"حرية أكثر حتى حدود البوكمال في ريف ديرالزور من دون أي تواجد للتنظيم"، بحسب فارس. وأضاف: تعبر قاعدة الزكف بمثابة معسكر تدريبي ونقطة متقدمة لـ"جيش مغاوير الثورة" في البادية، وهي "ليست قاعدة دولية كقاعدة التنف"، إذ "تحوي قاعدة الزكف على عناصر للتحالف الدولي من جنسيات مختلفة بوظيفية تدريبية واستشارية ولوجستية إلى جانب عناصر مغاوير الثورة، ومهمة عناصر التحالف فيها مؤقتة".

وتتبع القوات الأميركية في البادية السورية إسلوبها العملي في مناطق الشرق السوري، أي المساهمة بإنشاء العديد من القواعد العسكرية والتي تصنف تحت نوعين؛ الأولى "عسكرية مركزية" يتم فيها التدريب، ومن الممكن أن تحوي على مدرجات هبوط وإقلاع للطيران لتسهل عملياتها في الدعم الجوي للحلفاء. والنوع الآخر هو "قاعدة حماية" لإسناد الحلفاء برياً وتسهيل قيادة العمليات الميدانية، وتقوم القوات الأميركية بتخديمها بكافة المعدات اللوجستية وتتبع أسلوب التنظيم العسكري كجيش حقيقي، لأنها ترفض العمل بنظام التشتت والمليشيات.

ويتخذ أكثر من 150 مقاتلاً من "قوات المهام الخاصة" الأميركية من قاعدة التنف العسكرية، مقراً لهم، بالإضافة إلى 50 مقاتلاً بريطانياً، وبضع عشرات من المستشارين الأوروبيين وأغلبهم من النرويج.

وقال فارس، إن قاعدة الزكف تتمتع بنقاط تحصين جيدة، كما تحوي قوات مدربة من "مغاوير الثورة" مسلحة بشكل يكفي لصدّ أي هجوم للتنظيم على القاعدة.

وأكد مصدر عسكري من فصائل الجيش الحر في البادية السورية، لـ"المدن"، على أن نقطة الزكف العسكرية التي انشئت قرب البوكمال بدعم أميركي هي ضمن خطة لردع المشروع الإيراني بالدرجة الأولى. وتابع المصدر، أن النقطة واحدة من نقاط متعددة يتم العمل على بنائها خلال تحقيق الأهداف والتقدم على الأرض، وهي نقاط عسكرية تتبع لـ"جيش مغاوير الثورة"، ويتواجد فيها مقاتلون أميركيون.


(المصدر: البراء فارس)

وأكدت مصادر خاصة لـ"المدن"، أن النقاط التي يتم العمل على إعدادها كالزكف ستكون بالدرجة الأولى نقاط تمركز لـ"جيش مغاوير الثورة"، و"من الممكن أن تتحول في القريب العاجل إلى معسكر تدريبي وقاعدة دولية كالتنف". وأضاف مصدر فضّل عدم كشف هويته، أن "الزكف ليست النقطة الأخيرة ولن يقتصر الأمر عليها. فمن الحتمي المرافق لكل تقدم عسكري في البادية السورية أو بادية البوكمال، إنشاء نقاط عسكرية تتحول لاحقاً لنقاط دعم وإستشارة وكامل النقاط ستتم بدعم من التحالف الدولي".

وقال قيادي من الجيش الحر، مقرب من غرفة عمليات "الموك" الدولية، لـ"المدن"، إن القوات الأميركية لن تسمح بفرض طوق على عملياتها نحو البوكمال من قبل ميلشيات النظام، ولن تكون أداة لأحياء الطريق الرباعي، في إشارة إلى طريق طهران–بغداد–دمشق–بيروت. وهو ما أكده البراء فارس، بأن "التحالف الدولي" أنذر جميع المليشيات التي تقاتل لصالح النظام بالابتعاد مسافة 70 كيلومتراً عن منطقة التنف والبادية السورية. وحدّد "التحالف الدولي" منطقة جغرافية معينة يتوجب على المليشيات إخلاؤها، وتصل حدودها إلى ما بعد حاجز ظاظا ومنطقة السبع بيار، في القلمون الشرقي، والتي تقع على بعد 70 كيلومتراً شمال شرقي التنف، و120 كيلومتراً عن بادية البوكمال. وكانت طائرات تابعة لقوات "التحالف الدولي" قد ألقت منشورات في منطقة تل شحمي وجليغم على طريق دمشق– بغداد، حذرت فيها قوات النظام والمليشيات المساندة لها، من التقدم باتجاه التنف وذلك "تجنباً للاشتباك". وجاء في المنشورات التحذيرية أن "أي تحركات باتجاه التنف تعتبر عدائية، وسندافع عن قواتنا" كون القوات تقع ضمن "المنطقة الآمنة" التي تغطيها قوات "التحالف الدولي".

وقال فارس، أنه في حال حاولت قوات النظام والميلشيات الشيعية التقدم فسيتم استهدافها من قبل "التحالف الدولي" والجيش الحر. وكان "التحالف الدولي" قد دمّر رتلاً لمليشيات النظام في 18 أيار/مايو، حاول التقدم من مناطق سيطرة النظام في القلمون عبر حاجز ظاظا باتجاه قاعدة التنف الدولية. وأشار فارس، إلى عدم وجود أي تنسيق بينهم وبين المليشيات الإيرانية والسورية التي تقاتل في الجانب السوري أو العراقي، على جانبي الشريط الحدودي، معتبراً اياها "عدواً" وأنه في حال حاولت تلك المليشيات "اعتراض طريقنا إلى دير الزور، سنقوم بصدها وإبعادها بشكل كامل".

وبدأت القوات الأميركية، منذ شهور، ببرنامج لتدريب فصائل الجيش السوري الحر التي تعد خارج منظومة برنامج "التحالف الدولي" تحت إطار حلفاء لقوات "التحالف". التدريب شمل أعداداً محدودة من المقاتلين والفصائل، لتكون قوات حليفة لـ"التحالف" في العمليات نحو البوكمال وديرالزور.

وكانت الولايات المتحدة قد خصصت مبلغ مليار و769 مليون دولار، لتدريب وتجهيز قوات سورية وعراقية، في العام 2018 بهدف محاربة تنظيم "الدولة" في البلدين. وذكرت وكالة "الأناضول"، أن وثيقة لوزارة الدفاع الأميركية كشفت أن المبلغ سيخصص من ميزانية "العمليات الخارجية" للوزارة البالغة 64 ملياراً، وسيتم تدريب أكثر من 25 ألف مسلح في سوريا لمحاربة التنظيم. وسيخصص من ضمن برنامج التدريب والتجهيز في سوريا، 393 مليوناً للسلاح والمعدات من ضمنها الأسلحة الثقيلة، مثل مضادات الدروع وقاذفات الصواريخ، ويتوقع أن يذهب جزء كبير من الأسلحة إلى "قوات سوريا الديموقراطية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها