الجمعة 2017/06/30

آخر تحديث: 13:18 (بيروت)

القوات التركية إلى عفرين أم إدلب؟

الجمعة 2017/06/30
القوات التركية إلى عفرين أم إدلب؟
ارتفع منسوب التوتر لدى "وحدات حماية الشعب" في عفرين وكذلك لدى "هيئة تحرير الشام" في إدلب (انترنت)
increase حجم الخط decrease
في ظل الغموض المحيط بوجهة القوات التركية، في الشمال السوري، والتي تحشد تعزيزاتها غربي حلب في محيط عفرين، معقل "وحدات حماية الشعب" الكردية، وكذلك على الحدود السورية-التركي شمالي إدلب، يرتفع منسوب التوتر لدى "وحدات حماية الشعب" في عفرين من جهة، وكذلك لدى "هيئة تحرير الشام" في إدلب من جهة آخرى.

ونقلت وسائل إعلامية تركية عن نائب رئيس الحكومة التركية ويسي قايناق، حديثه عن "أهمية تطهير مدينة عفرين من الإرهاب لتحقيق الاستقرار في المنطقة". المسؤول التركي قال: "من دون تطهير عفرين من الإرهابيين لا يمكن لأحد أن يضمن أمن اعزاز ولا مارع ولا الباب ولا حتى إدلب، وستواصل تركيا مساعيها الديبلوماسية في هذا الخصوص".

وتناقلت وسائل إعلامية كردية، مبادرة أطلقها ناشطون ومثقفون أكراد، تتألف من 4 بنود، من أجل إنقاذ عفرين من حرب محتملة. المبادرة طالبت بانسحاب قوات "العمال الكردستاني" من القرى العربية التي احتلتها في ريف حلب الشمالي وتسليمها لأهلها، وتشكيل لجان مدنية وعسكرية من أهالي عفرين للتخطيط والإشراف على إخراج مقاتلي حزب "العمال" حفاظاً على أرواح المدنيين، وترك إدارة المدنية لأبنائها، وتفعيل دور المنظمات الحقوقية للضغط على حزب "العمال" للخروج من المدينة.

وجاء في البيان الذي حمل اسم "حول ما يتم تحضيره لمدينة عفرين": "تنذر المعلومات الواردة من كردستان سوريا عن نية الجيش التركي والفصائل الموالية لها عن اقتحام منطقة عفرين، أو فرض حصار خانق عليها، وذلك للقضاء على حزب الاتحاد الديموقراطي، الفرع السوري من العمال الكردستاني، والذي استولى على القرار السياسي والعسكري لأكراد سوريا، وعمل بنفس الوقت على شحن وتصعيد النزعات الطائفية وزيادة بؤر التوتر مع محيط مدينة عفرين، ومن جهة اخرى زادت المضايقات بحق المدنيين من قبل شبيحة مدينتي نبل والزهراء بعدما تضاربت مصالحها مع التقلبات الأخيرة لسياسات سلطات الوكالة على خلفية معارك الرقة وتقاسم النفوذ والغنائم". وتابع البيان بالقول: "بناءً على المعطيات السابقة، ومن منطلق المسؤولية والحرص والخوف على أهلنا في مدينة عفرين، فأننا نذكر الجميع أن الاتحاد الديموقراطي كان وما يزال مجرد ورقة ضغط بيد النظام السوري يلوح بها في وجه دول الجوار لتكريس مشاريعه الرامية إلى إظهار الأكراد كجزء من اللعبة الطائفية التي تجتاح المنطقة عبر الحروب والأدوار التي تسند إليه لخوض معارك هنا وهناك، ما يخلق صورة لا تعبر عن جوهر القضية الكُردية العادلة، والقائمة على العدالة والكرامة والحرية، وتعزز في الوقت نفسه هيبة النظام مجدداً كلاعب إقليمي".

"لذا نناشد الجميع عدم ممارسة الضغط على المدنيين في عفرين وتحييدهم في الصراع لأنهم في واقع الحال مجرد رهائن يرزحون تحت قوة الحديد والنار، وعدم الربط بينهم وبين أفعال وأخلاقيات الاتحاد الديموقراطي، لا بل توجب التعاطف معهم والبحث عن طرق غير مكلفة لخلاصهم وذلك عبر الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية التي تخدم قضية الشعب السوري من جهة وتساعد في إزالة تبعات سياسات سلطات الوكالة".

من جهة آخرى، كان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، قد قال قبل أسبوع، إن أنقرة وموسكو تبحثان إمكانية نشر قوات في إدلب شمال غربي سوريا، ضمن إطار مذكرة "خفض التصعيد" الموقعة خلال مباحثات أستانة في 4 أيار/مايو.

بدورها، أعلنت "هيئة تحرير الشام" عبر بيان لها، قبل يومين، رفضها تدخل تركيا في الشأن السوري. وقالت إنها ترفض نقل الصراع الدولي للداخل السوري، ولن ترضَى بأي تدخُّل خارجي يقسم سوريا لمناطق نفوذ تتقاسمها الدول الضامنة للاتفاق الذي جرى في أستانا، معلنةً عدم التزامها بمقرراته. وأعلنت "الهيئة" أنها غير ملتزمة بما نص عليه اتفاق مؤتمر أستانة، نظراً لأنها لم تكن جزءاً ولا طرفاً مُشارِكاً أو مُوافِقاً.

وقالت الهيئة: إن "المؤتمر جاء مُتوِّجاً لروسيا الإجرام بغسل جرائمها وباعتبارها طرفاً ضامناً بجانب إيران المجرمة، علماً أنهما كانتا السبب الرئيس لمعاناة شعبنا وتشريده وقتله". وأضاف البيان: "لقد أعطت الدول الراعية والضامنة لمؤتمرات جنيف والأستانة الفرصةَ للنظام المجرم بأن يتفرغ للمناطق الواحدة تلو الأخرى، فيجمد سلاح الثورة والجهاد، وتطلق بندقية التهجير والتوسع لصالح النظام".

وأشارت إلى أن هذا "ما يتم الآن من تجميد منطقة إدلب وما حولها في سبيل تفرُّغ النظام لتهجير الغوطة ودرعا وتوسيع سيطرته في المناطق الشرقية باتجاه دير الزور". وأردفت: "أننا نترك إخواننا في المناطق الأخرى يتألمون ونحن آمِنون، يواجهون العدو في مناطقهم وهو آمِن محميّ بقوى دولية في مناطقنا، ولن نقبل كذلك بتسليم الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص الشمالي، وغيرها من المناطق المحررة في الجنوب للقوات الروسية والإيرانية".

وأضافت أن "شعبنا الثائر لَيبحث عمن يخفف معاناته ويساهم في تحقيق أهداف ثورته، لا أن ينقل الصراع الدولي للداخل السوري، وبالتالي فإننا لن نرضى بأي تدخُّل خارجي يُقسِّم بلادنا لمناطق نفوذ تتقاسمها الدول". وختمت الهيئة بيانها بالقول: "إننا نعاهد أهلَنا وشعبَنا على المضي قُدُماً في جهادنا وثورتنا حتى نحرر الأرض ونفكّ قيد أَسْرانا ومناطقنا المُحاصَرة، ولهذا خرجنا وعليه ماضون  حتى يفصل الله بيننا وبين القوم الظالمين، وندعو إخواننا المجاهدين في ساحة الشام عموماً إلى بذل الوسع والجهد على هذا الطريق، فاستعِينوا بالله ولا تعجزوا".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها