الجمعة 2017/06/02

آخر تحديث: 12:53 (بيروت)

تقسيم سوريا: هل يبدأ من حماة؟

الجمعة 2017/06/02
تقسيم سوريا: هل يبدأ من حماة؟
الهدف الرئيس للسواتر هو حماية معسكر جورين (انترنت)
increase حجم الخط decrease
بارتفاع 6 أمتار وطول يتجاوز 20 كيلومتراً، تقيم قوات النظام سواتر ترابية عليها أسلاك شائكة، في ريف حماة الشمالي الغربي، لفصل القرى الموالية عن مناطق المعارضة. تقسيم يراه أبناء المنطقة والفصائل العسكرية كأولى نتائج اتفاق "مناطق تخفيف التصعيد"، في حين هددت فصائل عسكرية باستمرار العمليات العسكرية في حال أكمل النظام ما أسمته "مشروع التقسيم".

في ريف حماة الغربي، أصدرت فصائل عسكرية من منطقة الطار بياناً اعتبرت فيه اتفاق "تخفيف التصعيد" في مناطق ريف حماة لاغياً، باعتباره يرسخ لتقسيم سوريا، وقد تم من دون الرجوع إلى فصائل تعتبر الممثل الشرعي للمنطقة. ورفض البيان محاولة النظام تقسيم سوريا واتفاقيات التهجير القسري، وأشار إلى أن الفصائل العسكرية ستكون في حِلّ من أمرها تجاه أية قرارات دولية تصدر بشأن المنطقة.

بيان أهالي منطقة الطار جاء رداً على إقامة النظام سواتر ترابية تحيط بالقرى الموالية للنظام في سهل الغاب من ريفي حماة الشمالي، والشمالي الغربي، وزرع أسلاك شائكة في منطقة المغير وفصلها عن مناطق سيطرة المعارضة.

وتضم منطقة الطار قرى ومدن تُطل على سهل الغاب من الناحية الغربية، وتشرف على مناطق سيطرة النظام والقرى الموالية له، وتمتد من ريف حماة الشمالي وحتى ريف حماة الجنوبي، ويصل طول هذه المنطقة إلى أكثر من 35 كيلومتراً.


(المصدر: LM)

ويعتبر أهالي منطقة الطار أن إقامة السواتر الترابية في قرى الكريم والأشرفية والرملية وقبر فضة والحاكورة والتمانعة، يهدف إلى تقسيم سوريا، وحماية المناطق الموالية للنظام من أية عمليات عسكرية، كمعركتي "وقل إعملو" و"في سبيل الله نمضي"، حيث وصلت قوات المعارضة إلى مشارف محردة وبلدة قمحانة، وأدت الى سيطرة المعارضة على مناطق واسعة من ريف حماة، قبل أن تعود وتنسحب على أثر هجوم عكسي لمليشيات النظام بدعم جوي روسي قبيل وأثناء مؤتمر أستانة-4 في 4 أيار/مايو.

الناشط الإعلامي عبيدة أبو خزيمة، قال لـ"المدن"، إن الهدف الرئيس للسواتر هو حماية معسكر جورين، وهو أكبر معسكرات النظام في سهل الغاب، ومركز عمليات قواته ومليشياته في المنطقة. ويحوي معسكر جورين مختلف أنواع الأسلحة، وتحيط به تلال استراتيجية تستخدم لحمايته، كما تتواجد مليشيات إيرانية شمالي المعسكر في منطقة جب الأحمر.

وقال أبو خزيمة إن النظام يستغل اتفاق "تخفيف التصعيد" لتأمين مناطقه، ورفع السواتر في مناطق سنيّة تشرف على قرى من الطائفة العلوية والمرشدية في سهل الغاب، مثل شطحة والرصيف والجيد وجورين، ويلجأ إلى زرع الألغام في السواتر، خشية تسلل عسكري من قوات المعارضة.

أبو خزيمة أشار إلى الدور الروسي في تسلم المناطق وانتشار الشرطة الروسية على أوتوستراد شيزر–السقيلبية، لمنع عمليات قطع الطرق التي تقوم بها عناصر "الدفاع الوطني". وأكد أن انتشار الشرطة الروسية في منطقة سهل الغاب يشير إلى رغبة الروس في تقسيم سوريا وبدء رسم الحدود البرية للمناطق الفاصلة بين النظام والمعارضة، أو في ضبط المنطقة أمنياً كما حصل سابقاً بعد سيطرة النظام على مدينة حلب.

الناطق باسم "جيش العزة" محمود المحمود، قال لـ"المدن"، إن إقامة السواتر إجراء روتيني يقوم به النظام بعد سيطرته على أية منطقة لإعاقة المقاتلين عن التقدم إليها. محمود أوضح أن كثافة عمليات التحصين قد تكون لسببين؛ أولهما، سحب القوة البشرية للنظام من ريف حماة الشمالي باتجاه شرق حمص والبادية السورية التي تعتبر أكثر جبهة ساخنة في سوريا الآن. ومع ضعف القوة البشرية العسكرية، يلجأ النظام إلى محاولة صدّ أي هجوم محتمل للمعارضة بإقامة السواتر وتفخيخها. والسبب الآخر يمكن أن يكون هدفه تقسيم سوريا، ورسم حدود لدولة النظام.

الإعلامي علي الجابر من ريف حماة، قال لـ"المدن"، إن رفع السواتر الترابية تزامن مع وضع الأسلاك الشائكة بين قرية المغير الخاضعة لسيطرة النظام وبلدة كفرنبودة التابعة للمعارضة في ريف حماة، ومن المتوقع خلال الفترة القادمة رفع سواتر ترابية في هذه المنطقة، لإيجاد خط دفاعي أول يحمي مناطق النظام من العمليات العسكرية المحتملة من قوات المعارضة.

واعتبر عضو المكتب الإعلامي في "جيش العزة" محمود أبو راس، في حديثه لـ"المدن"، أن هدف إقامة الساتر هو إعاقة قيام المعارضة بعمل عسكري في المرحلة المقبلة في حال فشل اتفاق "تخفيف التصعيد". أبو راس قال: "لا نتوقع انتهاء عملية التدشيم قبل فشل الاتفاق، ولا توجد لدى النظام نيّة للتقدم نحو مناطق جديدة، إنما يريد الثبات في هذه المناطق كنوع من الحماية لمناطق الطائفة العلوية، فمسافة التدشيم تبعد كيلومتراً واحداً عن نقاط رباطنا، ونحن ملتزمون بوقف التصعيد ريثما ينهي أهلنا في المناطق المجاورة جني محاصيلهم الزراعية، وسنرد على أي خرق من قوات النظام. أبو راس أكد أن "إقامة الساتر لا يشكل أعاقة لنا في حال قررنا البدء بعمل عسكري. في السابق خضنا معارك في مناطق جبلية".

ورغم وقف العمليات العسكرية في ريف حماة، إلا أن قصفاً شبه يومي من معسكر جورين وحلفايا والمصاصنة، يستهدف مناطق المعارضة في اللطامنة ولحايا ومعركبة، في الريف الشمالي.

وكانت الخارجية الروسية أعلنت أن خبراء من روسيا وتركيا وإيران؛ الدول الضامنة لاتفاق "تخفيف التصعيد"، سيبدأون برسم حدود المناطق في سوريا. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن الدول الضامنة يجب أن تشكل فريق عمل لضمان الأمن على الأرض، والنظر في تحديد مواقع لمناطق وقف التصعيد وترسيم حدودها الخارجية.

ويشمل الاتفاق محافظة إدلب، وأجزاء من محافظتي اللاذقية وحماة، وريف حمص الشمالي، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، وأجزاء من محافظتي القنيطرة ودرعا جنوباً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها