الثلاثاء 2017/02/28

آخر تحديث: 13:06 (بيروت)

الجولاني يتبنى عملية حمص..صفعة إيرانية لروسيا

الثلاثاء 2017/02/28
الجولاني يتبنى عملية حمص..صفعة إيرانية لروسيا
الجولاني أكد أن العملية هي "حلقة في سلسلة عمليات تأتي تباعاً" (غيتي)
increase حجم الخط decrease
تبنى القائد العسكري العام لـ"هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني (أمير "جبهة فتح الشام" سابقاً)، في مقطع مصوّر نُشر الإثنين، التفجيرات التي ضربت فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة في مدينة حمص. وحصلت "المدن" على معلومات، تؤكد اختراق "هيئة تحرير الشام" لأجهزة النظام الأمنية، وسط تصاعد النزاع بين موالي روسيا ومشايعي إيران ضمن قيادات النظام الأمنية والعسكرية.

الجولاني أكد أن العملية هي "حلقة في سلسلة عمليات تأتي تباعاً ثأراً لأهلنا الذين تعرضوا لألوان العذاب والتنكيل في هذين الفرعين، ومواساة لكل عفيفة طاهرة ولكل مهجر مشرد".

وشرح الجولاني العملية بالقول: "بعد الرصد والتجهيز واختيار الزمان والمكان، قررت وحدات العمل خلف خطوط العدو الإغارة على فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة في حمص، فأرسلت لهذا الهدف خمسة من الأبطال الشجعان من هيئة تحرير الشام، وبعد طول تدريب وممارسة تمكن هؤلاء الأبطال من اختراق خطوط العدو شديدة التحصين داخل الأفرع وخارجها". وأضاف: "بدأ الاشتباك وأوقعوا ما يقارب 50 قتيلاً على رأسهم رئيس فرع الأمن العسكري حسن دعبول، وكذلك رئيس فرع أمن الدولة".

وقال الجولاني إن العملية "درس للسياسيين المنهزمين في جنيف ومن قبلها الأستانة. درس يمسح شيئاً من العار الذي ألحقه هؤلاء المغامرون بأهل الشام"، داعياً إياهم أن "يتركوا الحرب لأهلها ويتنحوا جانباً". وأضاف: "أما أثبت الزمن لهم انهم يتبعون سرابا، أما ثبت لهم أن الدول تلعب بهم ويصفق لذلك النظام ودي ميستورا. كيف يسعون لحل يتوج النظام ويجعل الروس الذين ولغوا بدماء أهل الشام، يجعلهم دعاة سلام ورعاة له. ألم يتبين لهم أن النظام المجرم لا تنفع معه إلا لغة القوة والدماء والبذل والعطاء في سبيل الله. فإن سنة الحرب في كل الأزمان والأعراف تقول إن المنتصر يفرض شروطه ويدفع المهزوم الثمن، وأما سياسيو هذا الزمان فيدفعون ثمن شيء لا يملكوه، ويهبون النظام نصراً دون أن ينتصر".

الجولاني أكد أن الهجوم "يثبت لكل متابع هشاشة هذا النظام، وأنه لا يقوى على حماية ضباطه ورؤساء أفرعه"، وأضاف: "من وصل إلى هذه الأهداف سيصل إلى أبعد منها".

وكانت عملية أمنية معقدة، خططت لها ونفذتها "هيئة تحرير الشام"، قد ضربت السبت، فرع الأمن العسكري في حي المحطة، وفرع أمن الدولة في حي الغوطة، داخل مدينة حمص. وكلا الفرعين عبارة عن مجموعة من الأبنية الطابقية الكبيرة المحاطة بمساكن المدنيين والمفصولة عنها في الوقت نفسه بمجموعة من الحواجز التي تكتظ بالعناصر وبالأسلحة الخفيفة والثقيلة والتجهيزات الفنية، ومنها كاميرات الرصد والمراقبة الحديثة العادية والحرارية وأجهزة الكشف عن المتفجرات. وتسببت العملية في مقتل 27 عنصراً و17 ضابط أمن من كلا الفرعين، منهم رئيس فرع أمن الدولة العميد إبراهيم درويش، ورئيس فرع الأمن العسكري العميد حسن دعبول.

مصادر من حمص أكدت لـ"المدن" أنه قبل العملية بأسبوع، قامت قوة من مليشيا "لواء الرضا" الشيعية الموالية لإيران، بسلب قافلة إغاثة متوجهة إلى حي الوعر الحمصي المحاصر، وخطف عناصر من دورية الأمن المرافقة لها. وتبع ذلك سلب المليشيا لصهاريح محروقات غربي حمص، والاعتداء على الدوريات المكلفة بحراستها. وتوجهت بعد ذلك قوات من الأمن العسكري ومن أمن الدولة مدعومة بالمدرعات، نحو قرية الزرزورية، مركز مليشيا "الرضا". وفي الوقت ذاته، اشتدت الاشتباكات في الأحياء الموالية للنظام في مدينة حمص، بين عناصر الأمن وعناصر من "لواء الرضا"، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة. وقد قامت مليشيا "الرضا" بقتل وتصفية ونهب مؤسسات حكومية، في المدينة. إذ تتصرف المليشيا وكأن حمص منطقة نفوذ خاصة لها.

وكلا العميدين، درويش ودعبول، من الضباط المحسوبين على روسيا. ومن فرعيهما الأمنيين، تحركت القوات نحو بلدة الزرزورية. دعبول الملقب بـ"آمر الموت"، كان رئيساً لـ"الفرع 215/أمن عسكري" في دمشق، ويعتبر مسؤولاً عن تنفيذ عمليات تصفية وتعذيب وقتل لأكثر من 3000 معتقل، كشفتها صور "قيصر". وكان النظام قد استبدل رئيس فرع أمن الدولة في حمص عقاب صقر، نتيجة تدخل روسي، بالعميد إبراهيم درويش، على خلفية المفاوضات مع حي الوعر. عقاب صقر، كان من أنصار إيران في التصعيد العسكري، لإنهاء ملف حي الوعر وتهجير سكانه، في حين أن درويش بدا أكثر ليونة، لحل أزمة الحي المحاصر من خلال المفاوضات، وانجاز "مصالحة" تُخرج رافضي"التسوية" وتعيد "الدولة" إلى الحي. درويش، كان قد تعرض لتهديدات سابقة، من قبل المليشيات الشيعية، في حال لم يُصعّد ضد حي الوعر، لإنهاء أخر معقل سنّي ضمن حمص.

الخلافات لم تقف عند هذا الحد، مع تدخل طرف ثالث، وهو المخابرات الجوية في حمص، الموالية كلياً لإيران. وانكشف الموضوع، بعد استدعاء الأمن الجنائي بطلب من الأمن العسكري لعدد من ضباط المخابرات الجوية (كلهم شيعة)، بعد عملية السبت. وأفاد مصدر من النظام، لـ"المدن"، أن ضابطين من "الجوية" اعترفا بوجود معلومات لدى الفرع، عن احتمال تنفيذ عملية أمنية ضد الأمن العسكري وأمن الدولة، منذ أكثر من شهر. فرع المخابرات الجوية ولسبب ما، لم يخبر بقية الأجهزة الأمنية بمعلوماته، مفضلاً بدء تصعيد عسكري ضد حي الوعر، باعتباره مصدر "التهديد".

وتدور أنباء في أوساط النظام، عن اتهام فرع المخابرات الجوية بتسهيل تنفيذ العملية، انطلاقاً من حسابات له، لتصفية قادة الأمن العسكري وأمن الدولة، ما يخدم بسط هيمنته والمليشيات الشيعية بالكامل على حمص.

مصادر "المدن" أشارت أيضاً، إلى وجود خلاف بين قادة الأجهزة الأمنية في حمص، حول جدوى المعارك في تدمر. وفي حين رفض درويش ودعبول، مساندة المليشيات الذاهبة إلى تدمر، بالتعلل بعدم وجود تغطية جوية روسية، ولا خطط عملية لمهاجمة "الدولة الإسلامية" هناك، فإن قادة "الجوية" ومليشيا "الرضا" كانوا من أبرز المتحمسين لعملية تدمر. وعلمت "المدن" أن روسيا اشترطت لمشاركتها في استعادة تدمر، الحصول على امتيازات كلّية في حقل الشاعر للغاز، الأمر الذي رفضته المليشيات الإيرانية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها