الجمعة 2017/10/13

آخر تحديث: 22:42 (بيروت)

ترامب يعلن الحرب على إيران..وروحاني يدعوه لقراءة التاريخ والأدب

الجمعة 2017/10/13
ترامب يعلن الحرب على إيران..وروحاني يدعوه لقراءة التاريخ والأدب
Getty ©
increase حجم الخط decrease
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، رفضه الاقرار بأن إيران التزمت بالاتفاق النووي، واصفاً إياه بأنه أحد أسوأ الاتفاقات التي وقعتها الولايات المتحدة في تاريخها، مؤكداً أن طهران لم تحترم روح الاتفاق وأنها ما تزال قادرة على امتلاك سلاح نووي.


كلام ترامب جاء خلال خطاب ترقّبه الأميركيون والعالم، بعدما مهّد له في تصريحات الأسبوع الماضي أثناء اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة، حيث ألمح إلى أنه سيعلن موقفه من تجديد أو رفض تجديد التصديق على التزام إيران بالاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.

وقال ترامب في الخطاب الذي ألقاه من البيت الابيض: "حصلنا على عمليات تفتيش محدودة مقابل إرجاء قصير المدى ومؤقت لتقدم إيران نحو (امتلاك) السلاح النووي". وأعلن أن واشنطن ستفرض "عقوبات إضافية على النظام الإيراني لعرقلة تمويله الإرهاب" في إطار استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران.

وأضاف ترامب "سوف نحرم النظام الإيراني من كل المسارات التي تمكنه من الحصول على سلاح نووي". وقال إنه طلب من وزارة الخزانة الأميركية فرض "عقوبات قاسية" بحق "الحرس الثوري" الإيراني، مطالباً الدول الحليفة لبلاده "الانضمام إلينا في اتخاذ خطوات قوية للحد من سلوك إيران المزعزع للاستقرار".

وبعد سحب ترامب إقرار الولايات المتحدة التزام طهران بالاتفاق النووي، يتعيّن على الكونغرس الاميركي إقرار ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات على طهران خلال مهلة أقصاها 60 يوماً.


وكان وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون قد قال في وقت سابق، الجمعة، إن ترامب سيعلن "سحب إقراره" بما يتعلق بالتزام طهران، ولكن ذلك لن يعني الانسحاب من الاتفاق. وأضاف "لا نطلب من الكونغرس إعادة فرض عقوبات لأن ذلك سيعني بحكم الأمر الواقع انسحابا من الاتفاق".

وتابع تيلرسون "لقد رأينا أن هناك مخاطر وتعقيدات محددة ترتبط بتصنيف جيش كامل لبلد ما" على أنه منظمة إرهابية، لكنه أضاف أن واشنطن ستفرض عقوبات تستهدف هياكل التمويل بحد ذاتها وأفراداً معينين.

روحاني يرد
الرئيس الإيراني حسن روحاني ردّ سريعاً على خطاب ترامب بخطاب مضاد بثّه التلفزيون الإيراني. وقال روحاني: "يبدو أن ترامب لم يدرك أنه لا يستطيع الغاء الاتفاقيات الدولية...يبدو أنه لا يعلم بأن وثيقة الإتفاق النووي ليست إتفاقية ثنائية". وأضاف "يبدو أن ترامب لا يعلم أن بلاده زودت نظام صدام بالصواريخ ليستخدمها ضد الشعب الايراني.. يبدو أن ترامب لا يعلم أن الولايات المتحدة قادت انقلابا عسكريا لاسقاط الثورة الاسلامية.. يبدو أن ترامب لا يعلم أن بلاده شاركت في الانقلاب العسكري وأعادت الشاه الى السلطة واسقطت الحكومة الشرعية".

وتابع روحاني "إن الرئيس الأميركي نسي أن حكومته دعمت قصف القنابل والأسلحة الكيميائية ضد كرد العراق"، داعياً ترامب إلى "قراءة التاريخ ودراسة الاتفاقيات الدولية والأدب"، مذكراً إياه بأن "الدولة الوحيدة التي استخدمت القنبلة النووية هي الولايات المتحدة".


وأوضح روحاني أنه "لم يكن في كلمة ترامب سوى مجموعة من الشتائم والاتهامات وانه اطلق الكثير من الأكاذيب والافتراءات ضد الشعب الايراني"، وشدد على أن بلاده ستلتزم بالاتفاق طالما أنه "یضمن مصالحنا وسنواصل تعاوننا مع الوكالة الدولیة للطاقة الذریة في اطار مصالحنا الوطنیة وان ما سمعناه الیوم من ترامب ما هو الا تكرار لما سمعناه من المسؤولین الامریكان على مدى 40 عاماً".

ترحيب إسرائيلي-سعودي.. وتحذير أوروبي
موقف ترامب أثار ردود فعل عديدة، فبينما رحّبت السعودية وإسرائيل بقراره "الجريء" الذي يحمل "استراتيجية فعّالة" لوضع حد لتصرفات طهران، حذّرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا من تبعات قرار واشنطن. كما جددت موسكو تأكيدها على الالتزام بالاتفاق، داعية ترامب إلى "التخلي عن لغة التهديد في العلاقات الدولية"، معتبرة أن تلك اللغة "غير مقبولة".


من جهتها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أن لا سلطة للرئيس الاميركي لالغاء الاتفاق حول البرنامج النووي لايران. وقالت إن "رئيس الولايات المتحدة لديه سلطات عديدة، ولكن ليس هذه السلطة".

وكانت السعودية من أوائل الدول التي أعلنت موقفها من قرار الرئيس الأميركي. وأعربت الحكومة السعودية في بيان، عن تاييدها وترحيبها بالاستراتيجية "الحازمة" التي اعلنها الرئيس الاميركي تجاه ايران. وجاء في البيان، إن السعودية "تبدي تأييدها وترحيبها بالاستراتيجية الحازمة التي اعلن عنها (...) ترامب تجاه ايران ونهجها العدواني".

أما إسرائيل، فرحبت على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"القرار الشجاع" الذي اتخذه الرئيس الاميركي. وقال نتنياهو في شريط مصور بالانكليزية بث بعيد خطاب الرئيس الاميركي "اهنىء الرئيس ترامب بالقرار الشجاع الذي اتخذه اليوم. لقد جابه بشجاعة النظام الايراني الارهابي".

واضاف "إذا لم يتم القيام بأي تغييرات في الاتفاق النووي الذي وقع مع إيران هناك شيء مؤكد واحد. في غضون سنوات، النظام الإرهابي الأكبر في العالم سيمتلك ترسانة من الأسلحة النووية. وهذا يشكل خطرا كبيرا للغاية على مستقبلنا المشترك". وتابع إن "الرئيس ترامب أوجد الآن فرصة لإصلاح هذه الصفقة السيئة ولصد العدوان الإيراني ومجابهة الدعم الإيراني الإجرامي للإرهاب".

في المقابل، أعلنت باريس وبرلين ولندن أنها لا تزال "ملتزمة" بالاتفاق النووي الايراني. وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك، صدر عن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "ما زلنا ملتزمين الاتفاق وتطبيقه الكامل من قبل جميع الاطراف".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها