الأحد 2016/09/25

آخر تحديث: 13:49 (بيروت)

من يقف وراء الانقلاب في "جيش السنّة"؟

الأحد 2016/09/25
من يقف وراء الانقلاب في "جيش السنّة"؟
ما حدث داخل "جيش السنة" قد يكون مدفوعاً بتحريض من "جبهة فتح الشام" المتخوفة من تمدد "أحرار الشام" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
قالت مصادر في "جيش السنة" إن القائد الجديد للجيش أبو حيدر كعدة، أفرج عن قائد الجيش السابق أمجد البيطار، بعد يوم واحد من الانقلاب عليه، واعتقاله. الإفراج تم بعد وساطة تجار من مدينة حمص، وبرعاية وجوه بارزة في "جبهة فتح الشام" منها أبو ماريا القحطاني.

و"جيش السنّة" فصيل إسلامي منضوٍ في "جيش الفتح"، ومؤلف من مقاتلين خرجوا من مدينة حمص في العام 2014، بعد اتفاق مع قوات النظام لنقلهم إلى الشمال السوري.

وكان أبو حيدر كعدة قد قاد انقلاباً، مساء الأربعاء، داخل "جيش السنّة"، وسيطر خلاله على مقر القائد العام ومؤسس الجيش أمجد البيطار، ومن ثم اعتقاله في مدينة إدلب، واعتقال شخصيات مؤثرة في صنع القرار في الجيش مثل مستشار البيطار، أبي هلال دروش. عملية الاعتقال دامت ساعات فقط، بعد دخول أطراف مؤثرة على القرار داخل الجيش، وجهات داعمة من تجار مدينة حمص، ليطلق سراح البيطار مصاباً بطلقين ناريين في رجليه بسبب الاشتباكات أمام المقر الرئيسي للجيش، والتي أصيب فيها أيضاً مستشار البيطار بطلق ناري.

مواقع إعلامية نقلت أن "جند الأقصى" تقف وراء عملية الانقلاب، وهو ما نفاه القائد الميداني في "جيش السنة" أبو يزيد الحمصي، في حديثه لـ"المدن"، مؤكداً إن معظم عناصر "جند الأقصى" يتواجدون حالياً في ريف حماه الشمالي، ولا يرغبون بتغذية العداء بينهم وبين فصائل "جيش الفتح"، خاصة بعد الاقتتال الذي جرى مؤخراً في مدينة أريحا وريفها المجاور، بين "جند الأقصى" و"حركة أحرار الشام". وأضاف الحمصي أن ضعف قيادة الجيش، وعدم رغبة قائده بدعم الثوار في ريف حمص الشمالي، من الأسباب الرئيسية للانقلاب الذي تزامن مع بدء تهجير أهالي حي الوعر إلى ريف حمص الشمالي.

وأشار الحمصي إلى أن الخلافات الكبيرة وعدم الاتفاق بين قيادات الجيش هي من أسباب انقلاب القائد العسكري على القيادة العامة، وسبق ذلك انشقاق عناصر من الجيش يتبعون "قاطع حماة" لينضموا إلى "لواء الإيمان" التابع لـ"أحرار الشام" وما تبع ذلك من تشكيل "جيش الإيمان". وقال الحمصي إن البيطار، لا يملك السلطة المطلقة على قادة الجيش، ممن كانوا قد شكلوا سابقاً "كتائب الفاروق" في مدينة حمص، ومنهم الكعدة، وعمار البقاعي المعروف بـ"الكدر"، وسط محاولة البيطار السيطرة على الخلافات داخل الجيش بدفع مبالغ مالية للتخلص من التيار المعارض له.

الحمصي أضاف أن الشيخ البيطار لا يتمتع بشخصية قيادية، ويتخذ قرارات تغلب عليها الفردية، ورغم كونه من مؤسسي "كتائب الفاروق" في حمص، لكن عزله لأبي أسعد النمر، من القيادة العسكرية آنذاك، وتعيينه عبد الرزاق طلاس، مكانه، دفعت "كتائب الفاروق" في العام 2013 لعزل البيطار، وفك الارتباط به بشكل نهائي، الأمر الذي لم يتقبله البيطار، الذي عمد إلى تشكيل "كتيبة الفاروق الإسلامية".

الصحافي عبد الله أيوب من الرستن، يتفق مع الحمصي، على أن البيطار كان يتفرد باتخاذ القرارات ومحاولة الاستئثار بها. وقال أيوب لـ"المدن"، إن قرار تعيين عبدالرزاق طلاس رغم وجود تيار معارض لذلك في الكتائب، كان القشة التي قصمت ظهر البعير، وأدت إلى عزل البيطار. وأشار أيوب إلى أن عزل البيطار عن قيادة "كتائب الفاروق" أدى إلى تفككها وتفرق كتائبها في ما بعد، لينتقل البيطار إلى شمال سوريا ويؤسس "كتائب الفاروق الإسلامية"، ومن ثم تشكيل "جيش السنة".

ويشكك البعض بأن ما حدث داخل "جيش السنة" قد يكون مدفوعاً بتحريض من "جبهة فتح الشام" المتخوفة من تمدد "أحرار الشام"، وسط الفرز الذي تعيشه "الأحرار" لصالح التيار الثوري فيها على حساب عناصر متشددة بدأت تعلن انشقاقها وخروجها من الحركة.

ويرى البعض أن انقلاب الكعدة على قيادة "جيش السنّة"، هو بسبب تقارب البيطار مع "حركة أحرار الشام"، والاجتماعات المتكررة مع قيادات الأحرار لبحث عملية الاندماج، ومحاولة تقريب وجهات النظر للوصول إلى صيغة مبدئية تضمن استمرار "جيش السنة" ككيان داخل "حركة أحرار الشام الإسلامية". فكانت عملية الانقلاب بغية إفشال هذه الخطوة، والسيطرة على القرار داخل الجيش، ومنع تمدد نفوذ "أحرار الشام" وزيادة حصتهم.

مغردون في "تويتر" اتهموا قيادة "جبهة فتح الشام" بتشكيل لوبي ضاغط على "حركة أحرار الشام"، خاصة بعد انشقاق شرعيي الحركة أبو عبد الملك، وأبو محمد الصادق، وفصل أبو يقظان المصري، وانشقاق "مجاهدو أشداء" عن "الأحرار"، بعد البيان الذي أصدرته الحركة بجواز القتال إلى جانب تركيا في الشمال السوري.

حالة عدم الاستقرار رافقت "جيش السنّة" منذ تشكيله كما رافقت "كتائب الفاروق" من قبل، فالجيش الهادف لجمع أبناء حمص المهجّرين في تشكيل عسكري موحد، وضم مجموعات عسكرية أخرى من محافظة حماة التي سميت بـ"قاطع حماه". وسرعان ما تفكك "جيش السنّة" بانضمام "قاطع حماة" إلى "أحرار الشام"، ثم انشقاق "الكتيبة 13" في أطمة على الحدود مع تركيا، بقيادة أبو عمر الحمصي. وحالة اللاستقرار انتهت "مؤقتاً" بالانقلاب على قائد "جيش السنّة" وتسلم القائد العسكري للقيادة العامة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها