الثلاثاء 2016/06/28

آخر تحديث: 13:25 (بيروت)

من رافق الأسد في زيارته إلى مرج السلطان؟

الثلاثاء 2016/06/28
من رافق الأسد في زيارته إلى مرج السلطان؟
الفرقة الخاصة التي ظهرت مع بشار الأسد هي عبارة عن ضباط من "الأمن العسكري" و"إدارة المخابرات" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أثارت الصور التي نشرت في الصفحات الموالية للنظام السوري، في مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الأحد، لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى مطار "مرج السلطان الاحتياطي" العسكري في الغوطة الشرقية، جدلاً واسعاً في صفوف المعارضين والنشطاء. فكيف يمكن له أن يصل إلى عمق الغوطة الشرقية، وإلى منطقة استطاعت المعارضة السيطرة عليها بعد عام ونصف العام على انطلاق الثورة السورية. وهدفت الزيارة لإظهار أن الأسد على صلة متينة بقواته، التي لم تعد موجودة، مع الاعتماد على آلاف العناصر من المليشيات الأجنبية.

وكانت الصور قد أظهرت الأسد في المطار على بعد كيلومترات قليلة من خطوط المواجهة مع فصائل الغوطة الشرقية. وأظهر الشريط المصور مقابلة الأسد لعناصر "الجيش السوري"، متجاهلاً آلاف العناصر من المليشيات الإيرانية والعراقية التي شاركت النظام حملته الأخيرة على منطقة المرج، فضلاً عن الوجود العلني الكثيف لمليشيا "حزب الله" اللبناني في المنطقة ومحيطها منذ وقت طويل.

مصادر خاصة نقلت لـ"المدن" معلومات حول زيارة رئيس النظام للمطار، وأشارت إلى أنه وقبل يومين من الزيارة، تم تأمين المنطقة بشكل كامل، وتمشيطها ونشر قناصين من "الحرس الجمهوري" مخصصين لحماية الأسد، على أسطح الأبنية المطلة على المنطقة، قبل أن يدخل بموكب مؤلف من ثلاث سيارات فقط.

وقالت المصادر إن الوفد المسؤول عن الزيارة قام بسحب الجنود من قوات النظام والميليشيات الرديفة إلى الخطوط الأولى على الجبهات مع فصائل الغوطة المعارضة. وتم استبدال تلك القوات بالفرقة الخاصة التي تظهر مع الأسد في زياراته، وهي عبارة عن خليط منتقى من ضباط المخابرات شديدي الولاء التابعين لـ"الفرع 215" من جهاز "الأمن العسكري" في دمشق، بالإضافة إلى ضباط من "إدارة المخابرات". وبمقارنة متوسط أعمار من يفترض أنهم جنود في قوات النظام، والمجموعة التي التقاها بشار، نجد أن عمر العناصر الذين زارهم الأسد على نقاط التماس يفوق بكثير عمر المقاتلين الذين يتم الزج بهم على الجبهات في الغوطة، من المجندين عبر الخدمة الإلزامية والاحتياطية. كما لوحظ ظهور سائق الدبابة، للمرة الثالثة، على جبهات مختلفة، في مناطق سبق وزارها بشار على مدى السنوات الماضية.

مصادر "المدن" تعرفت على أحد الأشخاص الذين ظهروا مع الأسد في مطار المرج، وهو المساعد أول المتقاعد هيثم اسماعيل، من السلمية في ريف حماة، وهو ضابط سابق في "شعبة المخابرات العسكرية" وقد تقاعد في العام 2002، ولكنه عاد إلى صفوف المخابرات في العام 2012 متطوعاً من جديد، ليشارك قوات النظام في قمع للمتظاهرين في مناطق ريف دمشق، ثم انتقل للعمل على أحد حواجز العاصمة دمشق.

ومن الأمور التي تنفي الطابع الفجائي للزيارة، وتؤكد تحضيرها المسبق، هي البدلات العسكرية للضباط الذين كانوا برفقته، فهي جديدة نظيفة، لا تعكس مظهر مقاتلين على الجبهات، على عكس الفيديوهات التي يتم بثها عبر وسائل الإعلام الموالية لمعارك الجيش والقوات الرديفة له. الأمر الذي يؤكد معلومات "المدن" بأن المجموعة هي فرقة مجهزة لحماية الأسد، تتواجد على نقاط متقدمة في الجبهات لتصوير زياراته، وتنسحب بعدها ليحل مكانها المجندون الشباب.

وتناقل نشطاء معارضون الصورة الأولى التي تم نشرها على صفحة "رئاسة الجمهورية"، لتظهر ازرقاق الكف الأيسر للأسد، الأمر الذي جعل البعض يقول إنه مريض أو مصاب برضوض. ولكن الصور التي نشرت لاحقاً مع الشريط المصور، تثبت أنه بصحة جيدة، ولا وجود لأي آثار على يده، لترجّح احتمال الخطأ في التصوير، أو انعكاس الألوان، أو لربما اتساخ يده بشيء ما قبل وصوله إلى مقر الإفطار.

واعتبر البعض أن زيارة الأسد لمطار مرج السلطان، جاءت بمثابة رد اعتبار، بعد الفيديو الذي تسرب من قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري، واستدعاء وزير الدفاع الروسي له من دون التصريح عن الشخصية التي سيقابلها، فيما اعتبر نشطاء من الغوطة الشرقية أن الزيارة كانت رسالة مؤلمة إلى المعارضة التي خسرت منطقة المرج عقب اقتتالها الداخلي في الغوطة الشرقية، قبل شهرين.

وفي خطوة اعتبرت رداً قوياً على الزيارة، استطاع "جيش الإسلام" إصابة طائرة مروحية في سماء بلدة البحارية في الغوطة الشرقية، وذلك عبر منظومة الدفاع الجوي "أوسا". وكان "جيش الإسلام" قد اغتنم المنظومة الروسية من إحدى كتائب "الدفاع الجوي" في منطقة العتيبة، إلا أنه لم يستخدمها سوى مرة واحدة سابقاً. ووجود منظومة "الأوسا" بيد "جيش الإسلام" ساهم في حماية الغوطة منذ زمن بعيد من الطيران المروحي.

وقالت مصادر مطلعة لـ"المدن" إن إصابة المروحية أمر صحيح، لكنها لم تنفجر كما صرحت قيادة "جيش الإسلام". كما أن المروحية المتضررة هبطت في مطار دمشق الدولي، من دون إصابة طاقمها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها