الثلاثاء 2016/03/08

آخر تحديث: 16:42 (بيروت)

سباق بين "سوريا الديموقراطية" و"جيش سوريا الجديد" على ديرالزور

الثلاثاء 2016/03/08
سباق بين "سوريا الديموقراطية" و"جيش سوريا الجديد" على ديرالزور
"أسود الشرقية" بدأت معاركها نحو هدفها في ديرالزور، لتحريرها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
تعود محافظة ديرالزور شرقي سوريا، الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ عامين، مرة أخرى إلى واجهة الأعمال العسكرية، بعد تقدم متزامن، لـ"جيش سوريا الجديد" و"أسود الشرقية" وقوات "أحمد العبدو" جنوب شرقي المحافظة، و"قوات سوريا الديموقراطية" شمالها، ما قد ينذر بحدوث "سباق" للسيطرة على المحافظة النفطية-الحدودية، والتي تضم المعبر الأخير للتنظيم مع العراق؛ معبر البوكمال-القائم، خاصة بعد سيطرة المعارضة على معبر التنف مطلع أذار/مارس 2016.

المتحدث الرسمي باسم "أسود الشرقية" يونس سلامة، قال لـ"المدن"، إن "أسود الشرقية" بدأت معاركها نحو هدفها في ديرالزور، لتحريرها من تنظيم "الدولة الإسلامية"، والبداية كانت من خلال السيطرة على "سرية الوعر" في بادية المحافظة.

وتشكلت "أسود الشرقية" في منتصف العام 2014، من أبناء محافظة ديرالزور، كفصيل مقاتل ضد "الدولة الإسلامية" ونظام الأسد. وتتركز قواتها في القلمون الشرقي والبادية السورية. في حين أعلن عن "جيش سوريا الجديد" في بداية كانون الأول/ديسمبر 2015، لمحاربة "الدولة الإسلامية" ويضم "جبهة الأصالة والتنمية" بالإضافة إلى ضباط من الجيش السوري الحر، من بينهم قائد "المجلس العسكري" السابق في ديرالزور المقدم مهند الطلاع.

تقدمت "أسود الشرقية" على مساحة كبيرة في عمق الصحراء السورية، وسيطرت على كامل المساحة بين معبر التنف و"سرية الوعر" التي تقع شمال شرقي المعبر وتبعد عنه حوالي 112 كيلومتراً، على طول الحدود السورية-العراقية. كما أن السرية تبعد عن محطة الضخ النفطية "تي 2"، أقل من 70 كيلومتراً، وهي الواقعة على طريق تدمر-بغداد، وستكون الهدف المقبل لـ"أسود الشرقية" بحسب المتحدث باسمها.

وتعد "سرية الوعر" من أهم المراكز التابعة لتنظيم "الدولة" في تلك الصحراء، وهي خط الدفاع الأول عن محطة الضخ "تي 2" التي تعتبر أحد أكبر معاقل التنظيم في بادية ديرالزور. هذا التقدم هو الأول من نوعه للمعارضة في المنطقة الشرقية، منذ سيطرة التنظيم على مساحات واسعة منها في تموز/يوليو 2014.

الخبير العسكري العقيد الطيار عبدالله الحمدان، المنشق عن قاعدة بلي الجوية، قال لـ"المدن"، إن السيطرة على معبر التنف تعني أن "هناك خطة عسكرية للسيطرة على المعبر الثاني"، وهو في مدينة البوكمال شرقي ديرالزور.

وكان قائد "جيش سوريا الجديد" المقدم مهند الطلاع، قد قال في وقت سابق، إن المعارضة وبعد السيطرة على معبر التنف الحدودي، لن تتوقف، بل سيكون هدفها القادم؛ محافظة ديرالزور وبادية حمص.

وتتضارب الأنباء حول هوية القوات المسيطرة حالياً على معبر التنف؛ وكالة "أعماق" المقربة من "الدولة الإسلامية" نشرت صوراً لمقاتلي التنظيم داخل المعبر، في حين ردّ "جيش سوريا الجديد" بنشر صور لمقاتليه.

وقبل ساعات من تقدم "أسود الشرقية"، سيطرت "قوات سوريا الديموقراطية"، المكونة من "وحدات الحماية" الكردية و"جيش الثوار"، على منطقة العكلة الواقعة على مسافة 8 كيلومترات من قرية أبو خشب، على مدخل ريف ديرالزور من الجهة الشمالية الغربية.

ويرى مراسل قناة "كردستان 24" أكرم صالح، أن السيطرة على العكلة ستكون منطلق العملية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في ديرالزور، خاصة أن "قوات سوريا الديموقراطية" قالت سابقاً: "سنحارب تنظيم داعش إينما كان". وأضاف صالح لـ"المدن"، أن السيطرة على العكلة لها دوافع عديدة منها حماية ريف الحسكة، وزيادة تحصين المنطقة لمنع أي هجوم مضاد للتنظيم عليها، بالإضافة إلى تقوية  خطوط الإمداد قبل الإنطلاق في أي معركة جديدة، إن كان في ديرالزور أو الرقة. وتبقى المناطق الحدودية هي ذات أولوية قصوى، في قائمة أهداف "قوات سوريا الديموقراطية".

وقال الصحافي محمد ابراهيم، لـ"المدن"، إن السيطرة على المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، ستسهل بشكل كبير عملية القضاء على "الدولة الإسلامية" في سوريا، خاصة أن التنظيم يُعتبر أكثر ضعفاً في جانبه السوري بالمقارنة مع الجانب العراقي، وقطع الإمداد بين الجانبين سيكون العامل الأول في عملية القضاء عليه.

وأشار إبراهيم أن العملية لن تكون سريعة وستأخذ وقت طويلاً بعض الشيء، وهي العملية الأسهل للقضاء على التنظيم، عبر مهاجمته في الرقة وعموم سوريا.

التطورات الأخيرة على الحدود السورية العراقية، خاصة بعد التقدم المتزامن ظاهرياً، في شمال وجنوب ديرالزور، على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية"، تُقلص المسافة التي يسيطر عليها التنظيم في الشريط الحدودي، من 350 كيلومتراً إلى ما يقارب الـ230 كيلومتراً. والحدود بين سوريا والعراق، تمتد على طول 605 كيلومترات.

السباق للسيطرة على الحدود السورية-العراقية في ديرالزور بين "قوات سوريا الديموقراطية" من جهة، و"جيش سوريا الجديد" و"أسود الشرقية" بالإضافة إلى "كتيبة الشهيد أحمد عبدو" من جهة أخرى، تشير إلى نية "التحالف الدولي" قطع الطرق بين مناطق تنظيم "الدولة" في سوريا والعراق. الأمر يتضح أكثر من عمل جميع الفصائل السابقة بالتنسيق مع "التحالف الدولي" أو انتمائها إلى غرفة "الموك"، المشكلة من ممثلي "أصدقاء سوريا". التنسيق بين فصائل غير متوافقة، على الأرض، سيجعل من تهاوي مناطق التنظيم في سوريا أكثر سهولة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها