الجمعة 2016/12/02

آخر تحديث: 15:36 (بيروت)

مهجرو خان الشيح.. وداعاً

الجمعة 2016/12/02
مهجرو خان الشيح.. وداعاً
انهاء الثورة في خان الشيح ومن قبلها داريا، قلب خريطة التوازن العسكرية في غوطة دمشق الغربية، لصالح مليشيات النظام (انترنت)
increase حجم الخط decrease
وصلت الدفعة الثانية والأخيرة من مقاتلي مخيم خان الشيح، في غوطة دمشق الغربية، وعائلاتهم إلى إدلب، شمالي سوريا، الجمعة، لتنتهي معها مرحلة جديدة من مراحل "التطهير الطائفي" و"التهجير القسري" التي ينفذها النظام لإفراغ محيط العاصمة دمشق من المعارضة.

وخرجت 69 حافلة برفقة 12 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر من خان الشيح، مساء الخميس، وبلغ عدد المُهجّرين 2250 شخصاً، من المقاتلين وعائلاتهم، وعدد من العائلات التي لم تُدرج أسماؤها سابقاً ممن فضّلت الخروج خشية أن تتعرض للأذى بعد خروج مقاتلي المعارضة. وتأخرت الحافلات عن موعد انطلاقها لأكثر من 24 ساعة، نتيجة الأعداد غير المتوقعة للراغبين بالمغادرة، وكان مفترضاً خروج 50 حافلة، ولكن الأعداد فاقت قدرة الحافلات المتفق عليها، فانتظر المُهجّرون وصول حافلات جديدة، وفق ما ذكره الناشط أبو مسلم الديراني لـ"المدن".

الدفعة الأولى كانت قد خرجت من خان الشيح الثلاثاء، في قافلة من 27 حافلة، أقلت 1400 شخص من عسكريين ومدنيين، بينهم 30 مصاباً. وتعرضت إحدى الحافلات في الدفعة الأولى إلى حادث سير أودى بحياة امرأة وإصابة آخرين.

والاتفاق في خان الشيح بين المعارضة والنظام نصّ على خروج المقاتلين بسلاحهم الفردي إلى محافظة إدلب، إلى جانب تسليم سلاحهم الثقيل والمتوسط، وخرائط الأنفاق، ومستودعات السلاح والعتاد. وستتم "تسوية" أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، وتشكيل مجموعات "حماية ذاتية" من المتبقين من أبناء المنطقة لـ"إدارة" البلدة.

وتحوّلت خان الشيح بعد خروج مقاتليها من "صديق" إلى "عدو"، بحسب الوصف الذي يطلقه النشطاء على مناطق خارج أو تحت سيطرة النظام، فغالبية السكان المتبقين في المنطقة موالون للنظام. وخان الشيح قبل الثورة كانت عبارة عن مخيم للنازحين الفلسطينين، وعلى أطرافه مزارع منازل وأراضٍ لمسؤولي النظام وأثرياء محسوبين عليه.

ومع بدء خروج المقاتلين، انهال بعض السكان المتبقين، بالشتائم على المُهجّرين، وفق ما ذكره مقاتل من المعارضة لـ"المدن". وأضاف المقاتل "ما حدث ليس غريباً، فمع بداية الثورة كان الثوار في الغوطة الغربية يتعرضون لعمليات اعتداء وخطف من مجموعات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وكنت ممن تعرض لعملية اختطاف آنذاك".

مصدر آخر قال لـ"المدن"، إن من بقي في مخيم خان الشيح هم من سكانه الأصليين من فلسطينين، بالإضافة إلى عائلات لا تربطها بالثورة السورية وحراكها صلة.

انهاء الثورة السورية في خان الشيح ومن قبلها داريا، قلب خريطة التوازن العسكرية في غوطة دمشق الغربية، لصالح النظام ومليشياته. ومن تبقى من المعارضة في بلدات زاكية والمقيلبية والطيبة، مصيرهم إلى "مصالحات" و"هدن" مع النظام، بحسب مصدر عسكري لـ"المدن". المصدر أشار إلى أن النظام وضع كامل ثقله على داريا وخان الشيح في الغوطة الغربية، وأمطرهما بآلاف البراميل المتفجرة، وبعد تمكنه من فرض سياسة "التهجير القسري" لم يعد أمامه أرقام صعبة في المنطقة.

ويبدو أن بيت جن وكناكر تمضيان على الطريق ذاته، ما لم تتحرك فصائل درعا والقنيطرة بمعارك حقيقية تقلب المعادلة. مصدر عسكري قال لـ"المدن" إنه بعد أربع عمليات تهجير في ريف دمشق "لم نعد نأمل من فصائل الجنوب شيئاً". وأضاف "قبل بدء عمليات الإخلاء من خان الشيح، الثلاثاء، تواصلنا مع عسكريين في محافظتي القنيطرة ودرعا، فقالوا إن مسألة فك الحصار عن خان الشيح مسألة وقت، وفعلاً أطلقوا معركة حمراء الجنوب، استمرت لساعات قبل أن تتوقف".

سياسة النظام في التغيير الديموغرافي الجديدة التي بدأت بإفراغ داريا من المقاتلين والمدنيين، تختلف عن جميع "الهدن" المبرمة مع المعارضة في محيط العاصمة دمشق، إذ إن جميع عمليات التهجير خلال الشهور الماضية كانت لمناطق معارضة "مهادنة" للنظام باستثناء داريا.

مصدر عسكري قال لـ"المدن"، إن ما يحدث هو "مصالحات" مع النظام تحت اسم "هدن". فأبرز بنود "الهدن" السابقة كانت وقف قصف مليشيات النظام مناطق المعارضة، مقابل عدم مهاجمة المعارضة القطع العسكرية لقوات النظام وحواجزها الأمنية، وغاب عن تلك "الهدن" السابقة على تهجير داريا، ملف المطلوبين والمتخلفين عن "الخدمة العسكرية".

بينما أهم بنود "الهدن" الجديدة، هو ملف المنشقين والمتخلفين عن قوات النظام، وتقضي الاتفاقات بين الطرفين على إعطاء مهلة للمتخلفين والمنشقين لـ"تسوية أوضاعهم" والعودة إلى "الخدمة" في قوات النظام.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها