السبت 2016/12/10

آخر تحديث: 13:23 (بيروت)

"درع الفرات" تباشر الهجوم على الباب

السبت 2016/12/10
"درع الفرات" تباشر الهجوم على الباب
وضعت تركيا أمكانيات عسكرية ضخمة في هذه المعركة، ونشرت بطاريات مضادة للطيران (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أعلنت فصائل الجيش الحر المنضوية في تحالف غرفة عمليات "درع الفرات" بدء معركة السيطرة على مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، بعد توقف دام اسبوعين. استئناف العمليات العسكرية جاء بدعم بري وجوي تركي، على مستوى رفيع، بهدف تسريع عملية السيطرة على المدينة، وخفض الكلفة العسكرية والبشرية من استمرار المعارك في محيطها.

وسبق تقدم الجيش الحر والجيش التركي باتجاه المدينة، قصف جوي ومدفعي تركي مكثف، شمل ما يقارب 100 هدف في المدينة، بعد الحصول على بنك أهداف للتنظيم فيها. وتتضمن الأهداف مراكز تصنيع العربات المفخخة، ومراكز تواجد التنظيم ومستودعات أسلحته. فيما تحدث تنظيم "الدولة الإسلامية" عن سقوط ضحايا مدنيين بسبب القصف.

وشنّ الجيش الحر هجوماً على المدينة من محورين، الأول من الشمال والشمال الغربي وتمكن من استعادة السيطرة على قريتي براتا والدانا شمالي المدينة، والتقدم غربي المدينة والوصول تقريباً إلى الطريق الدولي ومعمل الإسمنت. وبذلك أصبحت الباب مُحاصرة من الجهة الغربية بشكل شبه كامل. وفي المحور الثاني انطلقت قوات الجيش الحر من محيط بلدة قباسين، جنوباً، وسيطرت على تل الزرزور، واستكملت قطع الطريق الدولي الباب–منبج، الرابط بين حلب والحسكة.



وتُظهر خريطة سيطرة الجيش الحر في المواقع الجديدة، نيته حصار المدينة من جميع الجهات بشكل كامل عدا المحور الجنوبي، ربما لدفع التنظيم إلى الانسحاب من المدينة تحت ضربات الطيران والمدفعية التركية، وقوات الاقتحام من الجيش الحر والقوات الخاصة التركية.

في المقابل، رد التنظيم بهجمات متفرقة على مواقع الجيش الحر والجيش التركي، مستخدماً صواريخ حرارية وعربات مفخخة، لصد الهجمات على المدينة. وتمكنت الفصائل من تدمير سيارتين مفخختين بعد استهدافهما بالأسلحة الثقيلة بينما قتل وأصيب نحو سبعة مقاتلين من الجيش الحر بعد استهداف عربتهم بصاروخ مضاد للدروع.

رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم" مصطفى سيجري، قال لـ"المدن"، إن قوات الجيش الحر بدعم تركي بدأت بشكل فعلي مراحل السيطرة على مدينة الباب، وتمكنت من السيطرة على نقاط مهمة في أطراف المدينة ومحيطها. وأكد سيجري أن التنظيم منع المدنيين من مغادرة الباب، واستهدف في وقت سابق عوائل حاولت الخروج، ما تسبب في مقتل وإصابة مدنيين. والهدف من منع الخروج هو اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، وجعلهم ورقة ضغط على مقاتلي الجيش الحر، والذين هم أصلاً من أبناء المدينة.

الجيش التركي كان قد دفع كتيبة كاملة من القوات الخاصة، بتعداد يقارب 400 عنصر من المدربين على حرب العصابات والاقتحامات، ممن خاضوا معارك عديدة في جنوب تركيا، وذلك بغية مواجهة التنظيم داخل أحياء المدينة، الذي يُجيد قتال الشوارع. كم دأب الجيش التركي خلال الأسبوعين الماضيين على تدريب قوات جديدة من الجيش الحر، بعد إقامته قاعدة عسكرية قرب بلدة الغندورة، وذلك للدفع بالمزيد من القوات باتجاه الباب.

وكانت العمليات حول الباب قد توقفت الفترة الماضية وسط إشاعات عن عدم الوصول إلى اتفاقات دولية حول المدينة، لكن الواضح حالياً أن الجيش التركي طمح خلال تلك المدة لزيادة القوات المدربة والمجهزة القادرة على خوض المعارك داخل المدينة ذات الثقل العسكري للتنظيم.

القيادي في "فيلق الشام" عبدالإله طلاس، قال لـ"المدن"، إن قوات "درع الفرات" كسرت الخطوط الدفاعية لـ"داعش" في محيط مدينة الباب، وتمكنت من تطويق المدينة من ثلاث جهات، وكذلك من تطويق بلدة قباسين المجاورة لها، وباتت مواقع التنظيم داخل المدينة تحت متناول مقاتلي الجيش الحر. وأوضح طلاس، أن التنظيم بات يستخدم العربات المفخخة والصواريخ الموجهة، بعيداً عن المواجهة المباشرة على مداخل المدينة، في محاولة يائسة لإبعاد القوات المهاجمة عن المركز، ومحاولاً تنفيذ عمليات كر وفر. لكن ذلك أصبح غير ممكن، فخطوط الجبهة، الملتفة حول المدينة، طويلة، ويصعب على "داعش" توقع محاور الهجمات الجديدة لقوات الجيش الحر.

اندفاع "درع الفرات" وخلفها الجيش التركي نحو مدينة الباب، بهذا الشكل السريع، يقوّض التكهنات عن إمكانية صمود التنظيم داخل المدينة لوقت طويل، خصوصاً مع وضع تركيا إمكانيات عسكرية ضخمة في هذه المعركة، إذ نشرت بطاريات مضادة للطيران، وصواريخ محمولة على الكتف، لمواجهة هجمات محتملة على قواتها من أي "طيران مجهول" كإجراء احترازي.

ويبقى العائق الأكبر أمام سيطرة المعارضة على المدينة، هو وجود المدنيين المقدر عددهم ما بين 50 إلى 100 ألف، وستحاول "درع الفرات" بحسب مصادر عسكرية، العمل على عدم تعرضهم للأذى وتكثيف الجهد الإستخباراتي لاستهداف مواقع التنظيم في المدينة بدقة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها