السبت 2016/11/26

آخر تحديث: 08:15 (بيروت)

عودة أحمد شفيق.. إزاحة السيسي بفلول مبارك؟

السبت 2016/11/26
عودة أحمد شفيق.. إزاحة السيسي بفلول مبارك؟
AFP-ارشيف ©
increase حجم الخط decrease

تزامن قرار رفع اسم المرشح السابق لانتخابات الرئاسة المصرية أحمد شفيق، من قوائم "الترقب والوصول"، مع زيارة سبقت صدور الحكم القضائي بثلاثة أيام، قام بها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إلى القاهرة، وهي الزيارة الثالثة خلال ستة أشهر. ولم تصدر رئاسة الجمهورية أي بيان عن أسباب الزيارة، أو محاور اللقاء الثنائي بين بن زايد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

 

محاولة فهم الزيارة على أنها ضغوط إمارتية علي السيسي للسماح لشفيق بالعودة إلى البلاد، تمهيداً لمزاولته نشاطاً سياسياً كما أعلن في فترة سابقة، تُعززها أكثر من احتمالية، توثّق مسألة الدعم الاماراتي لشفيق، والجناح الداعم له في مصر.

 

وكانت وسائل إعلام مصرية، مقربة من السيسي، دأبت على نشر تقارير  تُشكك في أدوار شفيق في الإمارات، ورصد مساعيه لزعزعة الاستقرار الداخلي في البلاد، والتحركات الخفية التي يقوم بها بدعم إماراتي . وعلى سبيل المثال، قالت صحيفة "اليوم السابع"، إن هناك خلافاً بين الجناح المُمثل لشفيق داخل الدولة، وجناح السيسي. كما ذكرت أن شفيق "يتواصل مع شخصيات في جهات مهمة ما زالت باقية على دعمه، وما زالت تأمل في أن يكون له دور في الحياة السياسية". وتبع ذلك تقرير آخر يتحدث عن زيارة سرية لرئيس أحد الأجهزة السيادية لأبوظبي، بُغية وقف تحركات شفيق.

 

عضو هيئة الدفاع عن الفريق أحمد شفيق، شوقي السيد، لم يستبعد الخيارات المواتية أمام شفيق في المرحلة المقبلة بعد رفع اسمه من قوائم "الترقب والوصول وزوال أسباب منع عودته إلى مصر. ويعتقد أن تكون عودة موكله في غضون شهور معدودة، بعد انتهائه من تصفية أعماله في الإمارات وإتمام إجراءات انتقاله إلى مصر.

 

ويُعدد السيد، لـ"المدن"، ما يصفها بالسمات التي تؤهل شفيق لعمل كبير في المرحلة المقبلة، ويقول إنه "رجل دولة وطني، من خلفية عسكرية، مشهود له بالكفاءة والنزاهة، ويتمتع بعلاقات طيبة مع أجهزة الدولة. رجل نظيف وصفحته نظيفة منذ البداية". ويضيف "لا يوجد أي اشتراطات من جانب السلطات المصرية تلزمه بعدم الانخراط في العمل السياسي حال عودته إلى مصر".

 

من جهة ثاني، قال نائب رئيس حزب "الحركة الوطنية"، الذي أسسه ِشفيق بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، إن الظروف السياسية تُحتم على شفيق أن يكون جزءاً من المشهد السياسي، خاصة أنه حصل في الانتخابات الرئاسية على تأييد أكثر من 12 مليون صوت. ويضيف اللواء رؤوف السيد علي، لـ"المدن"، أن حديث شفيق "اليومي معي يكشف عن رغبته في الانخراط بالعمل السياسي، بجانب اهتمامه باستعداد الحزب للانتخابات المحلية المُقبلة، وضرورة الدفع بشباب الحزب في هذه المنافسة الانتخابية".

 

حالة الاحتفاء بشفيق، والتلميح إلى عزمه خوض دور سياسي كبير خلال الفترة المقبلة، تعززها تصريحات لمستشار ولي عهد أبوظبي عبدالخالق عبدالله، الذي علق في وقت سابق، على قرار رفع الحظر عن اسم شفيق من الدخول إلى مصر، بالقول إن "محكمة في مصر توافق على عودة المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق إلى وطنه، وتُمهد له الطريق للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2018".

 

رهان الامارات على شفيق ليس حديثاً، وغير مرتبط بفشل السيسي في فترة حُكمه الأولى، واحتمال حدوث اضطرابات سياسية قد تستعيد معها جماعة الإخوان المسلمين شعبيتها من ورائه، إذ كانت ترتيبات الدولة الخليجية للوضع داخل مصر تتمثل في دعم شفيق كرئيس لمصر، واكتفاء السيسي بمنصبه كوزير للدفاع آنذاك.

 

لحظات كثيرة تؤكد هذه المساعي، وأبرزها تصريح نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قبل انتخابات رئاسة الجمهورية، الذي عبر فيه عن أمله في ألا يترشح وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسي في السباق الرئاسي.

 

في هذا السياق، قال مصدر دبلوماسي مصري، لـ"المدن"، إن "هناك انقساماً داخل أجهزة الدولة بشأن السيسي. والاتجاه الغالب أن الدولة ستدعم بديلاً غيره في الانتخابات الرئاسية المقبلة. شفيق قد يكون أحد الرهانات المطروحة بقوة، خصوصاً مع دعم إماراتي له، وقبول الدولة في مصر به".

 

من وجهة نظر الدبلوماسي المصري، فالأسباب التي تزيد من فرص شفيق في الانتخابات المُقبلة، هو الدعم المطلق من جانب فلول نظام مبارك، الذين ساندوه في انتخابات 2012، وتجاهلوا دعوات السيسي لدعمه في الانتخابات الرئاسية. يصف الدبلوماسي هذه الكتلة السياسية "بالمؤثرة والفاعلة". ويضيف "شفيق يحقق المعادلة الصعبة؛ كونه منتمياً للمؤسسة العسكرية المصرية، وفي الوقت ذاته رجل سياسي مدني مُمثلاً للجناح المباركي (جناح مبارك) بين كُل الأسماء المُتداولة". ويتابع "فرص شفيق تتفوق أيضاً على سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري السابق، الذي قد ينال دعماً سعودياً، كون عنان مغضوباً عليه من جانب فلول مبارك سواء داخل الجيش أو خارجه".

 

ويشير المصدر الذي خدم في سفارة مصر في الإمارات، إلى أن "دعم الإمارات لشفيق لا يعني أنها تقف ضد السيسي؛ ولكنها صارت مُدركة أن بقاءه في فترة رئاسية جديدة مسألة شديدة الصعوبة، وأن شفيق هو الورقة الرابحة التي تستطيع الرهان عليها في ظل البدلاء الحاليين". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها