الجمعة 2015/04/17

آخر تحديث: 19:43 (بيروت)

دمشق: المعارضة تنهي وجود "داعش" في الحزام الشرقي للعاصمة

الجمعة 2015/04/17
دمشق: المعارضة تنهي وجود "داعش" في الحزام الشرقي للعاصمة
أولى نتائج الهجوم على مقرات التنظيم كانت مقتل أميره منذر الصالحاني
increase حجم الخط decrease

بدأت معركة "القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية" في أحياء برزة والقابون وتشرين في دمشق. الإعلان صدر عن "جيش الإسلام" ضمن معركة أطلق عليها تسمية "تطهير برزة والقابون من رجس الخوارج"، ويشارك فيها بشكل رئيسي "جيش الإسلام" و"اللواء الأول" التابع للجيش الحر ومعظم مقاتليه من أبناء المنطقة، بعد انتهاء المهلة التي أعطتها قوات المعارضة لعناصر التنظيم من أجل تسليم أنفسهم.

وسبق إطلاق المعركة نشاط كبير لعناصر التنظيم في حيي القابون وبرزة، إذ بثّت حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لتدريبات عسكرية جرت في المنطقتين، الأمر الذي دفع قائد "جيش الإسلام"، زهران علوش، إلى زيارة حي القابون قبل مدة، حيث عقد لقاءات مع عدد من الكتائب بحث فيها سبل مواجهة خطر التنظيم.


قوات "جيش الإسلام" و"اللواء الأول"، نشرت قناصين فوق الأبنية المطلة على الأحياء، بالتوازي مع نشر قوات حاصرت مقرات التنظيم، وشهدت اللحظات الأولى من المعركة أسر أمير التنظيم، منذر الصالحاني الملقب "أبو عمر بن لادن"، إلى جانب 20 آخرين من بينهم شرعي التنظيم، أبو الدردراء، فيما بلغت حصيلة القتلى النهائية في صفوف التنظيم 16 قتيلاً.


الهجوم الوحيد الذي نفّذه التنظيم كان من خلال انتحاري، انضم إلى صفوفه قبل 15 يوماً من بدء المعركة، حيث هاجم تجمعاً لمقاتلي "اللواء الأول" في حي تشرين وفجر نفسه بينهم، الأمر الذي أدى إلى مقتل أحد مقاتلي اللواء، فيما قتل 4 مدنيين بينهم سيدة خلال الاشتباكات.


وكانت محاولات كثيرة قادتها قوات المعارضة في المنطقة من أجل إنهاء وجود التنظيم من دون اللجوء إلى معارك عسكرية، وآخر تلك المحاولات كانت أثناء اندلاع المعركة، إذ أوفد "اللواء الأول" مقاتلاً إلى عناصر التنظيم من أجل مفاوضتهم على الاستسلام والخروج من الأحياء، لكن تم قتله أثناء مغادرته للمنطقة التي يسيطرون عليها، فاشتدت المعارك حتى بلغت ذروتها مساء الخميس، وحصلت خلالها اقتحامات واسعة لمقرات التنظيم إلى أن فرضت المعارضة سيطرتها الكاملة على الأحياء الثلاثة صباح الجمعة.


وتعتبر المنطقة التي جرت فيها الاشتباكات خط تماس يشهد اشتباكات في فترات متقطعة، إذ إن للنظام حواجز بين برزة والقابون، الأمر الذي دفعه إلى إرسال تعزيزات لحواجزه، كما أغلق طريق مستشفى تشرين، فيما تحدث ناشطون عن قصف للنظام على مواقع التنظيم داخل الأحياء التي شهدت المواجهات مع المعارضة.


ويقدر ناشطون أعداد مقاتلي التنظيم في المنطقة بحوالى 120، ويشيرون إلى أن النسبة الأكبر منهم من أبناء المنطقة. وتمكن التنظيم من تجنيدهم من خلال دفع الأموال، إذ يحصل الفرد غير المتزوج منهم على 200 دولار أميركي كمرتب شهري، فيما يحصل المتزوج على 400 دولار وتزيد بحسب ما لديه من أولاد، في مقابل 50 إلى 100 دولار يحصل عليها المقاتل في صفوف المعارضة.


يشار إلى أن التنظيم تنامى في الأحياء التي تخضع لهدنة مع النظام في دمشق، بعد المعارك التي خاضتها المعارضة ضده أواخر العام الماضي في الغوطة الشرقية، حيث فرّ مقاتلوه إلى تلك الأحياء، وبشكل رئيسي تركزت مقراته الأساسية في حي تشرين الأول، بسبب ضيق وتلاصق الشوارع فيه، فبدأوا بحفر الأنفاق و فتح "الطلاقيات" وهي عبارة عن ممرات وثقوب بين جدران البيوت المتلاصقة، وتلك العمليات كانت تدل على توقّع التنظيم لهجوم مثل الذي تعرض له وأنهى وجوده في حزام الأحياء الشرقية حول العاصمة دمشق.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

مقالات أخرى للكاتب