الأربعاء 2015/12/09

آخر تحديث: 15:58 (بيروت)

"الفرقة الشمالية": اتحاد جديد في صفوف الجيش الحر

الأربعاء 2015/12/09
"الفرقة الشمالية": اتحاد جديد في صفوف الجيش الحر
أهداف "الفرقة الشمالية" هي أهداف الثورة ولا تخرج عنها
increase حجم الخط decrease
تحت مسمى "الفرقة الشمالية"، توحد فصيلان عسكريان ينتميان إلى الجيش السوري الحر، وهما "لواء فرسان الحق" و"الفرقة 101". هو اتحاد جديد نوعي بين مكونات الجيش الحر المتفرقة، بعدما كانت آلية التوحيد والاندماج محصورة لفترة طويلة بالفصائل الإسلامية المعارضة.

اندماج "لواء فرسان الحق" و"الفرقة 101"، جاء "لتوحيد الصف وتحقيق أهداف الثورة السورية" وفقاً لبيان إطلاق "الفرقة الشمالية" الذي صدر الإثنين. وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون، خطوة إيجابية على طريق إنشاء مظلة عسكرية معارضة، تحمل هموم الثورة السورية الأولى، في ظلّ الأوضاع العصيبة التي تشهدها البلاد، فيما رأى آخرون أن الأمر لا يتعدى الشكليات ولن يكون له دور كبير في مجريات المعارك.

وكانت الفترة الماضية، قد شهدت عمليات توحيد واندماج لفصائل الجيش السوري الحر، وأبرزها إنشاء "جيش النصر" في الشمال السوري، عبر اتحاد كل من "تجمع صقور الغاب" و"الفوج 111" و"جبهة إنقاذ المقاتلة". إضافة إلى تشكيل "الفرقة الوسطى" صاحبة الحضور في ريف حماة. ليعود بذلك الجيش السوري الحر إلى الواجهة، خاصة بعد السؤال الذي أطلقه الروس مع بدايه حملتهم في سوريا: "أين هو الجيش الحر؟".

قائد "الفرقة 101"، العقيد الطيار حسن حمادة، قال لـ"المدن": "الفرقة الشمالية نواة لتوحيد كافة فصائل الجيش الحر على الأرض السورية، فالتوحّد بين الفصائل قوة للجيش الحر وللثورة السورية بشكل عام، والفرقة الشمالية هي زيادة في القوة والوسائط".

وشهدت جبهات القتال، خلال الأيام الماضية، تراجعاً نسبياً للمعارضة السورية، خاصة في ريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي، وعن ذلك قال حمادة: "سنستعيد تلك النقاط، بالتعاون مع كافة تشكيلات الجيش الحر العاملة في الشمال السوري، وسنكون عند حسن ظن الشعب السوري الحر، وسيبقى الجيش الحر هو المخلص والخيار بالنسبة للسوريين".

ووصلت فصائل الجيش السوري الحر إلى ذروة مجدها في نهاية العام 2012 وبداية 2013، وحصدت دعماً شعبياً كبيراً. لكن مع ظهور التنظيمات المتطرفة، مثل "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" بدأ "الجيش الحر" بالانحسار.

ومع بداية التدخل العسكري الروسي، عاد الجيش الحر إلى الواجهة، وقامت الفصائل المنضوية تحت اسمه بتدمير ما يقارب 200 آلية ثقيلة لقوات النظام، ومنها 123 دبابة في الشهر الأول للحملة الروسية، على جبهات حماة وحلب واللاذقية.

الناشط محمد أبو بكر قال لـ"المدن": "قد يكون لهذه الاتحّادات دور في المعركة، كما يحدث الآن مع الفرقة الشمالية المشكلة حديثاً، لكنها ليست عاملاً حاسماً. فالسلاح وحده من يحسم، وفي غياب السلاح النوعي القادر على قلب المعركة، ستبقى الأمور على ما هي عليه".
وأضاف أبو بكر: "شاهدنا في الشهر الأول للحملة الروسية، انتشاراً للصواريخ الأميركية المضادة للدروع (تاو) التي كان لها نتائجاً ملموسة".

تساؤلات عن مرجعية الجيش الحر في سوريا، خاصة بعد التطورات السياسية الدولية المتلاحقة، أجابت عنها قيادة "الفرقة الشمالية"، بالقول إن "مرجعيتها العقائدية هي الوطن، الذي يجب أن يتحرر من الطغاة والمستبدين مهما كان الثمن"، وأكّدت أنّ "النطاق الواسع الجديد جغرافياً، وتكامل السلاح الثقيل والمتوسط، سيكون لهما أثر كبير في هذا الاتحاد، على أرض المعركة".

وقال المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد، لـ"المدن": "اندماج فصيلين فاعلين في الجبهة الشمالية، خاصة في حلب وإدلب في قيادة واحدة، هو أمر مطلوب وسيزيد من فاعليتها العسكرية بالتأكيد".

وحول الرأي القائل بأن هذا التشكيل ومعظم التشكيلات الحديثة لا تحمل الجديد، ولا تحدث فرقاً على الأرض، أوضح أبو زيد: "بالعكس تماماً، أعتقد أن الاندماج بين الفصائل يحدّ من ظاهرة تعدد الفصائل التي تعج بها الساحة السورية. والاندماجات المتواصلة تساهم في تشجيع الفصائل الأخرى على اتخاذ خطوات مماثلة. وشهدنا مؤخراً عدداً من الاندماجات بين فصائل الجيش الحر، وشهدنا اندماجات بين الفصائل ذات الصبغة الإسلامية أيضاً، وأعتقد أن هذا سيؤدي إلى الحد من تعدد القيادات وفاعلية عسكرية أكبر وقيادة مركزية واحدة، وسيؤدي أيضاً إلى تنظيم صفوف المعارضة".

من جهته، قائد "لواء فرسان الحق" المقدم فارس بيوش، تحدث عن الاتحادات الجديدة، بشكل عام، وعن "الفرقة الشمالية" بشكل خاص: "نحن نسعى دائماً إلى توحيد فصائل الجيش الحر، والفرقة الشمالية أحد أشكال هذا السعي، ونهدف من خلاله لتركيز القوى ضد النظام وداعش".
وستكون قيادة "الفرقة الشمالية" من قادة التشكيلين السابقين، وستنتشر في إدلب وحلب وحماة، وستعمل في أربع جبهات قتالية في الشمال السوري.

ويضيف بيوش: "أهداف الفرقة هي أهداف الثورة ولا تخرج عنها، وهناك فصائل كثيرة تريد الانضمام للتشكيل الجديد، ونحن كقيادة نرحب بهم وقمنا مباشرة بضم البعض منهم، واندماجنا عبر هذا التشكيل هو اندماج كامل. وهو أمر سيعطينا أفضلية على مستوى النطاق الواسع في العمل، والتنوع في السلاح، والتكامل العسكري في التخطيط والتنفيذ، كما سيكون هذا الاتحاد عاملاً مهماً في التنسيق مع الفصائل الأخرى العاملة في سوريا".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها