الثلاثاء 2015/11/03

آخر تحديث: 18:01 (بيروت)

"قوات سوريا الديموقراطية".. دعم أميركي أم روسي؟

الثلاثاء 2015/11/03
"قوات سوريا الديموقراطية".. دعم أميركي أم روسي؟
وتعد بلدة الهول، ثاني أهم معقل لتنظيم "داعش" في الحسكة بعد مدينة الشدادي (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

أعلن الناطق الرسمي باسم قوات "سوريا الديموقراطية" لوند روجافا، أن القوات تمكّنت، الأحد، من السيطرة على حوالى 80 في المئة من بلدة الهول، الواقعة على بعد 45 كيلومتراً شرقي الحسكة. وتحققت هذه السيطرة عقب حملة عسكرية أطلقتها "القوات" في الثلاثين من شهر تشرين الأول/أكتوبر، وكانت مدعومة بغطاء جوي من طيران التحالف الدولي، الذي استهدف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في محيط البلدة، بغارتين، أدتا إلى خسائر فادحة في صفوف مقاتليه، بحسب روجافا.

وتعد بلدة الهول، ثاني أهم معقل لتنظيم "داعش" في الحسكة بعد مدينة الشدادي، ويبلغ تعداد سكانها حوالى 10 آلاف نسمة، وهي مستقر عشيرة الخواتنة في سوريا، المتواجدة في العراق أيضاً، داخل مناطق يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية"، ابتداءً من قرية البعاجة، أولى القرى الحدودية بين العراق وسوريا، وصولاً إلى مدينة الموصل، حيث يميل أفرادها هناك إلى حياة التمدّن.


وكانت الوحدات الكردية قد أعلنت، الجمعة الماضي، بدء حملة عسكرية تهدف الى السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في الحسكة، وهي الهول، والشدادي، والقرى المحيطة بهما. ويأتي ذلك في سياق التحضير للعملية العسكرية المرتقبة ضد التنظيم في محافظة الرقة، حيث تشكل منطقة الهول مجالاً حيوياً للتنظيم بين العراق وسورياً.


وتكسب منطقة الهول أهمية مزدوجة لجهة قربها من جبل سنجار في العراق، حيث يحيط الامتداد البشري لعشيرة الخواتنة من مدينة الهول إلى مناطق من جنوب جبل سنجار مروراً بالشريط الحدودي، السوري–العراقي، وهي كذلك مقصد لقوات البيشمركة الكردية، التي تسعى إلى السيطرة الكاملة على مناطق سنجار، خصوصاً أن تنظيم "الدولة" ما يزال يحتفظ بسيطرته على القسم الجنوبي من الجبل، وبعض أحياء المدينة. وتعد القوات الكردية لهذه الحملة بإشراف مباشر من رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني.


من جهة ثانية، بدت تصريحات روجافا، والمعلومات التي حصلت عليها "المدن" من مصادر ميدانية في صفوف قوات البيشمركة، متناقضة، إذ ذكر الملازم في قوات البيشمركة اراس هركي لـ"المدن" أن حملتهم للسيطرة على الجزء الجنوبي من جبل سنجار في العراق، تأتي بالتنسيق مع حملة الوحدات للسيطرة على بلدة الهول في سوريا، مؤكداً أن الحملة ستبدأ بعد السيطرة على كامل أحياء الهول وانتهاء عمليات القصف لمواقع التنظيم في المناطق الجنوبية من جبل سنجار.


وأضاف المصدر بأن قوات البيشمركة لم تقم بعمليات عسكرية جنوب جبل سنجار، إلا أنها ساندت الوحدات الكردية في السيطرة على الشريط الحدودي، الذي يربط بلدة الهول بالأراضي العراقية، مؤكداً بأن الطيران الروسي قام خلال الأسبوعين الماضيين بشن 57 غارة جوية على مواقع التنظيم في المناطق المحيطة ببلدة الهول وجبل سنجار (تبعد الهول عن جبل سنجار 15 كيلومتراً إلى الغرب منه). وهذه الرواية تنفي تصريحات الناطق باسم "قوات سوريا الديموقراطية" الذي قال إن طيران التحالف هو من ساندهم.


في المقابل،  قال أحد المواطنين في  قرية العرجا لـ"المدن"، إن نتيجة القصف الذي طال المناطق المحيطة ببلدة الهول نزح منذ أسبوع  جميع أهالي القرى المحيطة بها نحو الأراضي العراقية، وأكد أن الأهالي هربوا من قصف الطيران الذي يطال المدنيين بصورة أساسية، ومن ممارسات السلب و القتل التي قامت بها وحدات حماية الشعب في بلدة تل حميس، والقرى الممتدة بين العرجا و اليعربية.


وتخوّف المصدر من تكرار سيناريو بلدة تل حميس، إذ يقول إن الوحدات قامت بانتهاكات كبيرة بحق سكان القرى المحيطة بها، وخصوصاً في قرية بني السبعة، حيث قامت بإعدام حوالى 40 شخصاً بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، منهم 12 من عائلة واحدة. مؤكدا أنه بعد نحو عام على سيطرة الوحدات على بلدة تل حميس لا يزال مصيرها مجهولاً، حيث لم يعد أحد من أهالي البلدة الذين غادروها.


الحملة العسكرية لـ"قوات سوريا الديموقراطية" يشوبها غموض إعلامي، سواء في تناقض المعلومات مع الواقع، أو في المعلومات المغلوطة التي تشير إلى سيطرتها على المزارع و القرى المحيطة ببلدة الهول، في وقت يؤكد سكان من المنطقة على أن الوجود البشري في محيط البلدة ينحصر على قرية البحرة فقط، موضحين أن الطبيعة الصحراوية للمنطقة وندرة المياه، لا تسمح بأن تقام فيها تجمعات سكانية يدخلها "داعش" وتحررها "قوات سوريا الديموقراطية"!

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها