الأحد 2014/04/27

آخر تحديث: 00:59 (بيروت)

مصر: المتظاهرون أمام قصر الاتحادية من جديد

الأحد 2014/04/27
مصر: المتظاهرون أمام قصر الاتحادية من جديد
من التظاهرة التي نجحت في الوصول إلى قصر الاتحادية
increase حجم الخط decrease
"افرجوا عن مصر"، هو المطب الذي حملته لافتة ضخمة طاف بها الآلاف من المتظاهرين ليل السبت، ضاحية مصر الجديدة وصولاً إلى قصر الإتحادية الجمهوري، مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية تهم سياسية، منذ الثالث من تموز/يوليو من العام الماضي، وإٍسقاط قانون تنظيم الحق في التظاهر.

صحيح أن أعداد من شاركوا في تظاهرة حملة" الحرية للجدعان"، المطالبة بالافراج عن المعتقلين، لم تزد كثيراً عن بضعة آلاف، لكن مسعاها الذي تكلل بالنجاح في الوصول إلى قصر الاتحادية حيث يقيم الرئيس المؤقت عدلي منصور، بدا للوهلة الأولى كأول الغيث، في مواجهة السلطة التي تطرح نفسها كبديل وحيد لنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين.
 
التظاهر في هذه البقعة تحديداً من شرق العاصمة المصرية، في مواجهة معقل رأس السلطة التنفيذية في البلاد، كان أبرز أحداث الليلة الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك في كانون الثاني/يناير من العام 2011، كما كان في كانون الأول/ديسمبر من العام 2012، بمثابة إشارة واضحة لتراجع شعبية محمد مرسي كأول رئيس منتخب قبل عزله، بعدها بأشهر.
 
القيادي في حملة "الحرية للجدعان"، خالد عبد الحميد، قال لـ"المدن" إن محاولة التظاهر في مواجهة قصر الاتحادية ليس دليلاً بالضرورة على أن التاريخ –القريب-سيعيد نفسه بنفس الكيفية وبتلك السرعة.
 
وأضاف "من الواضح أن السلطة الحالية التي تواجهنا الآن، هي سلطة أكثر استبداداً وقمعاً من سابقتها، ومن ثم فهي تحاول بلا كلل وأد الثورة"..، الأمر إذاً ليس بهذه السهولة"، مستدركاً "مجرد محاولة التظاهر في مواجهة الاتحادية هو أمر يتضمن رسالة مفادها أن ثمة قوى معارضة للسلطة الحالية مستعدة لدفع ثمن موقفها السياسي..،  مستعدة للتضحية بحريتها وراء السجون وربما بحياة شبابها كذلك".
 
من جهة ثانية، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، في هذا التوجه دليلاً على حيوية المجتمع وبخاصة الشباب. وقال لـ"المدن": "يبدو واضحاً من التحركات المتتالية في مواجهة قانون التظاهر، أن قطاعاً لا بأس به من المجتمع، ما يزال متمسكاً بممارسة حرياته العامة، ومصراً على الحصول عليها بالكامل في مواجهة محاولة الجور عليها من قبل السلطة ، ورافضاً مظاهر الاستبداد".
 
وأضاف "هذا القطاع يبدو قلقاً كذلك، وليس مطمئناً لسير الأمور في المرحلة الانتقالية الثالثة، وخاصة أن المرحلتين السابقتين شهدتا فشل السلطة في التأسيس لمجتمع ديموقراطي".
 
وعلى الرغم من أن حسن نافعة يؤيد مطلب مواجهة قانون التظاهر ولو من باب تعديله فقط، إلا أنه في المقابل ليس واثقًا-كما يقول-من أن التظاهر هو الآلية الصحيحة لمواجهة هذا القانون بما يتضمنه من "قيود" على ممارسة حق التظاهر-من وجهة نظر معارضيه.
في هذا السياق يقول نافعة "إن التظاهر في هذا التوقيت يعني أن ثمة خلطاً سيقع لا محالة، بين القوى الرافضة لقانون التظاهر من ناحية وجماعة الإخوان المسلمين، والجماعات الدينية المتحالفة معها من جانب آخر، وهي القوى التي يرى أنها تملأ الميادين والساحات بتظاهراتها، واصفاً إياها بأنها تمارس العنف.
 
في المقابل، قال القيادي الشاب في جماعة الإخوان المسلمين، طه جمال، لـ"المدن" إنه يرحب بكل هتاف في مواجهة ما أسماه بـ"الحكم العسكري"، إلا أنه اعترف بأنه لا يشعر بأي تعاطف مع النشطاء الذين نظموا التظاهرة "كونهم ينحدرون جميعا تقريباً من خلفية انتهجت في معارضتها للرئيس محمد مرسي نهجاً انتهى فعلياً بهم إلى أن أصبحوا مطية للعسكر، الذين استغلوهم للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، والوصول إلى السلطة".
 
increase حجم الخط decrease