الأحد 2014/11/16

آخر تحديث: 16:05 (بيروت)

هل فشلت القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية؟

الأحد 2014/11/16
هل فشلت القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية؟
قفزت أسعار السلع عدة أضعاف، بعد قيام النظام مؤخراً، بإغلاق مدخل مخيم الوافدين، الوحيد، إلى دوما. (غيتي)
increase حجم الخط decrease
شهدت مدينة دوما في الغوطة الشرقية، شرقي العاصمة دمشق، مؤخراً احتجاجات واسعة من قبل الناشطين وسكان المدينة، ضد من دعوهم بـ"تجار الدماء" و"أمراء الحروب"، في إشارة إلى استغلالهم الحصار المطبق من قبل النظام السوري، على المدينة منذ أكثر من عامين. يتضمن ذلك، احتكار بعض التجار للسلع الغذائية ورفع أسعارها عشرات الأضعاف، حتى بات من الصعب على المواطن المسحوق تأمين حاجاته الأساسية.

وبحسب مصدر خاص بـ"المدن"، فقد "خرجت مظاهرات مطالبة في بداية الأمر بعدم احتكار السلع الغذائية، كما وطالب المتظاهرون الأمم المتحدة بالضغط لفتح طريق مخيم الوافدين. إلا أنه في ما بعد، تحولت المظاهرات إلى حالة شغب، فهوجم التجار، وكسرت أقفال محلاتهم". قيام أحد التجار بإطلاق النار على المتظاهرين، وسقوط عدد من القتلى، تسبب بالتصعيد، فاقتحم المتظاهرون مؤسسة (عدالة) التابعة لجيش الاسلام بزعامة زهران علوش. ما دفع عناصر تابعة للجيش، بإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، و"لم ينجح الأمر، وتم اقتحام المؤسسة، بينما كانت حصيلة الاحتجاجات سقوط حوالي ثلاثة قتلى من المتظاهرين".

وبحسب تنسيقية مدينة دوما: "ما تشهده مدينة دوما من مظاهرات، هي للمطالبة بمحاسبة وحوش الطريق، والمتلاعبين بالأسعار". حيث قفزت أسعار السلع أضعافاً، وخاصة بعد قيام النظام مؤخراً، بإغلاق المدخل الوحيد إلى مدينة دوما، وهو مدخل الوافدين الذي كانت تمر عبره السلع الداخلة إلى الغوطة الشرقية. الأمر الذي دفع بـ"المجلس القضائي" في الغوطة الشرقية إلى إصدار بيانات يحذر فيها "تجار الدم الذين يحتكرون البضائع في مستودعاتهم"، وذهب البيان أبعد من ذلك حيث اعتبر: "إن أي تاجر يثبت احتكاره للبضائع لا يعد محتكراً فحسب، وإنما هو شريك للنظام في حصار الغوطة، وعلى هذا الأساس تكون معاملته وعقابه".

تزامنت هذه الاحتجاجات، مع تنفيذ المجلس القضائي في الغوطة الشرقية حكم الاعدام بحق مواطن، بتهمة "السحر والكفر وشرب الخمر والمخدرات"، في سابقة من نوعها. وصادق زهران علوش على هذا الحكم، بصفته "القائد العام للغوطة الشرقية" بحسب نص البيان. الحادثة أثارت استياءً كبيراً لدى قطاعات واسعة من سكان الغوطة الشرقية، وخاصةً لأنه تم تنفيذ حكم الإعدام على الملأ وبتغطية إعلامية كبيرة. الأمر الذي ذكّر أهل الغوطة بممارسات تنظيم "داعش" الذي اشتهر بقطع الرؤوس، والذي طردوه من مدنهم وبلداتهم، قبل وقت قريب.

موجة غضب كبيرة، تسري في الغوطة الشرقية اليوم، وبحسب أحد المتظاهرين فإن: "القيادة المشتركة، والقضاء الذي نتج عنها، أثبتوا فشلهم، ولم يتمكنوا من تحقيق شيء يذكر، بل على العكس، كل شيء في تراجع. ولكن سيكون هناك روح جديدة في الغوطة الشرقية، وندعو الله أن تكون لمصلحة أهالي الغوطة وتكون إيجابية لمسار الثورة".

وفي هذه الأثناء، تشهد مدينة دوما محاولات مستميتة من قبل قوات الأسد، لاقتحام المدينة والسيطرة عليها، وهو ما فشلت به حتى الآن. بينما سرت أنباء عن إمكانية عقد هدنة بين سكان الغوطة الشرقية والنظام، يتوقف على أساسها إطلاق النار بين الطرفين، ويفك الحصار المطبق على مدن وبلدات الغوطة. وهو أمر لم يحسم بعد، وما يزال مثار سجال بين الناشطين. ولكن الواضح حتى الآن، أن القيادة العامة بزعامة علوش، غير معارضة حتى الآن، لعقد هذه الهدنة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها