الخميس 2014/04/17

آخر تحديث: 05:17 (بيروت)

الجميّل.. معركتي مع جعجع

الخميس 2014/04/17
الجميّل.. معركتي مع جعجع
معركة الكرسي الماروني تفعل فعلها (المدن)
increase حجم الخط decrease
ليسَ مستغرباً أن يعلن الوزير الكتائبي سجعان قزي أن رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل سيترشح إلى الرئاسة، الثلاثاء المقبل كحد أقصى. وفق أجواء بكفيا، الجميّل أيضاً رئيس قوي كحليفه اللدود سمير جعجع، لا بل إنه أفضل وحظوظه أكبر. إعلان الجميّل المنتظر لن يكون إلّا بمثابة إخراج للخلاف مع جعجع، من تحت الطاولة إلى العلن.
 
عندما أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية ترشحه إلى الرئاسة، جلس الجميّل يراقب وينتظر. صمت الكتائبيون في حينه. "كل شي بوقتو"، كانوا يرددون تعليقاً على موضوع الرئاسة. وبعدما أعلن جعجع برنامجه الانتخابي، مع ما رافق الأمر من حضور كبير لـ"المستقبل" و"هيصة" في الشارع، اقتربت اللحظة. لم ينتظر الحزب العريق طويلاً ليكشف عن مشاعره، فكان أن اقتصر التمثيل الكتائبي في معراب على شاكر عون، نائب "الشيخ أمين". بعدها، صُوّبت السهام باتجاه جعجع، فكانت انتقادات من شخصيات كتائبية من عيار أن الرئيس المقبل يجب أن يحصل على أصوات 8 آذار ويكون ليناً وقادراً على التواصل مع الجميع. ساعات على ترشح جعجع، أتى الرد الكتائبي. حان وقت افتراق الحلفاء ـ الأعداء. معركة الكرسي الماروني تفعل فعلها.  
 
هذا في العلن، أما ما لم يُكشف فكثير. مسؤولون في الكتائب يقولون عن جعجع، في مجالس خاصة، ما لا يقوله ألد الأعداء. وصلت الأمور إلى حد رفض كتائبيين للكلام والحرص على عدم إخراجه، مبررين أن جعجع لم يُجرِ أي اتصال أو لقاء شخصي مع الجميّل للتشاور في ملف الرئاسة وهنا مكمن العتب. وهذا الحرص من مصادر الكتائب على إبقاء الخلاف في إطار الشكليات، لا يمنعها من الإشارة إلى أن العبرة تبقى في مجلس النواب، غامزةً  مجدداً من قناةِ جعجع بأنه قد يخرج من المعركة سريعاً.
 
سخط الكتائب سببه أيضاً قرار 14 آذار المبدئي، وتحديداً المستقبل، بدعم ترشيح جعجع. يعتبر الجميّل القرار بمثابة إحراج له كونه لا يستطيع إلا السير به، وهو وعد الرئيس سعد الحريري بالحفاظ على وحدة 14 آذار ودعم مرشح واحد. وإذا صحت المعلومات عن أن المستقبل لم يرضَ بتقديم تعهد للجميّل بأنه المرشح الثاني بعد جعجع، فيكون حزب الكتائب تلقى صفعة قوية وهذا ما سيدفع الجميّل إلى إعلان ترشّحه. "دخلنا الحكومة مع تيار المستقبل على حساب بعض قناعاتنا، وليس هكذا يُرد الجميل"، يقول مسؤول كتائبي.
 
كثيرة هي الحروب الناعمة بين الكتائب والقوات. عند تشكيل الحكومة الحالية تجلى إحد أوجهها، لكن الأمر حالياً مختلف. بالنسبة إلى الطرفيْن، المعركة معركة موت أو حياة ولا يمكن التراجع، وعزم الجميّل إعلان ترشحه دليل قاطع. في مكان بعيد عن بكفيا ومعراب، ثمة من يقارب حرب الحلفاء الضروس ضاحكاً. يعلم الضاحكون ربما أن لا الحكيم ولا الرئيس العنيد سيجلسان على كرسي بعبدا. 
increase حجم الخط decrease