الجمعة 2014/04/18

آخر تحديث: 02:14 (بيروت)

هل ينهي الائتلاف السوري عهد الفيتو الصيني؟

الجمعة 2014/04/18
هل ينهي الائتلاف السوري عهد الفيتو الصيني؟
سارة لـ"المدن": تغيير جدي في الموقف الصيني تجاه الأزمة السورية (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
تتزايد محاولات النظام السوري في تحقيق تقدم عسكري. وتتزايد معها محاولات المعارضة المسلحة لتحقيق الهدف نفسه، في حين تستمر المعارضة السياسية في معركتها خارج الحدود، في محاولة منها لضمان زيادة دعمها من الدول الصديقة، ولتغيير مواقف الدول الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. هذا ما كانت من أجله زيارة وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الى جمهورية الصين الشعبية.
 
الزيارة التي جاءت بدعوة من جمعية الصداقة الصينية مع الشعوب، والتي تعتبر الجهة الرسمية في دعوة المؤسسات إلى الصين، استمرت ثلاثة أيام، اجتمع فيها وفد الائتلاف برئاسة أحمد الجربا، مع كل من وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائبه تشانغ مينغ بشكل منفرد، إضافة الى مسؤولين آخرين في جمعية الصداقة، ولقاء آخر مع معهد للدراسات العليا، متخصص بدراسة السياسات ومنها الخاصة بالشرق الأوسط.

الزيارة التي اعتبرها الائتلاف الوطني خرقاً للمجموعة الدولية التي يستند إليها نظام الأسد، توحي بتغير في الموقف الصيني تجاه الازمة السورية المستمرة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات. وتؤشر إلى فتح بوابة جديدة للعلاقات الدولية للائتلاف، وخاصة أن الأخير قد طلب بشكل رسمي من الجانب الصيني فتح مكتب للائتلاف في بكين، وتعيين ممثل له في الصين، لتنسيق السياسات المتعلقة بالقضية السورية، الأمر الذي اعتبره الجانب الصيني "إيجابياً ووعد بدراسته"، حسب ما أكد عضو وفد الائتلاف الذي زار بكين، لـ"المدن" فايز سارة.

الائتلاف طرح القضايا ذات الصلة بالأزمة السورية على طاولة الحوار مع الصينيين، وشدد في الوقت ذاته على أهمية الموقف الصيني من القضية السورية، لكنه اعتبر أن الموقف الصيني السابق واستخدام حق النقض "الفيتو" ثلاث مرات في مجلس الأمن لمنع صدور قرار دولي ضد نظام الأسد، لم يخدم القضية السورية بل زادها تعقيداً، وطالب الحكومة الصينية بمواقف داعمة لنضال الشعب السوري وداعمة للائتلاف، بصفته ممثلاً شرعياً للشعب السوري، كما طالبها بلعب دور أكبر، وخاصة أنها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن وعليها تحمل مسؤولياتها في حماية الامن والسلم الدوليين، بالإضافة الى الضغط على نظام الأسد لفك الحصار عن المدن والبلدات السورية.

بكين من جانبها أكدت لوفد الائتلاف أن موقفها حول سوريا لا يدعم نظاماً أو شخصاً، بل يدعم حق الشعب السوري في الوصول الى الحرية والسلام والمساواة، وأدانت استمرار عمليات القتل والتدمير التي تمارس ضد الشعب السوري. سارة أكد لـ"المدن" أن الائتلاف حصل على تأييد من بكين لموقف الائتلاف الوطني في المطالبة بحل سياسي للأزمة السورية. وقال إنها تدعم مشاركته في مفاوضات جنيف موضحاً أن موقف الصين "يدعم موقف الائتلاف في المشاركة في جولة مفاوضات ثالثة قائمة على الموافقة على محتويات جنيف 1 وتطبيقها خاصة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات كاملة".

واعتبر سارة أن هنالك "تغييرا جديا في الموقف الصيني تجاه الأزمة السورية"، وأن هناك افتراقات كثيرة بين الموقف الصيني والموقف الروسي، وخاصة في طريقة تعامل الروس مع الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي قد يثير مشكلة للصين بالنسبة إلى ملف الأقليات فيها، في حين قالت مصادر في الائتلاف الوطني أن هذه الزيارة تشكل "فاتحة في تغيير الموقف الصيني إزاء القضية السورية، وتفتح بوابة لعلاقات جديدة أكثر جدية وتوزاناً بين الصين والائتلاف".

وعلى الجانب الصيني، قال وزير الخارجية وانغ يي في بيان صدر عن وزارة الخارجية الصينية، إن ما يهتم به الجانب الصيني في المسألة السورية هو حماية "المصلحة الكلية والبعيدة المدى للشعب السوري"، والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ولفت البيان إلى أن الصين تحرص على مواصلة دورها البناء في الدفع إلى حل سياسي للمسألة السورية، وهي على استعداد من أجل البقاء على التواصل والحوار مع كافة الأطراف السورية، بما فيها الائتلاف الوطني.

وأكد الوزير الصيني أن الأولوية الآن هي "بذل جهود من قبل كافة الأطراف السورية في تغليب المصلحة القومية والوطنية، وسرعة وقف إطلاق النار وأعمال العنف ودفع الانتقال السياسي الشامل وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2139 (الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة) على نحو شامل من أجل تحقيق الحل السياسي للمسألة السورية".
increase حجم الخط decrease