النقب:إسرائيل تدمر عشرات المنازل وتشرد المئات..وبن غفير يتوعد بالمزيد

واتجهت السلطات الإسرائيلية مصحوبة بآليات وجرافات عسكرية لهدم منازل لسكان قرية أم بطين في النقب، ودفعت بتعزيزات إلى المنطقة للبدء بتنفيذ عمليات الهدم تلك التي تطاول نحو 50 منزلاً.

وزعمت جمعية "ريغفيم" الاستيطانية التي تنشط في مجال ما تطلق عليه ب"البناء غير القانوني" أن "هذا التجمع السكني غير القانوني يقع في المسار المخطط لطريق رقم 6، والسكان سينتقلون إلى قرية أم بطين المجاورة حيث سيتلقون قسائم أرض بالمجان إلى جانب تعويض مالي مقابل منازلهم غير القانونية".

وتفاخر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بإقدام السلطات الإسرائيلية تحت حماية الشرطة على هدم عشرات المنازل في النقب، ووصف هذه الخطوة ب"المهمة".

وقال بن غفير في منشور على منصة "إكس" الأربعاء، إن الشرطة الإسرائيلية ستلاحق من "يحاولون سرقة الأرض وفرض واقع جديد"، مشيراً إلى أنهم سيواصلون سياسة الهدم لما وصفها بالمنازل غير القانونية.

وتباهى الوزير بدوره في هذا الشأن قائلاً: "كما وعدت منذ اليوم الأول لتولي منصبي أواخر 2022، هناك زيادة كبيرة في هدم المنازل غير القانونية في النقب، وأنا فخور بقيادة هذه السياسة".

بالمقابل، أكد عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب جمعة الزبارقة أن الهدم طاول 47 منزلاً تعود لعائلة أبو عصا التي  تقيم في هذه المنازل منذ عشرات السنين، مشيراً إلى أن كل منزل يسكنه ما بين 9 و10 أشخاص مما يعني أن نحو 500 شخص باتوا من دون مأوى.

وأضاف الزبارقة "بعد نضال طويل في المحاكم لمنع الهدم، أعطت المحاكم الإسرائيلية الضوء الأخضر لعملية الهدم دون توفير بديل للسكان"، لافتاً إلى أن على 120 ألف مواطن فلسطيني في 34 قرية مهددون بفقدان منازلهم بسبب السياسات الإسرائيلية.

والثلاثاء، استنكرت لجنة التوجيه بشدة "الهجمة الشرسة على أهلنا من عائلة أبو عصا"، وقالت إن "هذه العملية الإجرامية لم يسبق لها مثيل منذ النكبة".

واتهمت اللجنة الحكومة الإسرائيلية ب"العنصرية والفاشية"، واعتبرت أن "ما يحدث الآن عند عائلة أبو عصا هو نكبة حقيقية، وإرهاب دولة وجريمة تطهير عرقي".

وقالت إن "هذه أكبر عملية هدم بيوت في يوم واحد منذ سنوات بقيادة الوزيرين العنصريين إيتمار بن غفير وعميحاي شكلي، اللذين يريدان إشعال النقب من أجل تعميق التمييز العنصري والترانسفير القسري".

وبحسب تقرير سابق لمنظمة "ذاكرات" التي تضم ناشطين إسرائيليين، فإن السلطات تعمل على طرد السكان العرب من عشرات القرى ولاسيما في النقب، بهدف السيطرة على أراضيهم.

وتبلغ مساحة النقب نحو 14 ألف كيلومتر مربع، ويغلب عليها الطابع الصحراوي، وتقطنها تاريخياً عشائر عربية ترتبط اجتماعياً بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية والأردن.